خبر المناورة الأردنية- معاريف

الساعة 09:11 ص|04 أكتوبر 2012

المناورة الأردنية- معاريف

بقلم: عوديد عيران ويوئيل جوجنسكي

        (المضمون: يحتمل أن يكون الملك شعر بان اسرائيل لا تسهل عليه في الموضوع الفلسطيني، ولكن المناكفة الاردنية في الموضوع النووي زائد بل وخطير على خلفية المخاوف الاقليمية، بما في ذلك في الاردن، من البرنامج النووي الايراني - المصدر).

        اتهم الملك الاردني عبدالله الثاني مؤخرا اسرائيل بافشال برنامج المملكة النووي. فقد ادعى في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية بان القدس مارست ضغطا على كل واحدة من الشركات الاجنبية التي توجه اليها الاردن في هذا الشأن. وتعد التهمة خطيرة من جهة صاحب السيادة في دولة لاسرائيل معها اتفاق سلام.

        يجثم الاردن تحت عبء الاقتصاد وسعر الطاقة المستوردة. كما أنه يتصدى لمصاعب استضافة أكثر من مائة الف لاجيء سوري.

        وتعد اسرائيل أداة سهلة للمناكفة لدحر المشاكل بواسطتها. ولكن الحقيقة بالنسبة للمفاعل النووي الذي سعى الاردن الى شرائه أكثر تعقيدا. فالضغط الاقتصادي وأسعار الوقود والمنتجات الاساسية التي ترتفع جدا منذ الان، بينما يستمر بناء المفاعل النووي منذ سنين ولن يكون بوسعه ان يشكل جوابا على الارتفاع الدراماتيكي في أسعار الطاقة، المتوقع في حالة هجوم على المواقع النووية الايرانية. فثمن بناء مفاعل نووي يقدر بـ 5 – 10 مليار دولار، المشروع الذي لا يمكن للاقتصاد الاردني أن يحتمله حتى لو بني المفاعل وشغلته في المرحلة الاولى محافل خارجية.

        فضلا عن الجانب المالي فان ثمة مخاطر جيولوجية لا بأس بها. فالاردن نفسه اعترف بذلك حين طلب بل وتلقى من اسرائيل معطيات علمية في هذا الموضوع. واختار الملك عبدالله أن يتجاهل كل هذا. ولكن هل يحتمل أن تكون اعتبارات اخرى، سياسية وفنية، هي التي دفعت اسرائيل الى الاعراب عن تحفظها من المشروع النووي الاردني؟ لم يكن الاردن الاول في طابور الدول في المنطقة الساعية الى التزود بمفاعلات نووية – فدول الخليج الغنية سبقته ورفعت حافة المخاوف في اسرائيل من اتساع الانتشار النووي في المنطقة. ولكن تخوف اسرائيل تعاظم في ضوء حقيقة أن الاردن رفض أغلب الظن التخلي عن حقه في تخصيب اليورانيوم في اراضيه. وعليه فمن الشرعي السؤال ما هي مصلحة الدول ولا سيما تلك التي ليست وفيرة بالتمويل، في مفاعلات نووية.

        مع أن المحفز لتحريك البرنامج الاردني كان تقدم ايران في برنامجها النووي ومصاعب الغرب في الوقوف في وجهه، شدد الاردن كل الوقت على أن برنامجه يرمي الى مواجهة الطلب المتعاظم على الطاقة وان في رأس اهتمامه مسألة انتاج الكهرباء وتحلية المياه. وبالفعل، فان الارتفاع في الطلب على الطاقة في الاردن، انعدام احتياطات النفط (المملكة تستورد نحو 90 في المائة من استهلاكها من الطاقة) والمس المتواصل بتوريد الغاز من مصر بسبب أعمال التخريب في الانبوب مما يضع الاردن امام تحدٍ غير بسيط.

        دول الخليج والاردن ليست سوريا، الملك عبدالله والامراء في الخليج ليسوا الاسد، وعلى الرغم من ذلك يوجد تخوف من أن ما يجري في سوريا في كل ما يتعلق بالسلاح الكيماوي الذي تجمع فيها، سيقع عندهم أيضا.

        وكان الملك عبدالله الثاني تجاهل كل ذلك بوعي في ظل البحث عن هدف سياسي مريح آخر. يحتمل أن يكون الملك شعر بان اسرائيل لا تسهل عليه في الموضوع الفلسطيني، ولكن المناكفة الاردنية في الموضوع النووي زائد بل وخطير على خلفية المخاوف الاقليمية، بما في ذلك في الاردن، من البرنامج النووي الايراني. في هذه الحالة أبدت اسرائيل الحذر اللازم وردت بشكل حذر وعقلاني على اتهامات الملك.