خبر لاردوغان نفد الصبر- معاريف

الساعة 10:48 ص|05 أكتوبر 2012

 

بقلم: د. افرات أفيف

خبيرة في الشؤون التركية في دائرة دراسات الشرق الاوسط في بار ايلان

بعد اشهر من التوتر الكبير بين دمشق وأنقرة تلقت الحكومة التركية الإذن من البرلمان للخروج الى حملة عسكرية في سوريا. في الهجوم السوري الاخير قتلت إمرأة وأربعة أطفال. فصدم الاتراك، ولكن ليست هذه بالتأكيد المرة الاولى التي تطلق فيها النار من جهة سوريا نحو تركيا. فالصداقة الشخصية الحميمة بين الاسد واردوغان تحولت الى خصومة لا تقل شخصية ولا تقل حميمية. وقد وجد هذا تعبيره في العملية العسكرية التركية اول أمس.

لقد اجتاز المجتمع التركي تغييرا في موقفه من سوريا: من التأييد الجارف للحكومة التي قررت قبول اللاجئين في أرضيها، دعم منظمات المساعدة للاجئين السوريين، وكذا الدعوة للعمل ضد الاسد بسبب ما وصفه اردوغان "قتل شعب لشعبه هو" – الى انتقاد حاد أساسا بسبب المشاكل التي تثيرها في تركيا عملية نشر الرعاية على الثوار واللاجئين.

لقد حافظت أنقرة على ضبط نفس شديد حتى الان، ولا سيما بعد اسقاط الطائرة التركية والمنشورات في وسائل الاعلام بانها اسقطت عن عمد وليس بالخطأ، مثلما ادعى السوريون، وان الطيارين صفيا بأمر من الرئيس. ولكن خمسة القتلى أول أمس على الحدود هم القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لاردوغان ايضا.

في السطر الاخير يمكن القول ان تركيا غير معنية في هذه اللحظة بحرب مع سوريا، ولكنها بالتأكيد تريد أن توضح لدمشق بان لديها امكانية للخروج الى حرب، مع اسناد كامل من الولايات المتحدة ومن الناتو، بل والاستعداد لعمل ذلك. فضلا عن ذلك، فان تعاظم قوة نشطاء القاعدة ومنظمات الارهاب المختلفة في سوريا، وكذا الثوار الذين يحتشدون في المدن المجاورة لتركيا، يخلق وجع رأس قوي لانقرة.

في مخيمات اللاجئين يوجد نحو 100 ألف لاجيء سوري، بعضهم ينجحون في التسلل الى المدن التركية المختلفة، فيزرعوا فيها احساسا بعدم الراحة. الى السلطات المحلية تصل شكاوى عديدة بتحرشات من جانب اللاجئين، بما في ذلك التحرشات الجنسية بالنساء التركيات. وأدت هذه الامور الى اضطرابات داخلية في تركيا ودعوة لاردوغان الى العمل فورا.

مع الانتقاد والضغط من الداخل ومع القنابل من الخارج، لا غرو أنه انتهى عصر ضبط النفس لدى اردوغان، والاعتذار السوري، الذي جاء مترافقا وانتقاد لنشاط تركيا، هو متأخر بل وحتى زائد. ومن مثل الاسرائيليين يمكنه أن يفهم معنى الاعتذار المتأخر.