خبر تحليل: حجم شعبية الجهاد « مفاجِئة ».. وخطاب د. شلّح يتسم بـ« الثبوتية »

الساعة 07:18 ص|08 أكتوبر 2012

الاستقلال

وصف محللون سياسيون الحضور الجماهيري والشعبي لمهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي الخميس الماضي بـ"المفاجئ واللافت والمميز"، مؤكدين أن هذا الحضور يدل على صوابية نهج الحركة وازدياد شعبية المقاومة المسلحة على حساب شعبية أي خيارات أخرى لحل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي).

وأكد المحللون أن خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان عبد الله شلح، اتسم بالثبوتية على المواقف التي تبناها المؤسس الأمين الشهيد د. فتحي الشقاقي منذ انطلاقه الحركة قبل 31 عاماً، مبينين أن شلّح طرح حلولاً متزنة وجيدة لعدد من القضايا الداخلية والخارجية المحلية والعربية.

 

حضور مفاجئ

ووصف الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، مستوى الحضور الشعبي لمهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي بـ"المفاجئ"، مشيراً في ذات الوقت إلى أن خطاب الأمين العام للحركة اتسم بـ"الثبوتية" على المواقف.

وقال عوكل لـ"الاستقلال": كان حجم الجمهور مفاجئا، وفي ذلك دلالات سياسية وشعبية كبيرة، فهذا يشير إلى أن الجهاد الإسلامي تحظى باحترام متزايد وكبير من الناس، ودعم مستمر ومتسع، وهذا يدل على أن الجهاد الإسلامي يتقدم إلى الأمام ولا يتراجع، وأن هذه الحركة تتسع وتكبر على خلاف ما أرادت (إسرائيل) عندما قتلت معظم قيادات الجهاد ومؤسسيها بهدف تدمير هذه الحركة".

وأوضح أن هذا المهرجان أثبت أن القوى التي لا تقبل بالتبدل أو الاندماج أو المساومة، تحظى بتأييد أكبر من قبل الفلسطينيين، بالإضافة إلى الموقف الخاص بحركة الجهاد فيما يتعلق بالانقسام الفلسطيني، "فهذه الحركة لطالما رعت اجتماعات إنهاء الانقسام الداخلي، أعتقد أنها تسجل احترام كل القوى التي ترفض الحالة السياسية الداخلية المنقسمة".

ومن جهة أخرى، أكد عوكل أن خطاب الأمين العام (شلّح)، اتسم بالثبات على الموقف فيما يتعلق بقضايا عديدة، منها الثبات على المقاومة المسلحة كخيار للشعب الفلسطيني، وضرورة إنهاء المفاوضات مع الاحتلال، وتحقيق الوحدة الفلسطينية.

وأضاف: اللافت في خطاب (شلّح) أنه كان مستجيباً للحالة الوطنية في الرغبة بإنهاء الانقسام، وهذا ليس موقفاً استثنائياً أو غريباً على الجهاد"، إلا أنه بيّن أن الفلسطينيين كانوا ينتظرون موقفاً أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالطرف المتسبب بإعاقة تحقيق المصالحة، والتأكيد على حرية المواطنين وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية". وفق قوله.

كما لفت المحلل السياسي إلى حضور كافة أطياف العمل الوطني والإسلامي في المهرجان الجماهيري، مؤكداً أن ذلك يشير إلى أن المهرجان جسد معنى الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة وخاصة المتصارعة منها، ويدلل على احترام هذه الفصائل لسياسات الجهاد ومواقفها السياسية.

وتابع: رأينا في مشهد نادر من نوعه، حضور طرفي الصراع الداخلي في هذا المهرجان، وهذا يدلل أيضاً على أن الجهاد الإسلامي تجمع الشعب الفلسطيني من حيث الخطاب والموقف والسياسة والمقاومة والوحدة".

 

لافت ومميز

من ناحيته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، عبد الستار قاسم، أن مهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، كان يحظى بحضور "لافت ومميز"، وشهد نقلة نوعية في تاريخ الحركة".

وقال قاسم لـ"الاستقلال": هناك دلالات سياسية يحملها الكم الكبير الذي حضر مهرجان انطلاقة الجهاد الإسلامي، منها أن هذه الحركة باتت وازنة ولها ثقل كبير في الساحة الفلسطينية، وباتت قادرة على إحداث تغيراً في المعادلة السياسية إذا ما قررت الدخول في الانتخابات المحلية".

وأضاف: لأول مرة نشاهد مثل هذا التفوق في تاريخ حركة الجهاد الإسلامي، إما من حيث التنظيم أو الإلقاء، أو الحضور، أو على مستوى الخطابات"، مشيراً إلى أن حضور ممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية يدلل على أن هذه الحركة تعد نقطة التقاء لكافة الأفكار السياسية للحركات والمنظمات الفلسطينية.

وبيّن د.قاسم أن أبناء الضفة الغربية، تابعوا هذا المهرجان باهتمام بالغ، "لأنه كان بمثابة دراسة واستفتاء حقيقي على مدى بقاء الفلسطينيين متشبثين بخيار المقاومة المسلحة، ومدى رضاهم على الخيار العسكري للتصدي للاحتلال".

وأشاد قاسم بخطاب شلّح، وقال إنه "يضع حلولاً مناسبة للعديد من القضايا الفلسطينية والعربية"، مؤكداً على أن شلّح جمع في خطابه الوحدة السياسية للخطابات المختلفة بين الفصائل، وجاء متزناً ومتوسطاً ومتماسكاً.

ومن جهة أخرى، لفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح النظر إلى أن (إسرائيل) باتت تخشى ازدياد شعبية خيار المقاومة المسلحة، بعد أن اثبت مهرجان الجهاد الإسلامي أن الفلسطينيين يقبلون على كل من حمل السلاح في وجه الاحتلال..

وقال: كما أن (إسرائيل) تنظر بقلق شديد إلى خطاب الأمين العام شلّح، والذي هدد فيه بإنهاء التهدئة على حدود قطاع غزة، في حال أقدمت دولة الاحتلال على مغامرات غبية في القطاع".

ونوه إلى أن ظهور عدد من الأسلحة الجديدة بين يدي المقاومين خلال المهرجان، يعد رسالة إلى (إسرائيل) أن المعركة القادمة لن تكون نزهة، وأن أي مواجهة جديدة سيدفع فيها جنود الاحتلال دماءً كثيرة.

 

صوابية الخطاب

من جهته، أكد المحلل السياسي إياد عطا الله، أن مهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، شهد حضوراً كثيفاً أكثر من أي عام مضى، مشيراً إلى أن ذلك يدلل على صوابية فكر الحركة واستقلالية منهجها وصمودها على ثوابتها.

وأوضح لـ"الاستقلال" أن (إسرائيل) تنظر بقلق شديد إلى تعاظم قوة وشعبية حركة الجهاد الإسلامي وازدياد تسليحها، والذي من شأنه أن يؤثر استراتيجياً على خطط المواجهة والعمليات بغزة، مشيراً إلى أن ذلك يثير مخاوف الاحتلال من عدم تمكنه من السيطرة على فصائل المقاومة بغزة.

وشدد عطا الله على أن الجهاد الإسلامي، لا تزال تؤمن بأن الخيار الأجدر والأمثل لانتزاع الدولة الفلسطينية وتحريرها، هو المقاومة المسلحة، مشيراً إلى أن شلح لا يزال مصرّاً على أن المفاوضات مع الاحتلال مضيعة للوقت.

ومن جهة أخرى، أكد المحلل السياسي أن خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، احتوى على مضامين وقيم ومعاني، لطالما كررها الدكتور فتحي الشقاقي، "وهذا يدل على أن خطاب الجهاد الإسلامي يتسم بالثبوت والإصرار على الموقف".

وأضاف عطا الله: شلّح ظهر خلال خطابه كقائد حريص على شعبه وغيور على قضيته، وتحدث في قضايا الحصار والمفاوضات والأمن العربي والمقاومة، وكانت هذه محاور هامة من شأنها أن تغير من طبيعة الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)".

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامية د. رمضان شلّح تحدث في خطابه عن جملة من القضايا وبيّن موقف الجهاد الإسلامي منها، وأبرزها حصار غزة حيث اعتبر أن استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، في زمن الثورات العربية "غير مقبول". وقال: هذا أمر يتعلق بالشقيقة مصر، فالوضع للأسف، وبكلمة واحدة، ليس أحسن حالاً مما كان قبل الثورة، إن لم يكن في بعض الأمور، أصعب أو أسوأ، كما عبر بعض الأخوة المسؤولين في سلطة غزة".

وعن رؤيته للحالة الفلسطينية والمشروع الفلسطيني قال شلح: إن الحل هو أن نعيد بناء المشروع الوطني الفلسطيني ليعود كما بدأ منذ بدايات النضال الفلسطيني، لنرفع سقف مطالب هذا المشروع ليرتقي إلى مستوى الحق الفلسطيني ويعبر عنه، وبالتالي يعود المشروع الوطني الفلسطيني كما بدأ منذ النكبة هو "كل فلسطين"، وليس الضفة وغزة".

وتحدث عن الذهاب للأمم المتحدة واستمرار خيار المفاوضات، ووصفه بـ"العبث السياسي"، كما تناول خطابه الربيع العربي وموقف الحركة منه، فيما سلط الضوء على الفلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مقدماً رؤية للرد على هذه الأعمال.

 - المصدر : صحيفة الاستقلال