خبر لا تنتظروا ربيعا اسلاميا -هآرتس

الساعة 09:08 ص|09 أكتوبر 2012

لا تنتظروا ربيعا اسلاميا -هآرتس

بقلم: افرايم هراري

خبير بالاسلام ومؤلف كتاب "الجهاد بين النظرية والتطبيق"

        (المضمون: لا يمكن ان ينضم المسلمون الى بقية أمم العالم للتوقيع على اعلان عام لحقوق الانسان لأن حقوق الانسان في الاسلام مشتقة من الحديث النبوي الذي يُحمل المجموع جريرة الفرد - المصدر).

        نشر مخالف للقانون قبطي امريكي مختصر فيلم سخيف يسيء الى نبي الاسلام محمد. كيف كان ذلك كافيا لاشعال الشارع المسلم من المغرب الى اليمن والافضاء الى قتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا وعدد من مساعديه في بنغازي، التي هي مدينة المتمردين المدينين لقوى الغرب الكبرى باستيلائهم على الدولة؟.

        ان مفتاح فهم ذلك كما هي الحال دائما حينما يكون الحديث عن الاسلام موجود في الحديث النبوي. فعلى حسب الاسلام كانت افعال محمد كلها يوجهها الله ولا عيب فيها وهي قدوة للسلوك الكامل. وهذا الحديث النبوي أصل من الأصول المهمة للشريعة الاسلامية الى ايامنا.

        ترد في الحديث النبوي قصة عصماء بنت مروان، وهي شاعرة سخرت من محمد في أشعارها، وقتلها واحد من أصحاب محمد وهي ترضع طفلها. وقضى النبي بأنه لم يكن قتلها إثماً. وكذلك ترد في الحديث قصة شاعر يهودي شاب هو كعب بن الأشرف هجا النبي في شعره. وفي هذه الحالة طلب محمد نفسه "ان يُخلصوه من ذلك الرجل"، فاغتال اربعة من أصحابه كعب في ليلة عرسه. وبحسب رواية جُرح واحد منهم فتفل (بصق) نبي الاسلام على الجُرح فشُفي. وورد في رواية اخرى ان محمد أُتي برأس كعب وأعطى القاتل عصا يخطو بها في الجنة، جائزة عن ذلك. ويؤكد الحديث ان اليهود جميعا خافوا على حياتهم منذ ذلك الحين.

        ان روايات الحديث هي المثال والقدوة التي أُمر كل مسلم بأن يقتدي بها مهما يكن ذلك غريبا في نظر الغربيين، لأن محمد هو المثال الكامل (الانسان الكامل) عند كل مسلم. وهذا هو معنى المذهب السني وهو التيار الذي يجمع اليوم أكثر من 85 في المائة من المسلمين في العالم.

        ان من يسخر من النبي بحسب الحديث حكمه الموت. لكن هذا لا يُفسر قتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا لأنه ليس هو الذي سخر من النبي. ومن أجل ان نفهم هذا القتل ينبغي ان نعرف رواية اخرى عن محمد، فحينما تبين له بالوحي ان قبيلة يهودية في المدينة تتآمر عليه أمر بضرب أعناق مئات الرجال من القبيلة وأوحى اليه الله ان اليهود أمة ملعونة، أمة قردة وخنازير. وكانت هذه الحادثة هي القاعدة لأجيال تالية واذا كان الفرد قد اخطأ فان ذلك يلزم الجميع. ولهذا اذا كان مواطن امريكي قد سخر فكل مواطني الولايات المتحدة مذنبون ولا سيما ممثلي السلطة الامريكية.

        لماذا ينفجر التطرف الديني الاسلامي الآن خاصة؟ يبدو ان تأييد الغرب لاسقاط نظم الحكم المستبدة التي تتولى مكانها نظم اسلامية قد فُسر بأنه خضوع منه. فاذا كان الغرب ضعيفا فيمكن ازالة اللجام والهجوم – زال ضعف المؤمنين الذي يعفي المسلمين من تطبيق أهداف الاسلام السياسية.

        اذا فهمنا هذه الامور فقط يمكن ان نفهم كيف نظروا الى سفير الولايات المتحدة على أنه مسؤول مسؤولية شخصية عن فيلم سخيف لقبطي يسخر من النبي.

        ليس عجبا اذا ان دولا مسلمة كثيرة لم توقع على اعلان حقوق الانسان الذي صدر عن الامم المتحدة والذي يُثبت الحق في التعبير عن الرأي مهما يكن. فالاسلام غير قادر على تقبل الاخلاق العامة ولا يوافق على ان تكف افعال محمد عن ان تكون قدوة، ولهذا لا يوجد أي احتمال لربيع اسلامي حقيقي، ولهذا تنتظرنا أيام كثيرة من العنف وعدم التسامح.