خبر اذا لم يجدوا الخبز فليأكلوا الذرّة- إسرائيل اليوم

الساعة 09:12 ص|04 أكتوبر 2012

اذا لم يجدوا الخبز فليأكلوا الذرّة- إسرائيل اليوم

 من وجهة نظر النظام

بقلم: بوعز بسموت

        (المضمون: برغم المشكلات الاقتصادية الحرجة المحدقة بنظام الحكم الايراني فانه ما يزال مصرا على إتمام المشروع الذري - المصدر).

        النظام الايراني لا تضغطه الازمات بل انه يحيا منها. فمنذ كانت الثورة الاسلامية في 1979 يبدو ان الازمات هي سبب وجود هذا النظام. وقد صاغ زعيم الثورة آية الله سيد روح الله موسوي الخميني نظاما يقوم على مواجهات عسكرية خارجية، لكنه لم يحجم ايضا عن مواجهات داخلية. وكان يجب على النظام الايراني كي يحفظ بقاءه في هذا الوضع ان يبني لنفسه المثلث المقدس وهو: حرس الثورة وعصابات الباسيج المسلحة والطبقة الدنيا. وأصبحت هذه السور الواقي الذي يحفظ نظام آيات الله من كل مشكلة. وقد ربط الفقهاء وحرس الثورة وزعران الباسيج مصيرهم بعضه ببعض. وأمر الطبقة الفقيرة أكثر اشكالية شيئا ما لأنه يجب دعمها على الدوام للحفاظ على ثقتها. وحينما تكون ايرادات النفط عالية يسهل جدا تزويد الفقراء باللحم والأرز. وحينما يتم الاضرار بتصدير النفط يتضرر تأييد الجماهير ايضا.

        أصبحت الطبقة الدنيا هي العمود الفقري للنظام. في مظاهرات سنة 1999 (عقب اغلاق صحيفة اسبوعية) وسنة 2009 (تزوير انتخابات الرئاسة) كانت الطبقة الدنيا التي تحيا من مال السلطة هي التي نزلت الى الشارع لتعرض على العالم تأييد القادة. ولم تكن تلك صورا تمثيلية، فقد عرف خامنئي واحمدي نجاد دائما ان عندهما من يعتمدان عليهم. بيد ان أحداث هذا الاسبوع وتهاوي قيمة الريال – الذي خسر 75 في المائة من قيمته هذا العام – تبرهن على ان الاقتصاد في ازمات بل انه ربما ينهار. فعلاوة على ست جولات عقوبات مجلس الامن على ايران منذ 2006 جاءت في تموز عقوبات الاتحاد الاوروبي الموقعة بالنفط الايراني والتي سببت ضررا شديدا باقتصاد ايران في غضون اسابيع.

        ان دولة يشكل النفط 75 في المائة من تصديرها ترى انتاج نفطها ينخفض من مليوني برميل كل يوم الى 800 ألف. ولم يعد النظام قادرا على دعم طبقات السكان الضعيفة وأقرباء الشهداء الذين بذلوا مهجاتهم في حرب ايران مع العراق. هل ينهار السور الواقي الشعبي؟ ان النظام الايراني قد يخسر في هذا الايقاع واحدا من عناصر المثلث المقدس الذي انشأه لنفسه وليس هو الأقل أهمية.

        ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان على حق حينما يُقدر ان مظاهرات المعارضة في ايران "ستعود بل بصورة أشد". ويتنبأ ليبرمان بـ "تحرير" ايراني. وتلك مسألة وقت فقط. ليس مؤكدا أننا شهدنا أمس شرارات "الربيع الفارسي" لكن المشكلات الاقتصادية الصعبة قد تستحثه. ان ما رأيناه أمس في ميدان الفردوسي (السوق السوداء للعملة الاجنبية في طهران) بعيد عما رأيناه في حزيران 2009 في خلال موجة الاحتجاج الخضراء التي سبقت "ربيع الشعوب العربي"، لكنها لم تحصل على تأييد من واشنطن. وما نزال بعيدين عن هناك كما أن العقوبات لم توقف الى الآن آلات الطرد المركزي الايرانية التي ما تزال تدور.

        أصبح للعقوبات تأثير لكنه غير كاف الى الآن. فهل ستشل العقوبة الجديدة – شل البنك المركزي الايراني – المشروع الذري الايراني؟ ليس هذا ايضا مؤكدا، لكننا لن نعلم اذا لم نفحص. يعد النظام بالاستمرار في المشروع الذري، واذا لم تجدوا خبزا فكُلوا الذرة.