تعقيبا على خطابه في ذكرى الانطلاقة الجهادية والتأسيس

خبر خبراء وأكاديميون: رؤية « د.شلح » شكلت خارطة طريق للوضع الفلسطيني والعربي

الساعة 10:13 ص|06 أكتوبر 2012

غزة - خاص

أثنى محللون فلسطينيون على خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "د.عبدالله رمضان شلح" ، معتبرين خطابة في مهرجان الانطلاقة والتأسيس للحركة  يأتي في سياق تحليل واقع غير مطمئن تعيشه القضية الفلسطينية.

وأعرب المحللين في تصريحات منفصلة لـ" فلسطين اليوم " عن أملهم بأن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة تغيير لمنهج الدفاع عن القضية ، والسعي من اجل إنهاء أسلو ، والعودة إلى إعادة صياغة المشروع الوطني بما يخدم الشعب الفلسطيني والحفاظ على الثوابت.

واجمع المحللين على أن " مصر" لا يمكنها رفع الحصار كاملا عن قطاع غزة في ظل الضغوط الأمريكية والصهيونية .

كما دعوا إلى استخدام الطرق والحلول السلمية بدل من العنف والسلاح في حل الأزمة السورية ، معتقدين أن سوريا هي جزء من الربيع العربي .

البروفيسور "عبد الستار قاسم" الخبير والمحلل السياسي الفلسطيني من ناحيته قال   أن مصر لا تستطيع رفع الحصار عن غزة ، لأنها غير قادرة على أخد قرار على ذلك ، وغير قادرة على الدفاع عن قراراتها.

وأوضح قاسم في تصريح خاص لـ" فلسطين اليوم " أن أي خطوة لا ترضى إسرائيل هذا شيئ يؤثر على وضع مصر العسكري والامني والاقتصادي.

وأضاف:  خلال هذه الفترة نحتاج إلى مؤشرات أين تذهب مصر ، ولا مقدمات غير مطمئنة تتخذها مصر أثناء توجهها لصندوق النقد ولغيره في محاولة لانتشال نفسها.

وحول خطوط سير السلطة والطاقم المفاوض السلبي ، دعا إلى عزل للسلطة والطاقم المفاوض ، لأنهم يسيرون عكس المصلحة الوطنية ، ولا يوجد إتمام للمصالحة الفلسطينية  دون الإنهاء من شوائب أوسلو ، بالتالي هذه البلاد لا تحررها المفاوضات ولا التطبيع و التنسيق الامنى إنما بحاجة لمقاومة ونضال فلسطيني موحد كخيار امثل للحفاظ على القضية.

ووصف " المحلل " قاسم"  خطوة رئيس السلطة "محمود عباس "بالذهاب للأمم المتحدة بالعبثية ، معتبر السياسة الفلسطينية لا تصنع شيئا للقضية وعملها تصفية القضية وكل محاولات السلطة هي تغطية على جرائمها تجاه القضية .

وبالملف السوري ، اثني " قاسم" على خطاب "عبدالله شلح" الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامى   ، مؤكدا أن الحل السلمي بهذه الحالة أجدر من استخدام الحسم العسكري ، لكن التدخلات الخارجية بالثورة السورية أعطى دافع لاستخدام السلاح فيها .

أما المحلل السياسي "د. ناجى شراب" أشاد بخطاب " الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامى ، قائلا: أن رؤية "عبدالله شلح" فيما يتعلق بالربيع العربي واعتباره سلاح ذو حدين بالنسبة للقضية الفلسطينية ، هو صحيح ونابع من تحليل للواقع الفلسطيني وجاء في مكانه .

وقال " شراب" في تصريح خاص لـ" فلسطين اليوم " أن " شلح" قدم رؤية عن قرب ، وشخّص الحالة السياسية الفلسطينية ،تحت قدر كبير من الخوف والقلق من الوضع القادم  ،موضحا أن ان خطابه كان بمثابة خارطة طريق للشأن الفلسطيني والعربي .

وحول استمرار الحصار على غزة في ظل تحقيق الربيع العربي لمطالبه ، اعتقد أن الدول العربية ينحصر دورها في البعدين" السياسي والاقتصادي" وهذا مستبعد على كافة الخيارات الفلسطينية ، مما يجلب التخوف والقلق بالشارع الفلسطيني خشية من فرض قرارات جديدة.

بدوره وصف "مصطفى الصواف" المحلل السياسي خطاب عبدالله شلح بخطاب القائد الحريص على قضيته الفلسطينية ، بالتالي من حق أي مسؤول فلتسطيني أن يحرص ويحافظ على قضيته والدفاع بها للأمام.

هذا ولم تختلف رؤية " الصواف" عن رؤية" د.شلح " فيما يتعلق بملف التسوية ، وأكد في تصريح خاص لــ" وكالة فلسطين اليوم " أن ما يجرى هو مضيعة للوقت ،ولغة التعامل مع الكيان الصهيوني هي المقاومة بكافة أشكالها  ، لأنها الإستراتيجية المنبثقة من قبل الشعب الفلسطيني .

وفيما يتعلق بالشأن السوري ، دعا الصواف إلى عودة السلم الأهلي للساحة السورية ، معتبرا الاستخدام العسكري لا يجنى إلا الدماء ، بالتالي هذا مرفوض في استخدامه إنما السياسة في الحلول هي الأمثل لخروج من أي مأزق ، معبرا عن غضبه من التدخلات الخارجية بالشأن السوري الأمر الذي يزيد من تفاقم الوضع هناك.

وكان الدكتور شلح  اعلن في خطابة بمثابة خارطة طريق حول كثير من القضايا الحيوية والمفصلية في الشأن الفلسطيني والعربي فقد قال في مسألة حصار غزة: "استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، في زمن الثورات العربية غير مقبول وهذا أمر يتعلق بالشقيقة مصر، فالوضع للأسف، وبكلمة واحدة، ليس أحسن حالاً مما كان قبل الثورة، إن لم يكن في بعض الأمور، أصعب أو أسوأ، كما عبر بعض الأخوة المسؤولين في سلطة غزة".

في رؤيته للحالة الفلسطينية  والمشروع الفلسطيني قال: "ان الحل هو أن نعيد بناء المشروع الوطني الفلسطيني ليعود كما بدأ منذ بدايات النضال الفلسطيني، لنرفع سقف مطالب هذا المشروع ليرتقي إلى مستوى الحق الفلسطيني ويعبر عنه، وبالتالي يعود المشروع الوطني الفلسطيني كما بدأ منذ النكبة هو "كل فلسطين"، وليس الضفة وغزة"

في الحالة الفلسطينية  قدم الامين العام لحركة الجهاد توصيفا للحالة الفلسطينية الراهنة: "ان التهدئة المجانية والمفتوحة خطر على المقاومة والقضية".

وأضاف :" الذهاب للامم المتحدة والاستمرار في خيار المفاوضات عبث سياسي ومواصلة السير في الطريق الخطأ والاتجاه الخطأ، حتى غدت السياسة الفلسطينية أشبه بمشي الإنسان النائم".

وحول موقف الدكتور رمضان من ما سمي "ثورات الربيع العربي قال : "أمام ما تشهده المنطقة من ثورات وأحداث يبدو ما يسمى بالربيع العربي وكأنه سلاح ذو حدين تجاه فلسطين: الأول سلبي، ويتمثل في الانشغال عن فلسطين بما يعطي فرصة لإسرائيل أن تفعل ما تريد، وأن تمرر كل مخططاتها العدوانية وتفرض وقائع جديدة على الأرض، أما الحد الثاني والإيجابي فهو نافذة الأمل التي تفتحها ثورات الشعوب لدعم وإسناد قضية فلسطين".

وحول موقف الدكتور رمضان من من المسألة السورية قال : "إن ما يجري في سوريا يدمي القلب لكن أي مراقب لهذا النزيف المؤلم والجرح المفتوح، يدرك أن طريق الحسم العسكري في أي اتجاه مغلق، وأن لا مخرج من هذه المحنة إلا الحل السياسي الذي يحقن الدماء، ويلبي مطالب وطموحات الشعب السوري بالحرية والكرامة، ويحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن استمرار دعمها وإسنادها للمقاومة وفلسطين".

في تقيمه للفلم المسيئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم قدم رؤية لم تقدم من قبل حين قال :" وهنا نستحضر قصة الفيلم المسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولديننا. لقد قيل الكثير عن هذا الفيلم، لكن من أهم أهداف من أنتجوا هذا العمل الدنيء هو أن يكون بالون اختبار، أو من أجل أن يتعود المسلمون على تقبل إهانة رموزهم الدينية ومقدساتهم دون أن يغضبوا أو يثوروا، وذلك استعداداً لجريمة هدم المسجد الأقصى التي يبيتون النية لها. فإذا مرت جريمة إهانة النبي فمن الطبيعي أن تمر جريمة هدم الأقصى، هنا تحضر الأيدي الخفية والأصابع الصهيونية في فيلم الإساءة للنبي عليه السلام.