خبر د.شعث: رغبة قوية لدى قيادة « فتح » ببقاء مشعل

الساعة 11:51 ص|03 أكتوبر 2012

وكالات

قال الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن القيادة الفلسطينية، لا تريد أن تكرر سيناريو العراق-الكويت، أو الحرب الاهلية اللبنانية، مرة اخرى، في الموضوع السوري، وقررت أن لا تكون طرفاً، وذلك من أجل الفلسطينيين الذين يعيشون هناك،وتحييدهم عن أي مشاكل، كتلك التي لحقت بهم جراء الحرب الكويتية العراقية، والحرب الاهلية في لبنان.

ويعرج، الدكتور شعث، في حواره المطول مع وكالة الاناضول للأنباء، على العلاقة مع مصر، ويصفها بأنها علاقة تاريخية، ودورها مفصلي في القضية الفلسطينية ، مؤكدا حرص قيادة الإخوان على الوحدة الفلسطينية.

ويراهن شعث، على تحقيق المصالحة في رحاب القاهرة، رغم انشغالات قياداتها المتزايدة ، وينتقد زيارة اسماعيل هنية بوصفه رئيساً للوزراء، وهذا ما فندته القيادة المصرية بتصريحها، أن زيارة هنية لا تحمل مدلولات خارج سياقها، وأن القيادة الشرعية عنوانها الرئيس محمود عباس.

كما تطرق الى الوضع الداخلي لتنظيم فتح، وأكد على أن نضاله أربعين سنة، في الحركة يلزمه أن لا يتركها، وهي في أشد الحاجة إليه ، ورئاسته لمفوضية قطاع غزة ، مسئولية يخوضها بكثير من التحديات والاصرار على انجاح المهمة.

ويؤكد أن الانتخابات التي ستجرى، لتشكيل قيادة فتح في غزة، ستكون خلال ثلاثة أشهر، وأن القيادة الحالية هي قيادة مؤقتة .

شعث، الذي عانق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس،خالد مشعل، في مؤتمر حزب العدالة والتنمية الرابع، وتبادل معه الحديث بلطف وود ، ترك انطباعا جميلاً لمن حولهما، حتى صدر تعليقاً من مشعل خفيف الظل مسحوباً بابتسامة :" لو تُرك الأمر لي ولنبيل سنحل مشاكلنا خلال 24 ساعة ".

وشعث الذي كان حضوره ومشعل تجسيداً لصدق النوايا بتحقيق المصالحة ، كشف عن رغبة قوية لدى حركته فتح ببقاء خالد مشعل على رأس حركة حماس ، لأن وجوده حسب المعتقد "الفتحاوي"، ركيزة هامة وقوية لتحقيق المصالحة .

فإلى نص الحوار:

-اليوم تشاركون في المؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية،كممثلين عن قيادة فتح والممثلة في الرئيس محمود عباس،كيف ترون هذه المشاركة؟

*اليوم أنا أمثل حركة فتح، والرئيس محمود عباس، كونه قائد حركة فتح، وبطبيعة الحال لا أستطيع القول، إلا أن ان تركيا أصبحت مركز القوة الاساسية، في هذه المنطقة من العالم، والنصير الحقيقي للشعب الفلسطيني  وقضيته، والرئيس "ابو مازن"، كان  هنا منذ فترة قصيرة ، ويقوم بزيارة تركيا على الاقل ثلاث او اربع مرات في السنة، وأنا في الحقيقة، تنبهت للوضع داخل تركيا منذ زمن ، ولكن بشكل أكبر بعدما تولى حزب العدالة والتنمية، زمام الحكومة،  فكان واضحاً، توجهها وقدرتها ورؤيتها ورغبتها، في أن تجعل من تركيا قوة عالمية واقليمية، ولحسن الحظ أنها قوة اقليمية حليفة وصديقة للشعب الفلسطيني، ولذلك علينا أن لا نضيع الفرصة، في تقوية وترسيخ العلاقات مع تركيا الشقيقة.

- صادف أن شاركت حماس أيضاً ، ممثلة برئيسها خالد مشعل، في هذا المؤتمر،هل كان المؤتمر مناسبة للاجتماع بمشعل، او التطرق لأمور تتعلق بالمصالحة الفلسطينية؟

* التقينا على العشاء، الذي اقامة رئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان، وخالد مشعل،أخ وعزيز، وبالمناسبة، فإن اللقاء الاول الذي جمعني به كان في مدينة اسطنبول، وذلك بجهود من رئيس الوزراء أربكان، في العام 95، لذلك فتركيا، هي سبب معرفتي بمشعل، وبالتالي لا يوجد لدينا مشكلة، واعتقد أنه من قادة حماس الأكثر رغبة في الوحدة، وأرجو ان يستمر في موقعه.

وفي الحقيقة لم يكن هناك أي فرصة للحديث، وذلك لضيق الوقت، ولوجود عدد هائل من ضيوف المؤتمر.

-  كيف ترون موقف تركيا إزاء القضية الفلسطينية؟سواء على الصعيد الداخلي والمتمثل في تحقيق المصالحة الفلسطينية، او عبر المحافل الدولية، والمساعي الفلسطينية لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

* تركيا مستعدة لأن تساعد في تحقيق المصالحة الفلسطينية، ولكن لا نريد أن يخرج هذا الملف من يد مصر، وكأنه سحب للثقة، فتركيا تدرك حساسية مصر، في هذا الموضوع، ولكن عليها أن تساعد في الضغط على الطرفين، من أجل اتمام المصالحة.

ما فعلته تركيا أثناء ارسالها لاسطول الحرية،لغزة،يعتبر موقف كبير نسجله لها، فهي تحملت كل المخاطر، وما زالت غير راغبة في تحسين علاقاتها مع اسرائيل، طالما اسرائيل تتعامل بهذه الطريقة مع الشعب الفلسطيني.

والدعم الذي تقدمه تركيا لفلسطين شئ كبير وايجابي، إلى جانب الدور الذي تلعبه في محاولة اقناع الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحرصها على مساعدتنا في هذا الموضوع.

و الآن يضرب المثل في دول المنطقة، بنظام حزب العدالة والتنمية، فالنموذج التركي هو نموذج الاسلام السياسي الصحيح،وهو عبارة عن درس لتعليم حكام الاسلام السياسي في المنطقة.، فهو نموذج ممزوج بالديموقراطية والتعددية.

- ما هو تقييمك لمساعي تحقيق المصالحة الفلسطينية؟ وما هي الأسباب الحقيقية لعرقلتها حتى هذه اللحظة؟

* المصالحة متوقفة، وليس من عادتي أن ألقي بالمسؤولية على الغير، وأعتقد أن توقف المصالحة بالمفهوم العام هو مسؤولية كل فلسطيني ، ولكن هذه المرة هي مسؤولية حماس، فالاتفاق الذي وقعناه في القاهرة كان كاف وتفصيلي جداً ، وهو تأكيد لاتفاقات سابقة عقدت في القاهرة وقطر ، وبالتايل لا يوجد شيئ يتم التفاوض عليه وبالتفصيل.

- كيف أثرت الانتخابات المصرية، ومجئ الاخوان المسلمين للحكم، في مصر على المصالحة، خاصة وأنك قلت في احدى تصريحاتك،بأن حماس تستقوي بالاخوان في مصر؟

* حماس حسابها مختلف تماماً، ولا أعتقد أنه نفس حساب الإخوان، فهي تعتقد، وخاصة الخط الذي يمثله محمود الزهار في غزة، أن المد الاسلامي قادم، وطالما أن هذا المد قدم ووصل الي شواطئ النيل فبالتالي سيصل الى غزة، فلماذا نستعجل الانتخابات، حتى لو لم يقصد هو اقامة امارة في غزة، الا أنه يعتقد ان ليس من الحكمة لحماس ان تدخل الانتخابات الآن ،وأنه  عندما يكون هناك منطقة حرة واقتصاد مرتبط باقتصاد مصر، تتحسن الأحوال، وتزداد فرص حماس في كسب الانتخابات ، فهذا هو ما يفكر به الزهار، وأنا أعتقد أن ذلك يمثل خطاً في حماس وليس كل حماس، ولا يمثل خالد مشعل على وجه التحديد، وهذا الخط هو السائد، والمشكلة أصبحت عندما بدأنا في تنفيذ ما اتفق عليه،من خلال ثماني مراحل كان يجب ان تتم بالتوازي ، في مقدمتهم فتح باب التسجيل للذين لم يسجلوا للانتخابات، فمسألة التسجيل هي مسألة تلقائية، ويجب ان تتم في وقت واحد، سواء كان فيه انتخابات ام لم يوجد ، والاتفاق هو أن نبدأ التسجيل، لتجتمع القيادتين بعد 24 ساعة، لتشكيل الحكومة الجديدة ، ليأتي بعد ذلك دور اللجان، التي ستتولي مسائل الحريات، وبالفعل، خرجت حماس في اليوم الأول، وقالت بأنها ستفتح باب التسجيل، وفي اليوم الثاني اجتمعت القيادتين  واتفقت على ان يعودوا للقاء بعد فترة أسبوع، وحتى هذه اللحظة، لم تعد حماس للاجتماع.

وفي المقابل، سعت حماس لتوطيد علاقاتها مع الحكومة المصرية، لتؤكد على ربط اقتصاد غزة بالاقتصاد المصري، وفتح الأبواب بين مصر وغزة، وهذا ما كنت أشجع أنا عليه، عندما كنت وزيراً للتخطيط، لأن جزء من هذا الأمر هو ايجابي، لانهاء الحصار عن غزة..

فالحكومة المصرية الحالية ، صحيح انها اسلامية، لكنها ترى أنه ليس من مصلحة مصر او الاخوان أن تقوم مصر بتشجيع الانفصال بين الفلسطنيين، ولا تريد ان تعمل على شرعنة الانفصال من خلال التعاطي مع حكومة حماس في غزة.

- وهل فكرة الميناء البري، البديل  لفكرة حماس بإقامة منطقة حرة مع مصر؟ وأين سيقام هذا الميناء؟ هل سيكون في غزة أم في الضفة الغربية؟

* هو في الأصل ميناء العريش، فالميناء عندما تم بناؤه ، كان لأجل حل مشاكل غزة، وتجارة الترانزيت ، وللأسف هذه الفكرة لم تنجح لأسباب مصرية واسرائيلية، فكيف نقوم بهذا ونحن نجسد شرعنة الانقسام القائم، عبر لقاء هنية بالقيادة المصرية،وكأنه الرئيس الشرعي، فمن يريد الوحدة، ويريد خدمة أبناء شعبه، يجب أن يعمل بهذه الطريقة،وذلك عبر وجود وفد واحد فقط.

- البعض يقول ، أن نتائج الربيع العربي، ستؤدي إلى إلحاق غزة بمصر، والضفة الغربية بالأردن، ما رأيكم في هذا؟

* هذا تخريف المخرفين، الذين ينساقون الى طبول اسرائيل ، والاخوان في مصر لا يفكرون في هذا، ومن يفكر فيه هم فئة من حماس، والحل هو إما أن تعود حماس عن الانقسام الذي هو خطر على الكيان الفلسطيني، وإما ان تقوم مصر بتذكيرهم بأننا لا نريد ان تموت غزة من الجوع، ومصر ايا كانت الحكومة فهي في المقام الاول تريد ترسيخ الوحدة الفلسطينية

- هل ما زلتم مصممون على إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية؟

* الانتخابات ستُجرى، وليس المقصود من اجرائها، خلق مشاكل مع حماس، أو خلق ذريعة لحماس، لكننا شعرنا بمدى حاجة الشعب الفلسطيني لأن يلمس الديموقراطية، وبسبب ضغط الشارع، اتخذنا قرار اجراء الانتخابات.

- هناك أصوات داخل حركة فتح، تطالب بعقد مؤتمرها العام السابع، هل هناك استجابة لتلك الأصوات؟

* هذا لا يجوز حسب النظام، وحسب دستور الحركة، فالمؤتمر يجب أن يعقد كل 5 سنوات، وحتى يومنا هذا، لم تكتمل السنوات الخمسة، على انعقاد المؤتمر السادس للحركة، نعم هناك نقاشات إما بتسريع المؤتمر، او ان يعقد مؤتمر عام طارئ مهمته اجراء انتخابات جديدة، والمطروح هو الى اين نسير، واين نتجه؟

نحن متجهون الى الأمم المتحدة ، وسيتم هذا خلال الفترة القادمة، وبالتحديد قبل أعياد الميلاد، ولكن السؤال هو ماذا بعد ذلك؟، خاصة وأن هذا المطلب بحاجة الى حماية قانونية ودولية.

ومن الواضح أن كلاً من حماس وفتح، قرروا انه ليس وقت الكفاح المسلح مع اسرائيل، فحماس تمنع المقاومة في غزة، وكذلك السلطة في الضفة الغربية، وحق الشعب الفلسطيني هنا أن يقاوم الاحتلال الاسرائيلي.

ففي غياب المفاوضات كحل، والكفاح المسلح كطريقة، يجب أن نفكر، ويجب أن ننهي موضوع الانقسام، وأن نشكل وحدة للضغط على اسرائيل، عبر حل الانقسام، الذي يعتبر الجزء الأول من أي حل إضافي.

- هناك تحضيرات لتشكيل قيادة جديدة لحركة فتح في قطاع غزة،ومطالبات بعدم تكليفك شخصياً بقيادة الحركة،لان غزة بحجمها بحاجة إلى شخص متفرغ، هل ستبقى في التشكيلة الجديدة أم ستترك؟

* خمسة عشر عاماً والقيادة المتفرغة، أوشكت أن تقضي على حركة فتح، لا أريد الاستمرار، والقيادة الموجودة الآن هي قيادة مؤقتة،وقبولي بالمهمة يحملني طاقة ومسؤولية كبيرة، نريد انتخابات جديدة لفتح، وذلك من خلال الديموقراطية، لن أترك هذه المهمة الآن، وثقتي بأبناء فتح لا حدود لها، فهم بحاجة لقيادة جديدة، وخلال مدة أقصاها ثلاثة اشهر قادمة، ستكون هناك قيادة جديدة لفتح، ولكن بوجوه جديدة.وأنا قبلت هذه المهمة لأنني أعشق غزة، ومصلحتي هي ان تقوى فتح.

 - وهل هناك مناخ صحي في غزة لأن تقوى حركة فتح؟

* الاطار الصحي لأي حزب هو الظروف الصعبة حتى ينشأ قوياً، فحركة فتح قامت على مناضلين، قدموا كل التضحيات للحركة.

اليوم رأينا مؤتمر اردوغان، وهذا شئ مفرح للغاية، فالرجل يتحدث عن انجازات حقيقية، ولديه مئات الاسباب، نحن كفلسطينيين، ماذا عملنا لفلسطين في ظل الاحتلال الاسرائيلي القائم، في الحقيقة لا نستطيع ان نبني اقتصاداً صحياً، باستطعاتنا أن نبني اقتصادا قويا، فنحن لدينا 8 ملايين فلسطيني في الخارج، هؤلاء بعلاقاتهم وخبراتهم يستطيعون بناء اقتصاد قوي، لدينا نحو بليون مسلم حول العالم، فهؤلاء عندما يزوروا الاقصى ، يقوى الاقتصاد، ولدينا أيضاً ملايين من المسيحيين، وهؤلاء جميعاً عندما يزورون كنيسة المهد، يعملون على دعم الاقتصاد الفلسطيني، ففلسطين كدولة مستقلة قادرة ان تنجز ما انجزته تركيا.

- نائب وزير الخارجية الاسرائيلي السابق، يوسي بيلين، والذي يعتبر الأب الروحي لاتفاقية أوسلو،وجه، مؤخراً، نداءً للرئيس محمود عباس يطالبه، بتفكيك السلطة وتحميل إسرائيل مسؤولية كاملة، كيف قرأتم هذا الموقف من بيلين؟

*  بيلين، يشعر باليأس من الموقف الاسرائيلي، وتصريحاته هي نوع من الاحتجاج على الموقف الاسرائيلي وسياسته إزاء التعامل مع السلطة الفلسطينية.

- الرئيس محمود عباس، يلوح دائماً بالاستقالة، لماذا لا يعين له نائب رئيس، إلى أن يستقيل؟

* تعيين نائب رئيس يخالف الدستور، والنظام الاساسي الفلسطيني القائم

- ماذا عن التغيرات في سوريا؟ ما الموقف الرسمي من تلك المتغيرات، خاصة في ظل انتقادات لعدم وجود موقف رسمي حتى اللحظة ازاء ما يجري في سوريا، لاسيما بعد سقوط قتلى في صفوف الفلسطينيين في مخيم اليرموك وغيره؟

* قلوبنا مع الشعب السوري، ولكن الشعب الفلسطيني دفع ثمناً فادحاً عندما وجد نفسه في الصراع الكويتي-العراقي، وجزء من الحرب الأهلية اللبنانية، فالقائد الفلسطيني لا يريد ان يكرر هذا السيناريو، ولا نريد ان تصبح سوريا عراقا جديدا، لا نريد ان ندخل في هذا من جديد.

- كيف ترون العلاقات مع إيران؟هل هنك تحسن في العلاقات الفلسطينية الايرانية، خاصة بعد زيارة الرئيس الفلسطيني الأخيرة لطهران؟

* الرئيس محمود عباس، سعيد جداً بعد زيارته لايران، والقيادة الفلسطينية لا تريد أي علاقات سيئة مع ايران، والرئيس الايراني أحمدي نجاد، أكد للرئيس أبو مازن خلال زيارته الأخيرة لطهران، أنهم لم يوجهوا أي دعوة لأي ممثل عن حركة حماس، لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز،وان الدعوة وجهت فقط للسلطة الفلسطينية