خبر علامة من السماء لنحذر- يديعوت

الساعة 09:43 ص|07 أكتوبر 2012

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: دخول طائرة بلا طيار من لبنان في سماء اسرائيل علامة إنذار تقول ان اسرائيل ستشهد في المستقبل اذا وقعت حرب بينها وبين حزب الله دخول كثير مثل هذه الطائرات قد تكون مشحونة بالمواد المتفجرة - المصدر).

        تفحصت جهة ما يبدو أنها ايران بواسطة حزب الله أو بواسطة حرس الثورة في لبنان القدرات التقنية والعملياتية لها نفسها والقدرات الدفاعية لسلاح الجو الاسرائيلي. إن اجهزة الدفاع الجوي لدولة اسرائيل قد عملت في الحقيقة لكن لا يمكن ان نتجاهل حقيقة ان الطائرة بلا طيار – التي أُنتجت كما يبدو في مصانع الصناعة الجوية الايرانية وزودت بتقنية ايرانية – أُسقطت على مبعدة بصقة عن ديمونة في موقع لا يكاد يبعد 30 كم عن المفاعل الذري. وسيحتفل نصر الله وأسياده بعد ذلك بهذا.

        ان اسرائيل التي تهدد بالهجوم على ايران وتطير طائراتها بحرية وتصور في سماء لبنان، تلقت أمس علامة تحذير فحواها أننا نحن ايضا نستطيع ان نُطير الطائرات فوقكم وان نصور وان نصل الى المواقع الأشد حساسية فلا تُجربونا اذا.

        في اسرائيل يُعتمون على عمد على المعلومات المتعلقة لدخول الطائرة بلا طيار أمس الى داخلها. لأنه في هذه الساعات يجلس المختصون – في ايران وفي لبنان ايضا – وينتظرون كل شيء قليل من المعلومات يصدر من هنا يتعلق برحلة الطائرة بلا طيار واسقاطها كي يتعلموا ويستخلصوا دروسا عملياتية مثل: أين توجد نقاط ضعف الدفاع الجوي الاسرائيلي، وما هي نقاط ضعف الطائرة بلا طيار نفسها وما أشبه. وفي موازاة ذلك يجلس في اسرائيل الآن مهندسون ورجال استخبارات ويحاولون ان يُركبوا من جديد الشظايا التي جُمعت من الميدان. ليست لك في كل يوم فرصة للنظر في أحشاء التقنية الايرانية وتعلم الى أين وصلوا.

        فوق الحرب التقنية بين الطرفين، سيحاول من أطلق الطائرة بلا طيار ان يستخلص أقصى الانجازات الدعائية من هذه القضية. لأن هذه الطائرة بلا طيار لم يتم اعتراضها فوق البحر البعيد عن حدود اسرائيل بل بعد ان قطعتها عرضا وطارت نحوا من 20 دقيقة فوق مناطق مأهولة وقواعد عسكرية وبقرب منشآت حساسة مثل ديمونة. وفي اسرائيل، في المقابل، يعرضون عملية الاعتراض على أنها انجاز واظهار قوة لأن سلاح الجو كما يزعمون هنا كان يستطيع اعتراض الطائرة بلا طيار في كل زمن في مدة الـ 20 دقيقة تلك لكن استقر رأي قائد سلاح الجو على اعطاء أمر الاعتراض في النقطة التي لا يقع فيها مصابون وضرر.

        ان الأنباء الطيبة في هذه القضية التي لم يسبق لها مثيل هي ان المنظومة التي يفترض ان تحمي سماء الدولة قد عملت. توجد حاجة من اجل رؤية طائرة بلا طيار حتى لو كان الحديث عن طائرة كبيرة نسبيا الى أجهزة رادار معينة. وكان يصعب على اسرائيل في الماضي غير البعيد "ان ترى" وسائل طيران صغيرة نسبيا وبطيئة، ويتبين اليوم أنها تعرف فعل ذلك.

        تم استكشاف الطائرة بلا طيار أمس فوق البحر قبل الساعة العاشرة صباحا ببضع دقائق بواسطة منظومة الرقابة الجوية لسلاح الجو. وقد أشارت المنظومة اليها باعتبارها طائرة مريبة أو معادية وأطلقت نحوها اربع طائرات اف 16 قبل ان تدخل سماء قطاع غزة. ويتبين ان رادار الطائرات الحربية ايضا نجح في التعرف على الطائرة – وهذه قدرة تقنية ينبغي عدم الاستخفاف بها حينما يكون الحديث عن وسائل طيران صغيرة وبطيئة – وأن تعترضها بعد ذلك بواسطة صاروخ يتبع الحرارة التي تطلقها الطائرة مع انطلاق حرارة منخفضة نسبيا.

        أحد تفسيرات حقيقة أنه قد احتيج الى زمن لاستقرار الرأي على اعتراض الطائرة بلا طيار هو الحاجة الى تعرف مؤكد من الطيارين المتفحصين بالعين، أنه ليس الحديث عن طائرة بلا طيار صديقة فقدت جهة ما السيطرة عليها أو عن طائرة صغيرة للرياضة. وحقيقة ان مُطلقي الطائرة بلا طيار أطلقوها في صباح السبت لم تكن باتفاق، فقد قدروا كما يبدو ان التيقظ في صباح السبت أقل لأنه تُحلق فوق دولة اسرائيل وسائل طيران مدنية صغيرة كثيرة من أنواع مختلفة همها رياضة التحدي.

        ان الأنباء التي هي أقل حُسنا هي ان الطائرة بلا طيار التي خرجت من لبنان كما يبدو طارت فوق البحر ومكثت في الجو ثلاث ساعات على الأقل، ويبدو أنها لم تُثر الى ان اقتربت من شواطيء غزة قدرا كافيا من الارتياب في اسرائيل. قد تكون هنا مشكلة تقنية وقد تكون مشكلة اجراءات وقد تكون مشكلة تيقظ. ومهما يكن الامر فان رحلة هذه الطائرة تقتضي تشديد اللولبات في كل واحد من هذه المجالات.

        كان اعتراض الطائرة أمس يفترض ان يُذكر مواطني الدولة بما يعرفونه في الاستخبارات دائما وهو ان الطرف الثاني يبحث طول الوقت عن خروق ويبحث عن نقاط ضعف ويُعد ما يُسميه نصر الله "سلاح المفاجأة" – وهو سلاح يصل الى أبعد مما وصل في الماضي، سلاح يرمي الى سحق أعصاب دولة اسرائيل.

        لقينا هذه المرة مثلا طائرة بلا طيار طورت في دولة ذات قدرات تقنية كايران. ان طائرة بهذا الحجم تحتاج الى قاعدة منظمة مع مسارات طيران. وهي طائرة تستطيع ان توجه نفسها على مبعدة مئات الكيلومترات ايضا بعيدا عن القاعدة الأم وعن مدى الاتصال الارضي بها. سيفحصون هنا الآن هل طور الايرانيون أنفسهم بصورة تتعدى تطوير برامج منظومات توجيه بحسب جداول زمنية محددة سلفا تعطي توجيها أقل دقة. وهل لطائراتهم بلا طيارين قدرات أكثر تقدما مثل توجيه الـ جي.بي.اس الذي هو أكثر دقة أو حتى الاتصال بالاقمار الصناعية الذي ينتسب الى رتبة توجيه أعلى؟.

        ان طائرة كهذه قادرة على حمل منظومات لجمع معلومات استخبارية أو منظومات سلاح أو لتكون "طائرة بلا طيار انتحارية" محملة بالمواد المتفجرة تتفجر في هدف مثل صاروخ بحري. في كل مخطط حرب في المستقبل يستعد سلاح الجو الاسرائيلي لمواجهة حماية سماء الدولة من الطائرات بلا طيارين في جميع الجبهات. وفي الحرب القادمة ستظهر في أمواج من الشمال وهناك احتمال ان يُسهم قطاع غزة بنصيبه ايضا لأن حماس في القطاع ايضا مشغولة بتطوير طائرات بلا طيارين – بمساعدة السوريين في الماضي وبقواها الذاتية اليوم.

        في هذه القضية الآن من الاسئلة قدر أكبر من الأجوبة. لكن لا شك في ان هذه الحادثة علامة امنية مهمة، فالايرانيون أرسلوا الينا رسالة عن طريق لبنان: تقول انه ليست الصواريخ والقذائف الصاروخية هي التي ستصلكم فقط بل وسائل طيران بلا طيارين محملة بالمواد المتفجرة.