اعتبر الفيديو مُفبرك

بالفيديو نائب « حمساوي » يُفسر قصة مُصافحته ضابط « إسرائيلي »

الساعة 07:21 ص|05 أكتوبر 2012

رام الله

أثار شريط مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت ويظهر فيه النائبان عن حركة "حماس" الدكتور محمود الرمحي وأحمد عطون وهما يصافحان أحد ضباط جيش الاحتلال أمام معسكر "عوفر" الإسرائيلي الكثير من اللغط والتساؤلات بشأن طبيعة وسياق هذا المشهد.

ويظهر في هذا الشريط الذي لم تعرف الجهة التي قامت بتصويره وتسريبه، النائبان الرمحي وعطون وهما يتبادلان حديثا قصيرا مع اثنين من ضباط جيش الاحتلال دون أن يتضح مضمون وفحوى هذا الحديث ذلك لان الشريط الذي تبلغ مدته 17 ثانية كان صامتا.

وأوضح النائب والقيادي في حركة "حماس" الدكتور محمود الرمحي في معرض رده على سؤال لـ "القدس"، حول طبيعة وحقيقة المقاطع المصورة المنشورة على الانترنت، أن "الفيديو المنشور بشأن لقائه والنائب أحمد عطون مع ضباط في جيش الاحتلال تم تصويره خلال مراسم استقبال النائب المحرر عن حركة (حماس) عبد الرحمن زيدان أمام سجن (عوفر) غرب رام الله يوم الأحد الماضي".

وأكد الرمحي في اتصال هاتفي أجراه معه المراسل، أن الفيديو المنشور مفبركا وجاء مقتطعا ومنزوعا من سياقه الحقيقي"، مشيرا إلى "إن شركة إنتاج إعلامي هي التي قامت بهذا التزوير والفبركة ونحن الآن بصدد إجراء مشاروات قانونية من أجل رفع دعوى قضائية ضد هذه الشركة".

وفي اتصال هاتفي مع القدس، قال احمد عساف، الناطق باسم حركة "فتح" تعقيبا على رواية الرمحي "أن الأمر لم يعد ينطلِ على أحد والجميع شاهد هذا الفيديو ولاحظ الفرح والارتياح الذي كان باديا على وجه النائب عن حركة حماس محمود الرمحي لدى مصافحته ضباط جيش الاحتلال".

وذكّر عساف بتصريحات النائب والقيادي في "حماس" محمود الرمحي التي دعا فيها إلى مقاطعة ضباط وأفراد الأجهزة ألأمنية الفلسطينية اجتماعيا بحجة انخراطهم فيما اسماه "التنسيق الأمني مع الاحتلال"، مشيرا إلى "أن هذه الدعوة جاءت قبل أيام من لقاء الرمحي نفسه ومعه النائب عطون مع ضباط في جيش الاحتلال دون تكليف رسمي من الجهات المختصة وبعيدا عن رقابة المؤسسات الرسمية ودون إعلان مسبق عن مثل هذه اللقاءات".

وتساءل عساف "عن الأهداف الكامنة وراء التشكيك بوطنية وأداء قيادة وكوادر ومناضلي المؤسسة الأمنية تحت حجة التنسيق الأمني الباطلة".

وأضاف "أن هذا الفيديو يظهر التناقض بين دعوة الرمحي إلى مقاطعة ضباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومصافحة جنود الاحتلال".

وتابع "قيادة حركة حماس في الضفة فقدت مصداقيتها ولم نعد نصدقها، فهي تتبع قيادة حماس في غزة التي تسعى للانفصال عن الضفة وتشكيل دولة مستقلة في غزة وهم يسعون لاستهداف السلم الأهلي في الضفة، وهذا ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة مؤخرا".

وكانت حركة "فتح" اعتبرت على لسان الناطق باسمها احمد عساف "أن الصور ومقاطع الفيديو المسربة إلى وسائل الإعلام إلى جانب المعلومات المؤكدة لدينا، تثبت بالدليل القاطع أن بعض نواب وقيادات حماس في الضفة الغربية يستكملون مهمة التنسيق مع سلطات الاحتلال التي بدأتها قياداتهم في قطاع غزة والخارج بشكل مباشر أو عبر وسطاء".

وقال عساف في مقابلة مع إذاعة موطني برام الله، "أن لقاءات قيادات ونواب (حماس) مع ضباط جيش الاحتلال دليل جديد على ان سياسات وتوجهات (حماس) الحقيقية تخالف ما تعلنه ليل نهار ومن على كل المنابر للجمهور الفلسطيني والعربي والإسلامي".

ودعا عساف الشعب الفلسطيني "إلى مراقبة تصرفات وسلوك مسئولي وقيادات (حماس) ومقارنة أفعالهم مع أقوالهم وبياناتهم وخطبهم ووضع حد لتلاعب نوابها وقادتها ومسئوليها بمشاعر ومصائر المواطنين ، مشيرا إلى "أن النائب الرمحي بدا عليه الارتياح أثناء مصافحته وحديثه مع ضباط الاحتلال وكان الفرح باديا على ملامحه".

وقال عساف "الحالة التي ظهر عليها الرمحي وعطون في ذلك المشهد وفي تلك اللحظة تخالف حالة التجهم والغضب التي يظهرها هؤلاء أمام الجماهير عند الحديث عن الاحتلال"، معتبرا ذلك "انفصاما في الشخصية السياسية لدى (حماس)، فهؤلاء يتعاملون مع سلطات الاحتلال بوجه ومفردات ناعمة فيما نراهم يستخدمون عبارات التخوين والتكفير ويثيرون مشاعر الجمهور الفلسطيني بخطابات حماسية ونارية وإيماءات تفيض بالبغض والأحقاد عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضايا المحلية والوطنية".

وأضاف "أن شعبنا يستطيع التمييز بين من يعمل بوجه ولسان واحد من اجل مصالحه العليا وبين من يعمل بوجوه وألسنة متعددة من اجل تحقيق أغراض فئوية حزبية خالصة عبر(التنسيق السري) مع الاحتلال للانقلاب على مؤسسات السلطة الوطنية".