خبر ماذا يريد الروس- يديعوت

الساعة 09:14 ص|03 أكتوبر 2012

بقلم: غيورا آيلاند

تنذر عناوين الصحف بأزمة اقتصادية شديدة في ايران أدت من جملة ما أدت اليه الى انخفاض قيمة العملة المحلية بـ 80 في المائة في السنة الاخيرة. ان الأمل غير الخفي عند وسائل الاعلام وعند جهات في ادارة الولايات المتحدة هو في ان تفضي الازمة الاقتصادية الى أمر من اثنين إما الى سقوط النظام وإما الى قرار على وقف المشروع الذري على الأقل.

قبل نحو من 96 سنة أوصى قائد أسراب قاذفات بريطانيا الجنرال هاريس بالعدول بالجهد الحربي للحلفاء الى قصف مدن المانيا. وقدر ان "بريطانيا قد تخسر 400 – 500 طائرة لكن المانيا ستخسر الحرب". وأمل ان تؤدي معاناة السكان الى سقوط النظام النازي أو الى استقرار رأي السلطة على وقف الحرب. وقد عانى سكان المانيا في الحقيقة معاناة شديدة بسبب ذلك القصف لكن لم يتحقق واحد من الأملين.

والحال فيما يتعلق بايران مشابهة جدا. فالسلطة هناك تدرك ان السلاح الذري هو شهادة تأمينها من تدخل خارجي ولهذا لن تبادر الى التخلي عنه. ومن جهة ثانية يعاني مواطنو ايران في الحقيقة لكن ليست عندهم القدرة على ترجمة خيبة الأمل الى فعل. ويبدو ان الأمل في ان يمنع الضغط الاقتصادي وحده الحاجة الى عمل عسكري لن يتحقق.

هل يعني هذا ان العقوبات غير مهمة وان الحل العسكري وحده هو الرد؟ ليس بالضرورة. فالعقوبات شرط ضروري لكنه غير كاف. فما هو الشرط الآخر الذي سيفضي الى استقرار رأي ايران على التخلي عن البرنامج الذري أو تعليقه على الأقل؟ هذا الشرط هو اقتراح "محترم" من قبل المجتمع الدولي. ويحتاج كي يكون اقتراح كهذا الى ان يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد وهذا لا يحدث اليوم. فالصين وروسيا في الأساس تتحدثان بصوت مختلف تماما عن الصوت الامريكي وما بقيت هذه هي الحال فلا احتمال لتفاوض فعال مع ايران.

تعمل روسيا بصورة تختلف عن الولايات المتحدة لا لأنها معنية بأن يكون لايران سلاح ذري بل العكس. فلماذا اذا تضع روسيا عصيا في اطار الغرب؟ السبب بسيط وهو ان روسيا بوتين غاضبة على الولايات المتحدة بسبب ما تراه نشاطا امريكيا منهجيا يرمي الى المس بمصالحها. والشيء الاول هو الانتقاد الذي لا ينقطع من قبل مسؤولين امريكيين كبار لعدم وجود ديمقراطية في روسيا. قبل نصف سنة فقط بعد انتخابات مجلس الشعب في روسيا وقبل انتخابات الرئاسة، صدر عن وزيرة الخارجية هجوم شديد على بوتين بسبب عدم الشفافية وامور من هذا القبيل. فهل يتوقع الامريكيون ان تحاول روسيا بعد هذا الهجوم ان تساعد الولايات المتحدة على أمر أهميته ضئيلة بالنسبة اليها كأمر ايران؟.

وبصورة مشابهة فان الروس غاضبون على النشاط الامريكي المكثف الذي يرمي الى توسيع تأثير امريكا في الجمهوريات التي كانت ذات مرة جزءا من الاتحاد السوفييتي. والرغبة الامريكية في جر دول البلطيق الى حلف شمال الاطلسي والمساعدة العسكرية والسياسية لجورجيا ورئيسها الذي تكرهه موسكو يُغضبان بوتين. ولا يمكن ان نتوقع في هذه الحال منه ان يساعد الولايات المتحدة على أي شأن. ان الذي يبحث عن منطق في موقف روسيا من ايران وسوريا وليبيا في الماضي ايضا يجب ان يفهم ان كل ما تريد واشنطن احرازه مبدئيا ستحاول موسكو اعاقته.

تزعم الولايات المتحدة أنها تريد حلا سياسيا لقضية ايران، لكنها لم تكن مستعدة حتى الآن لدفع الثمن المطلوب وهو ان تأخذ في الحسبان مصالح روسية في شؤون اخرى. ان الوقت الحالي الذي أخذ ضغط العقوبات يفعل فعله فيه يقتضي استعمال الذراع الثانية، السياسية، ايضا أي تقديم اقتراح "معقول" (مثل نقل اليورانيوم المخصب الى دولة ثالثة – روسيا – واعادته الى ايران على صورة قضبان وقود).

ويقتضي الامر ان تتحدث جميع الدول المهمة بصوت واحد. وتستطيع الولايات المتحدة احراز هذا اذا وافقت على التخلي لروسيا في شؤون أقل أهمية. فليست المصلحة هوى نفس بل هي حاجة قومية يجب ان نكون مستعدين لدفع ثمن تحقيقها.