خبر المحررة عليان تتذكر لقاء جمعها بالشقاقي وتعتبر فكره الحل للقضايا الراهنة

الساعة 11:42 ص|06 أكتوبر 2012

رام الله

لم يكن لقاءها الأول بالشهيد المؤسس فتحي الشقاقي ضمن إطار تنظيم أو حزب و إنما في موقف إنساني خاص...وكان ان لفت نظرها هذا الإنسان الراقي بتعامله و أخلاقه التي لم تكن لتكون إلا لصاحب فكره خالدة...

الأسيرة المحررة عطاف عليان تروي ل"فلسطين اليوم" كيف كان هذا اللقاء الذي جمعها بالأمين العام للحركة التي انتمت لها لاحقا و اعتقلت و قدمت الكثير من التضحيات.

تقول عليان:" قبل ان انتمي لأي فصيل في حينه توجهت إلى مستشفى المطلع للعلاج وعالجني في ذلك الوقت دكتور يدعى "فتحي" هذا الإنسان أسرني بخلقه و تواضعه و حسن تعامله، ولأول مرة ألتقي بطبيب متدين هادئ في الحديث مستمع جيد للمريض، و حملت صورة طبية جدا عنه، و حين عدت إلى المنزل نقلت إحساسي للأهل كم كان لطيف في التعامل خلقه عالي...".

و تتابع عليان:" بعد سنوات اكتشفت ان هذا الطبيب اللطيف صاحب الخلق العالي و الملتزم بعمله و إنسانيته هو نفسه " فتحي الشقاقي" مؤسس حركة الجهاد التي وجدت و كثيرين معي ضالتنا فيها".

عليان كانت تنتمي لتنظيم السرايا الجهادية، و اعتقلت تحت هذا اللواء، ولكنها في حينه لم تربط أن هذا الرجل الذي ينادي بالجهاد و يؤسس لفكرة الإسلام الجهادي هو ذاته الطبيب الذي لفت نظرها بخلقه الرفيع يوما.

و في العام 1992 و خلال تشييع الشهيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله، كانت كلمه الربط للشقاقي حين قال " حزب يستشهد أمينه العام لن يهزم أبدا"، كما تقول عليان:" في ذلك الحين أحسست ان هذه الكلمة هي الفصل و أنها "رسالة ربانية" و ان فكر الشقاقي لن يهزم، ما زادني قناعه استشهاد الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بعد عدة أشهر فقط".

و تتابع عليان:" صحيح ان الحركة ولدت في مخاض عسير في ظل حركات لا تنتمي فكرتها لفكرة الإسلام و لكنها جاءت بفكرة الإسلام المجاهد و كانت مميزة في طرحها و مؤدية دورها و رغم قله العدد و السالكين في طريق الشقاقي، كانت بصمتها في فترة الانتفاضة واضحة، و في فترة معينه كانت العمليات الجهادية تابعة للجهاد الإسلامي بالرغم من قله العدد و الإمكانيات.

"إذن هذه رسالة ربانية" تضيف عليان، "ويجب ان لا تهزم أبدا لا المسيرة و لا الفكرة ، فالشقاقي أستقى فكرته من الإسلام و هدي الرسول عليه الصلاة و السلام و طبيعي أن تكون الفكرة صالحة لكل العصور، و أن تقدم الحلول للقضايا الراهنة".

كما أن الشقاقي كان لديه أفقا واسعا في التفكير، فكثير من الأفكار التي طرحها و كانت حركات أخرى و بما فيها الإخوان المسلمين في حينه ضدها، حاليا تنفذها و تؤمن بها بعد عشرات السنوات من طرحها.

و عن انعكاس هذا الفكر العظيم على كوادر الجهاد الإسلامي تقول عليان:" نحن دخلنا في حركة الجهاد في فترة الانتفاضة، و هي فترة التي أدخلت أشخاص كثيرين يحملون الحس الوطني و شعورهم بالمسؤولية اتجاه بلدهم و لكن غير مؤطرون، و قضية بناء الوعي الفكري يمر بمراحل، والانتفاضة تجاوزت الكثير من هذه المراحل، و نحن داخل السجون كانت تواجهنا مشكلة بالعدد الكبير، فحين كان عدد المعتقلين الكبير يصعب عملية الصهر في البرنامج الفكري للحركة، إلا من هو لديه التصميم على الرقي بفكره، و من هناك وجدت نوعية جديدة من كوادر الحركة".

و فيما يتعلق بتجربتها الشخصية تقول عليان:" فكر الشقاقي كان جزء من التشكيلة التي كونت شخصيتي، الى جانب الكتاب و السنة و التربية الوطنية التي بلورت لدي حب النضال و الحس الوطني، و كل ذلك اجتمعت مع بعضها البعض".

و تتابع:" كان لدينا فطرة إسلامية و لكنه لم يكن هناك الإسلام السياسي الذي تبلور لعمل جهادي... و فكر الشقاقي قدم لنا الحلول، و على المستوى الشخصي وجدت به ضالتي، فأنا إنسانة مسلمة و متدينة لدي حس وطني عالي، ولكني بحاجة للجماعة الإسلامية التي اشعر بانسجام فكري معها، ووجود فكرة الشقاقي أراحتني نفسيا ووجدت الانسجام الذي أبحث عنه".

و حول الذكرى الانطلاقة للجهاد تقول عليان:" في ظل الوضع الحالي أنا أؤمن أن حركة الجهاد يجب أن تؤخذ دورها كما كانت في الطليعة سابقا، و أن تأخذ دورها في هموم الأمة و مشاكلها و أن تجد الحل لهذه المرحلة، و فالحركة لم تتميز يوما بعدده او إنما بعدتها".

و تابعت:" يجب أن تترجم كلمه الشقاقي" أن حزبا يستشهد أمينه العام لن يهزم أبدا" و هذا ما أتمناه أن لا يهزم أبدا، و أنا أقول أن الفكرة العظيمة تبقى حية، و الفكرة التي تتغذي بالدم لن تهزم، و فكرته تغذت على دم قلبه و لن تموت".