خبر ميزانية أسيرة- هآرتس

الساعة 09:15 ص|03 أكتوبر 2012

ميزانية أسيرة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قرابة شهرين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض الرد على السؤال المطروح أمامه: هل ستكون ميزانية للعام 2013 أم لعله يفضل تقديم موعد الانتخابات بدلا من العمل على إقرار الميزانية.

        نقطتان اشكاليتان جدا تنبعان من هذا السؤال. الاولى تتعلق بالتسويف الذي لا يطاق في كل ما يتصل باتخاذ القرارات. ففي أثناء شهر آب تعرف نتنياهو على كامل خطورة المشكلة – رئيس الوزراء يعرف بان ميزانية 2013 ستكون احدى الميزانيات الاشد التي كانت منذ أي وقت مضى. وهو يعرف بان الميزانية تفترض تقليصا هائلا بمقدار 12 – 15 مليار شيكل. وهو يعرف بانه ليس سهلا التوجه الى الانتخابات بعد اقرار مثل هذه الميزانية، ولكن ايضا عندما تكون الساعة ملحة ويجب إقرار الميزانية في أقرب وقت ممكن. وهو يعرف كل هذا جيدا، ولكن منذ شهرين وهو يقفز عن البندين – وهكذا فقد خسر، على حساب الدولة، زمنا باهظا.

        المشكلة الثانية تتعلق في أن التردد هو عمليا تردد سياسي – حزبي فقط. فتقديم موعد الانتخابات لن يغير صورة التقليص في الميزانية، لان الحكومة التالية، سواء كانت هذه حكومة برئاسة نتنياهو أم ترأسها شخص آخر – سيتعين عليها ان تقلص ذات المبلغ في كل الاحوال. تقديم موعد الانتخابات هو مثابة تأجيل النهاية ليس الا. وبالتالي، فان الاعتبار في تقديم موعد الانتخابات هو مجرد الاعتبار الشخصي لنتنياهو – في أي سيناريو يمنح لنفسه فرصة أكبر لان ينتخب لولاية اخرى.

        حقيقة أن الاعتبار الشخصي لرئيس الوزراء، وليس مصلحة الاقتصاد، هي التي تقبع في أساس مسألة على هذا القدر من الحرج، من شأنها أن تكلف مواطني اسرائيل ثمنا باهظا. نتنياهو لا يعاني من ترددات نفسية بالنسبة للوضع الاقتصادي بل فقط من ترددات نفسية بالنسبة لعدد المقاعد التي سيحصل عليها اذا ما اختار تقديم موعد الانتخابات – وليس إقرار الميزانية الان. الثمن الذي ستكون اسرائيل مطالبة بدفعه لقاء ذلك – تأجيل لاشهر طويلة في إقرار ميزانية حرجة، حين تضطر حكومة اسرائيل الى الاعتماد على ميزانية مؤقتة لا تتناسب واحتياجاتها – لا يزيد ولا ينقص من شيء من ناحية نتنياهو. المهم أن ينتخب للمرة الثالثة رئيسا للوزراء.