خبر تفاقم الأزمة الداخلية الإسرائيلية: انتخابات مبكرة في شباط. حلمي موسى

الساعة 10:32 ص|06 أكتوبر 2012

تفاقمت الخلافات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك في ظل مطالبات متزايدة بتقديم موعد الانتخابات.

وأبلغ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان نتنياهو أنه لا أمل في إقرار الميزانية العامة، ما يستدعي التعجيل في إجراء الانتخابات المبكرة. كما أن رئيس الكنيست الليكودي روبي ريفلين أوضح أنه يفضل إقرار قانون حل الكنيست يوم افتتاح الدورة الشتوية بعد حوالي عشرة أيام.

ورغم أن الكثير من المعلقين والساسة في إسرائيل يرتابون في أن تدهور العلاقة بين نتنياهو وباراك، قد تكون مجرد لعبة سياسية يلجأ إليها الرجلان الأكثر انتهازية وتكتيكا في الحلبة السياسية، إلا أن المعطيات تشير إلى أن الشرخ حقيقي وكبير. ويستند المرتابون في وجود ألعوبة بواقع أن نتنياهو، الذي اتهم وزير دفاعه بخيانته واللعب من وراء ظهره مع الأميركيين، لم يقدم على إقالته من منصبه حتى الآن. غير أن غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما فيها «يديعوت احرونوت» و«معاريف» نشرت تقارير حول تفكير نتنياهو بإقالة باراك.

وبحسب «يديعوت» فإن نتنياهو فكر منذ ما قبل أسبوعين بإقالة باراك، في أعقاب زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة ولقائه الشخصي مع راحم عمانوئيل، رئيس بلدية شيكاغو والمقرب من الرئيس باراك أوباما. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو ادعى في أحاديث مغلقة مع وزراء وكبار «الليكود»، قناعته بأن باراك يتآمر عليه، ويلحق ضرراً شديداً بمنظومة العلاقات مع الإدارة الأميركية. وقالت إن نتنياهو أجرى مشاورات مع وزراء في «الليكود» وسألهم إذا كان ينبغي إقالة باراك في أعقاب سلوكه. على حد قول هؤلاء فإن نتنياهو «خرج عن طوره» بعد أن قرأ عن لقاء الرجلين في وسائل الإعلام. وقال نتنياهو إنه خلافا لأقوال باراك، لم يعرف على الإطلاق عن اللقاء.

ونقلت «يديعوت» عن أحد مقربي نتنياهو في الليكود قوله إن «نتنياهو تحدث مع الوزراء، وسألهم إذا كان من السليم إقالة باراك من منصبه، إضافة إلى ذلك فإن القرار بإقالة باراك لم ينضج في النهاية إلى قرار نهائي». واتهم مسؤولون في «الليكود» باراك بأنه انشق على نتنياهو لأن الأخير لم يضمن له مكانا في العشرية الأولى من قائمة «الليكود» للانتخابات المقبلة. وأشار هؤلاء إلى أن عجز باراك عن تقرير مستقبله السياسي هو ما قاد إلى شرخ العلاقة مع نتنياهو ومحاولته البحث عن بدائل.

وكان كبير المعلقين في «يديعوت» ناحوم بارنيع قد اعتبر أن أهم دوافع نتنياهو في الشجار مع باراك رغبته في توفير «كبش فداء» ليعلق عليه كل إخفاقات حكومته حتى الآن. وعدد بارنيع هذه وبينها «المواجهة مع إدارة أوباما، والبئر العميقة في الميزانية، وإخلاء ميغرون وحي الاولبانة، واستمرار مشروع إيران الذري. ولن يكون نتنياهو ابن النور إذا لم يُعرض بإزائه ابن الظلام. وباراك هو الإسرائيلي الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي الدور».

ويبين مختصون أن نتنياهو والليكود بحاجة إلى خصوم داخليين يمكن توجيه العداء لهم لحشد الناخبين الذين لا يكتفون، عادة، بالعدو العربي، سواء كان فلسطينيا أو سواه. ويبدو أن حملة التحريض ستتزايد في الأيام القريبة كثيرا. وهذا واضح من خلال تصريحات قادة «الليكود» الذين سيحملون باراك المسؤولية عن خلافات طرأت مع جمهور المتدينين في قضية قانون «طال» ومع المستوطنين في بعض إجراءات إخلاء مستوطنين.

وقد التقى أمس نتنياهو مع ليبرمان للتباحث في الوضع الناشئ. وفي ختام اللقاء أعلن ليبرمان أنه ليست هناك فرصة لإقرار الميزانية العامة في الكنيست الحالية، ولذلك من الضروري تقديم موعد الانتخابات والاتفاق مع باقي الكتل الحزبية على ذلك. وشدد على وجوب أن تجري الانتخابات بأسرع وقت ممكن.

وأعلن رئيس الكنيست روبي ريفلين أنه «ينبغي حل الكنيست في الساعات الأولى لبدء الدورة وإجراء انتخابات بأسرع ما يكون». وأضاف أنه «لا ريب في أن القرار السياسي اتخذ، وأن الأحزاب جميعها تستعد لخوض المعركة. وإذا كانت الوجهة نحو الانتخابات، فمن الأفضل أن تقر الكنيست قانون حل نفسها فورا، أو خلال أيام، أو حتى خلال الساعات الأولى من الدورة الشتوية، وليس أن تتلكأ لأسابيع». وبرر ريفلين موقفه بالأزمة العالمية التي قد تجر إسرائيل التي لم تقر ميزانية العام 2013. وفي نظره فإن «الوضع الاقتصادي لا يسمح بوجود دولة من دون ميزانية مقرة، لذلك يجب إجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن». وتوقع أن تجري الانتخابات في الأسبوع الثاني أو الثالث من شباط المقبل.

ومعلوم أن المشاورات تكثفت بين الكتل في الكنيست للاتفاق على موعد مناسب لإجراء الانتخابات المبكرة. وتتحدث التقديرات الشائعة عن أن 12 شباط هو الموعد المفترض لإجراء هذه الانتخابات.