خبر إبعاد المسلمين وجذب اليهود للأقصى

الساعة 04:46 م|07 أكتوبر 2012

القدس المحتلة

تعيش القدس المحتلة تحت وطأة اقتحامات الجماعات الاستيطانية لساحات المسجد الأقصى المتواصلة منذ أسبوع بمناسبة ما يسمى عيد "المظلة" الذي يحتفل به اليهود، وسيكون الاثنين خاتمة هذه الاحتفالات بساحة البراق بالطقوس التلمودية، حيث الدعوات المتكررة للحاخامات والفتاوى الدينية التي تجيز وتشجع اليهود على التوافد واقتحام ساحات المسجد المبارك احتفالا بنهاية العيد، فتاوى يساندها موقف داعم من مختلف أذرع المؤسسة الإسرائيلية.

تدخل وتتجول بأسواقها قاصدا بوابات المسجد الأقصى، تشعر وللوهلة الأولى وكأنك بساحة حرب، دولة الاحتلال حولتها إلى ثكنة عسكرية.. حالة من التأهب والاستنفار الأمني غير المسبوق الذي لم تعهده البلدة القديمة منذ احتلال المدينة عام 1967، الآلاف من رجال الأمن والشرطة والجيش منتشرون بكل زقاق وحارة عيونهم كما فوهات بنادقهم ترصد وتتعقب تحركات كل من هو فلسطيني، ليوفروا الأمن والحماية للجماعات اليهودية التي أضحت بقوة السلاح مشهدا اعتياديا بالمكان.
فرض تقييد
مرت المواجهات التي عقبت صلاة الجمعة إثر اقتحام قوات الشرطة ساحاته بهدف قمع المصلين ومنعهم من التظاهر خشية اتساع دائرة الاحتجاجات والمواجهات، حيث لم تتخط المواجهات أسوار الأقصى الذي ما زال يعيش حالة من التوتر والأجواء العصيبة، ليبقى رهينة فوق أسره لمظلة اقتحامات الجماعات اليهودية التي دنسته وانتهكت حرمته.

المرابطون بساحات الأقصى كانوا بالمرصاد لاقتحامات المستوطنين وتصدوا لجيش الاحتلال الذي وفر لليهود الحماية والحراسة، وتعاركوا بمواجهات ضارية مع قوات الأمن التي دأبت على قمع احتجاجات المصلين المسلمين بالغاز والقنابل والاعتقالات وإبعاد الشباب عن ساحاته وفرض تقييد حتى على فلسطينيي 48 ممن يرابطون يوميا بالمسجد.

جس نبض
واعتبر رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح ما يتعرض له الأقصى من هجمة شرسة واقتحامات من قبل المجموعات اليهودية واقعا يجسد المخططات التي تتبناها المؤسسة الإسرائيلية ومختلف أذرعها الاحتلالية، لافتا إلى أن هذه الاقتحامات التي تنم عن رؤية شاملة للمؤسسة الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية التي تنفذ الاقتحامات ما هي إلا ذراع تنفيذي.

وشدد بحديثه للجزيرة نت على أن القدس كما الأقصى لا يتصدى لمجموعات استيطانية فحسب بل لعقلية احتلالية مدججة بقوة السلاح والمخططات المبيتة التي يتم الإفصاح عنها علانية، حيث بات الخطاب الرسمي للمؤسسة الإسرائيلية بصلبه وجوهره يستهدف الأقصى لفرض أمر واقع بتقسيمه والزج بالجماعات اليهودية للوجود بساحاته، بينما يتم إبعاد المسلمين عنه ويحرمون من دخوله بذرائع واهية لتفريغ الأقصى من المسلمين وسلخه عن بيئته العربية والإسلامية تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم.

ويرى الشيخ صلاح بالاستنفار الأمني والاقتحامات المتواصلة للأقصى خلال أيام عيد "المظلة" توطئة لاجتياح كبير وشامل للأقصى في غضون الأسابيع القادمة كتحد للعرب والمسلمين، مؤكدا أن القدس بمقدساتها تعيش مرحلة مفصلية وحاسمة، حيث أتت الاقتحامات والزج بالجماعات اليهودية كتدريبات لجس نبض للفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية، مبينا أن المرابطين من فلسطينيي 48 والقدس المحتلة صمام الأمان لصيانة الأقصى وإفشال مخططات الاحتلال.

حاجز الصمت
من جانبه أبدى المواطن المقدسي عمر العلمي مخاوفه من نجاح سلطات الاحتلال في تطبيق مخططاتها بساحات الأقصى، وذلك في ظل الصمت العربي والإسلامي والمواقف التي تقتصر فقط على الشجب والاستنكار دون أن تكون هناك مواقف جدية من قبل الأنظمة العربية، مناشدا الشعوب العربية كسر حاجز الصمت واتخاذ خطوات عملية لردع إسرائيل عن مشاريعها التهويدية والاستيطانية التي شرعت بتنفيذها بهذه المرحلة في ساحات المسجد.

وردا على سؤال للجزيرة نت حول دوافع الاحتلال من التضييق على الأقصى وتوسيع سياسة أوامر الإبعاد بحق المقدسيين وفرض التقييد على المصلين من فلسطينيي 48 بدخوله والصلاة، قال "من يعمر القدس والأقصى في السنوات الأخيرة بعد حصار غزة وإحكام إغلاق الضفة الغربية المحتلة هم أهل الداخل الفلسطيني".

وتابع  العلمي "وبالتالي يتم التضييق عليهم وفرض تقييدات وتحديد جيل من يسمح له بدخول المسجد ورفعه إلى 45 عاما لمنعهم من الرباط بكثافة بالمسجد للإبقاء على كبار السن بساحاته لتحييد الشباب  ومنعهم من التوافد على المسجد، فوجود الشباب بشكل مكثف يخيفهم ويردعهم عن مخططاتهم ويحول دون اقتحامات اليهود لساحاته".