خبر علماء الدين: الاتصال بـ «0900» حرام شرعاً!!

الساعة 09:09 ص|06 أكتوبر 2012

وكالات

انتشرت مؤخرا على الفضائيات وخاصة الإسلامية منها إعلانات عن بشرى سارة لمحدودي الدخل وهذه البشرى تتمثل في  توفر قروض حسنة بدون فائدة ويتم سدادها على مائة شهر وما على الراغب في الحصول على لقرض إلا الاتصال هاتفيا بخدمة 0900لأكثر من مرة لإثبات الجدية !!

يقوم الراغب في الحصول على  القرض بالاتصال بالخدمة التي تكبده مالا يقل عن 20 جنيها في المرة الواحدة حيث أن سعر الدقيقة جنيها ونصف ,ونظرا لانشغال الخط  دائما يكون الرد من قبل جهاز كمبيوتر , ومن الطبيعي يقوم المحتاج لهذا القرض – وهم كثيرون جدا- بالاتصال بالرقم لأكثر من مرة حتى قد تصل تكلفة الاتصال خلال مرتين أو ثلاثة إلى مائة جنيها أو أكثر وبذلك تكون الشركة المعلنة حصلت على الملايين من الجنيهات من المتصلين وتردها عشرة الألف جنيه للفائز مرة واحدة كل شهر وهو قيمة القرض الحسن المعلن !!!

الداعية الإسلامي يوسف البدرى أكد أن واجب الدولة تجاه مواطنيها حمايتهم من اللصوص  والمحتالين ومن  يخدعون المواطنين بالمسابقات التي يعلنون فيها عن توفر قروض حسنة يتم سدادها على مائة شهر وأضاف البدرى أن كل مليم يدفع في مثل هذه المسابقات عن طريق الاتصالات التليفونية فهو «ربا» ,وهذه القروض وهمية ولا بد للجهات الحكومية الرقابية متابعة خطوط التليفونات المعلن عنها وتسجيل محتواها والقبض علي من يقومون بالتغرير بالبسطاء  ومسألتهم قانونا .

كما أكد البدرى أن هذه الإعلان يعتمد على التغرير بالمواطن الذي يتصل بهذه الخدمة  والتغرير محرم شرعا أما الشركات المعلنة عن القرض فهي آثمة  لأن ما تفعله من باب أكل أموال الناس بالباطل، وهذا محرم  على المسلمين شرعا لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"

الدكتور كمال بريقع أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية يشير إلى انه لابد وان تتوفر أجهزة رقابية من قبل المؤسسات الإسلامية لرقابة مثل هذه المسابقات والقنوات والدينية ودراسة محتواها ، ويضيف بريقع إن من يقبلون ويتسارعون على الاتصال بهذه الأرقام ما هم إلا إناس دفعتهم الحاجة إلى هذا ويتسأل بريقع لماذا لا يتم توفير قروض من جانب الحكومة بفائدة صفرية كما تفعل انجلترا التي نتهمها بالكفر ؟؟ فهم أفضل مننا في ذلك لأنهم يعطون قروض طويلة الأجل ومعدومة الفائدة لمساعدة أبناء البلد على إقامة مشاريع تساهم في نمو الاقتصاد .

وأضاف لابد من حس الأغنياء والمقتدرين على منح قروض حسنة من أموالهم للبسطاء ولابد أن يعلموا إن ثواب القرض الحسن أعلى واكبر عند الله  من ثواب الصدقة لأن من تعطيه صدقة فإنك تنمى به الروح السلبية وتجعله يتقاعس عن العمل  أما من تعطيه قرضا حسنا فأنت تنمى به الروح الايجابية فهو بهذا القرض يسعى وينشئ مشروعا ويساعد غيره في العمل من خلال هذا المشروع.,

 

وينهى بريقع كلامه بأن من يقومون بترويج هذه الإعلانات يستغلون حاجة الناس ويخدعونهم باسم الدين وعن عقوبة من يفعل ذلك يقول بريقع العقوبة في مثل هذه الجرائم تكون تعزيرية فمن حق الحاكم وضع عقوبة قد تكون الحبس أو الجلد فهذه الجريمة من الجرائم التي تضر بالمجتمع

الجدير بالذكر أنه سبق وأن أكد الدكتور إسماعيل شاهين الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن المال المكتسب من مسابقات الهاتف عبر القنوات الفضائية حرام شرعا ؛ لأنها نوع من القمار.

وأشار إلى أن الشرع الحنيف جعل للكسب الحلال طرقا مشروعة، ومن ابتغى كسبه بغير الطريق الذي حدده الشرع ، فإنَّ المال الذي يتحصل عليه يكون سحتا ليس له أن يملكه أو ينتفع به.