خبر طرح ميرتس- هآرتس

الساعة 10:46 ص|05 أكتوبر 2012

 

بقلم: عكيفا الدار

على حسب استطلاع "ديالوغ" بادارة البروفيسور كميل فوكس، الذي نشر في الاسبوع الماضي في صحيفة "هآرتس" – اذا تمت انتخابات الكنيست في الاشهر القريبة فسنحصل مرة اخرى على بنيامين نتنياهو يقود الدولة. ويتوقع ان تزيد كتلة اليمين – المتدينين قوتها في حين ستغير كتلة المركز – يسار تنظيم قواها الداخلية. لن تنحصر الانتخابات القادمة في سؤال بيبي أو شيلي؛ بل أكثر منطقا من ذلك ان نحصل على بيبي وعلى شيلي ايضا. وسيُسمون هذه الحكومة ايضا "حكومة وحدة وطنية"، مثل أختها التي أفشلت اتفاق لندن مع الاردن، وتوأمتها التي لاشت اتفاق اوسلو، وتلك التي بنت المستوطنات واخرى بدأت حرب لبنان الثانية.

كانت شيلي يحيموفيتش عضوا نشيطة في حزب العمل حينما كان ورقة تين تُطيرها الريح لأكثر الحكومات يمينية مما حكم اسرائيل. وتنحت جانبا حينما انهارت المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. وكان اعضاء الكنيست بنيامين بن اليعيزر واسحق هرتسوغ وافيشاي برفرمان قد انضموا منذ زمن الى حكومة نتنياهو. وأسرع عضو الكنيست غالب مجادلة الى تبوؤ مكان وزير العلوم والثقافة والرياضة أوفير بينس، الذي رفض ان يجلس الى جانب افيغدور ليبرمان في حكومة اولمرت. ولولا الحيلة النتنة التي احتال بها اهود باراك عليهم لأمكن ان يأتوا في مطلع السنة الجديدة للجلوس الى عائلة نتنياهو في العيد، وكانوا سيُبينون لنا انه ليس من المسؤولية نقض حكومة في وقت تريد ايران فيه القضاء علينا.

ينبغي ان نقول في فضل يحيموفيتش انها لا تخفي احتمال انضمامها الى حكومة نتنياهو. وقد ألحت بعد زمن قصير من انتخابها رئيسة للعمل على بينس ان يعود لقيادة الحزب، فعبر عن استعداد لأن يزن هذا الشأن بايجاب بشرط ان تلتزم له الرئيسة ألا تُعيد الحزب الى حكومة نتنياهو. ورفضت الاقتراح وتخلت عن اسهام واحد من الاشخاص المحبوبين في قيادة العمل في السنين الاخيرة. وقالت يحيموفيتش في الربيع الاخير في مؤتمر علني (بل انها نشرت هذا الكلام في موقعها على الانترنت)، انها لن تدخل الحكومة على كل حال لكنها أضافت وقالت: "هذا الاختيار قائم اذا كان لحزبي امكانية ان يؤثر في المسيرة السياسية". لكن كيف تعلم هل يستطيع الحزب ان يؤثر في المسيرة السياسية اذا لم تنضم الى الحكومة؟.

كان زعيم كديما شاؤول موفاز هناك منذ زمن غير بعيد، وكان الزمن قصيرا في الحقيقة لكن السعر لم يكن مرتفعا. وبيّن مؤسس حزب "يوجد مستقبل" (يش عتيد)، يئير لبيد، أنه لم يترك الحياة الطيبة ليوجه مُساءلات من مقاعد المعارضة. لماذا يؤيد اسرائيليون كثيرون لا يخطر ببالهم ان يصوتوا لليكود أحزابا تابعة له؟ ولماذا يكون حزب العمل وكديما و"يوجد مستقبل" التي تعلن احتمال ان تؤيد نتنياهو، هي الاختيار الذي لا مناص منه لرجال ونساء واعين شاهدوا هذا الفيلم أكثر من مرة والذي نهايته معلومة سلفا؟.

ان ميرتس هو الحزب الصهيوني الوحيد الذي لم يجلس قط في "حكومة وحدة" ويستطيع مصوتوه ان يكونوا على يقين من ان أصواتهم لن تجد طريقها الى واحدة من أوراق التين الجافة التي تستر حكومة نتنياهو. فلماذا اذا يحصل حزب العمل الذي أضل طريقه في استطلاعات الرأي على 20 نائبا وأكثر، أما ميرتس الذي يعتبر اعضاء كتلته في الكنيست منذ كانوا نوابا نشطاء ومستقيمين، فلا يتنبأون له بأكثر من 5 نواب – أي أقل من كديما الذي أصبح مستقبله من ورائه بل للقط في الكيس المسمى "يوجد مستقبل"؟.

قبل عشرين سنة فاز ميرتس بـ 12 نائبا وكان الشريك الأكبر في حكومة رابين التي جاءت باتفاق اوسلو وأوقفت جنون الاستيطان شيئا ما. ولم يغير ميرتس نهجه السياسي والديمقراطي واليهودي والاجتماعي. وهو يحاول بقوته الضئيلة ان ينقذ كرامة هذه الرايات. ان المجتمع الاسرائيلي هو الذي غير اتجاهه وان طرح ميرتس الى الهامش علامة اخرى على إضلاله طريقه (المجتمع الاسرائيلي).