خبر محلل: اختراق الطائرة للأجواء الاسرائيلية يسقط نظرية التفوق الجوي الصهيوني

الساعة 05:58 م|07 أكتوبر 2012

غزة

جاءت حادثة اختراق طائرة استطلاع للأجواء الصهيونية إضافة جديدة للفشل الاستخباري الصهيوني، و ذلك ما بدى واضحاً من تخبط المنظومة المعلوماتية الصهيونية و فشلها في تحديد الجهة التي تقف وراء ارسال هذه الطائرة رغم مرور حوالي 40 ساعة على الحادثة.

الكاتب و المحلل السياسي، أكرم عطا الله رأى بأن هذا التضارب في الأنباء حول الجهة التي تقف وراء ارسال الطائرة يعكس تفوق آخر من جانب المقاومة في مقابل "اسرائيل" التي تتبجح بأنها تستطيع مراقبة كل ما يجري في غزة و الضفة و لبنان و حتى إيران و أي مكان في العالم العربي.

و أشار الكاتب و المحلل عطا الله في حديث خاص لـ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية، الى أن هذا الاختراق يشكل أزمة كبيرة بالنسبة لـ "اسرائيل" التي كانت أمس في حالة من العصبية و تتخبط في تصريحاتها من وقت لآخر، و لا زالت تجهل المكان الذي خرجت منه هذه الطائرة، و هي التي لم تتوقف عن القول بأنها تمتلك افضل منظومة و قوات جوية، و بأن سماءها محكمة، مضيفاً: "اذا كانت الطائرة من لبنان، فإنها قطعت مسافة طويلة و لم تتمكن "اسرائيل" من اكتشافها، و اذا كانت من غزة، فإن هذا يعتبر فشلا استخباريا من جانب اسرائيل التي تقول بأنها تراقب كل ما يجري في غزة".

و لفت الى أن "اسرائيل" اجهدت نفسها منذ عام 2003 في بناء منظومة القبة الحديدية التي ادعت بأنها حلت مشكلة الصواريخ التي تطلق من غزة على مستوطناتها الجنوبية، الا أن المواجهات الأخيرة اثبتت فشل هذه المنظومة في اعتراض صواريخ المقاومة، بل إن حادثة الطائرة هذه سوف تدخل "اسرائيل" في رحلة بحث جديدة عن منظومة لمواجهة هذا السلاح الجديد.

و اعتبر الكاتب بأن هذه الحادثة هي نوع جديد من الحرب مع "اسرائيل"، و لا سيما و أنها غير مجهزة لصد مثل هذه الطائرات حتى و لو كانت محملة بالمتفجرات، غير مستبعدا أن تكون الطائرة التقطت صورا ما وصلت بالفعل الى الجهة التي جاءت منها، ما يعني أن "اسرائيل" اصبح لديها خصومها الذين لديهم نفس القدرات و بنى تحتية توافق قدراتها.

و استبعد المحلل أن تقوم "اسرائيل" بالرد على هذا الاختراق حتى لو عرفت الجهة التي تقف خلفه، على الأقل قبل الانتخابات الامريكية قائلا: "ربما تكون "اسرائيل" تجهز نفسها لحرب و ذلك ربما يكون سبب المناورات المكثفة التي اجرتها في الشمال و الوسط و الجنوب، الا أن الاختراق الأخير يظهر عدم جاهزية الكيان الصهيوني لوقوع حرب على أي من الجبهات.

و كانت  مصادر عبرية قالت ان قيادة الجيش الاسرائيلي وبعد جمع بقايا الطائرة بدون طيار التي اُسقطت جنوب الخليل تدرس خيار امكانية ان يكون حزب الله قد اطلق الطائرة لتصوير المفاعل النووي الاسرائيلي "ديمونا"وامكانية استخدام ايران وحزب الله طائرات بدون طيار للتجسس على المواقع الاستراتيجية في "اسرائيل".

وقال موقع صحيفة يديعوت احرنوت ان الجيش يجري محاولة لمعرفة اين كانت وجهة الطائرة بدون طيار بعد ان قامت مقاتلات اسرائيلية باسقاطها جنوب جبل الخليل يوم السبت، وانه من بين احتمالات المؤسسة العسكرية ان الطائرة على ما يبدو ايرانية الصنع كانت في طريقها لاختبار امكانية التسلل الى المفاعل النووي في ديمونا، وربما حتى للنظر في خيار استهداف المفاعل في الحرب مع ايران.

واضافت المصادر ان الطائرة التي جرى اسقاطها يوم امس وفي حال اخترقت المجال الجوي الاسرائيلي فانها لن تسبب اضرارا خطيرة للمفاعل النووي الاسرائيلي، ولكن مثل هذا الحادث سيمثل انتصارا  لحزب الله اللبناني والذي هدد مؤخرا بمهاجمة أهداف استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك محطات توليد الكهرباء.

واضافت المصادر: الايرانيون يدركون أن إسرائيل لديها القدرة على التعامل مع الصواريخ والقذائف من خلال القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي، ولكن التعامل مع تهديد طائرة بدون طيار بطيئة يطرح نوعا مختلفا من التحدي.

وقالت المصادر ان طائرة بدون طيار تعمل عن طريق التحكم من مسافة طويلة كهذه يتطلب قدرات متقدمة، حيث لم تكن اسرائيل تدرك ان حزب الله قد وصل اليها واكتسبها .

ومن خلال دراسة أجزاء الطائرة بدون طيار، يقول جيش الاحتلال أنه ربما جرى التحكم في الطائرة بدون طيار من مركز القيادة في لبنان أو كان موجها من قبل نظام الملاحة الفضائية الأقمار الصناعية (GPS) وفقا لإحداثيات محددة سلفا او قد يكون موجها بدون طيار (UAV) نفسه تلقائيا وكان من المفترض أن تعود إلى قاعدتها أو التدمير الذاتي فوق البحر.