خبر لا تخافوا من تغيير الاتفاقات -إسرائيل اليوم

الساعة 11:24 ص|02 أكتوبر 2012

لا تخافوا من تغيير الاتفاقات -إسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

        (المضمون: قد يكون فتح الجزء الامني من اتفاق السلام بين مصر واسرائيل من مصلحة اسرائيل خاصة لا من مصلحة مصر وحدها - المصدر).

        من اجل منع كل عدم فهم، أعلن الدبلوماسي الأول عندنا وزير الخارجية ليبرمان مؤخرا أنه لا يوجد أي احتمال لفتح اتفاق السلام مع مصر من جديد. وكالعادة لم يوجد أي رد حكومي عقب اعلان من هذا القبيل، فاما ان رئيس الحكومة يوافق على الاعلان وإما أنه لا يقدر على ليبرمان ويعلم ان العالم لا ينظر الى تصريحاته الكثيرة بجدية زائدة.

        يصعب ان نعلم متى في آخر مرة نظر وزير خارجيتنا في الاتفاق في مصر، وربما يحسن به ان يفعل هذا: فقد ورد في المادة 4 بصراحة ان: "الترتيبات الامنية التي تقررت في مادتين صغيرتين 1 و2 من هذه المادة تخضع بطلب أحد الطرفين للفحص والتعديل بموافقة الطرفين". وهما المادتان اللتان تتحدثان عن نشر القوة الخارجية وعن أنه يحق لمصر في المنطقة المجاورة لاسرائيل ان تنشر قوة شرطة فقط. فاذا اقترح الجانب المصري تغيير الاتفاق، فلا يوجد أي احتمال لأن يرفض الجانب الاسرائيلي بحث ذلك حتى لو رفض الاقتراح في الحقيقة.

        سيتم التباحث اذا، والسؤال الآن ما هو معنى تغيير الاتفاق. من الممكن جدا ان يكون الجيش الاسرائيلي خاصة هو الذي يقترح تمكين جيش مصر من دخول الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء كي يواجه الجهات الاسلامية المتطرفة والبدو الذين يساعدونها. وقد يكون عند الطرفين ايضا اهتمام لتقوية القوة المتعددة الجنسيات ذات الصلاحيات المحدودة وعدد المشاركين فيها ايضا غير كبير. فالمصالح المشتركة بين اسرائيل ومصر في نهاية المطاف لا يُستهان بها، والحاجة الى التعاون هي حاجة يعترف الطرفان بها.

        لكن توجد ميزة اخرى في التباحث الذي يطلب الرئيس مرسي ورجاله اجراءه فيما يتعلق بالاتفاق مع اسرائيل: فقد كان جزء من حملة الانتخابات الرسمية وغير الرسمية للاخوان المسلمين الاتيان باتفاق السلام مع اسرائيل لاستفتاء الشعب فيه أو لتغيير الاتفاق (بصورة غير محددة). ومنذ اللحظة التي انتخب فيها مرسي لمنصب الرئيس أصبحت مسألة مستقبل الاتفاق قضية مركزية بالنسبة للامريكيين وبالنسبة لاسرائيل. وإن اجراء التباحث في تغيير الاتفاق هو تحقيق من مرسي لـ "وعد الناخب" لكنه في نفس الوقت ايضا التزام عام من رجل الاخوان المسلمين – الذي أصبح رئيس مصر المنتخب الديمقراطي الأول – باتفاق السلام الذي انتقده كثيرا منذ اللحظة التي وُلد فيها هذا الاتفاق.

        ليس هذا بالطبع اقتراح قبول كل اقتراح مصري لتغيير مواد الاتفاق. لكن اذا كان الحديث في الحقيقة عن زيادة محدودة في عدد القوات المصرية والسماح بدخول جيش مصري الى المنطقة، واذا كان الحديث عن تقوية القوة المتعددة الجنسيات فانه قد ينشأ هنا شيء حلو من الشوك يُزاد على اهتمام اسرائيل بمكافحة المتطرفين الاسلاميين في سيناء ألا وهو تغيير مطلوب في الجزء الأمني من اتفاق السلام الاسرائيلي الفلسطيني بازاء تأييد ظاهر من قيادة الاخوان المسلمين لاتفاق كان قذى في عيونهم.

        اذا يجدر قبل ان يعوق أحد ما الحكومة برفض كل فتح للاتفاق وكأن الحديث عن اصلاح الكتاب المقدس، يجدر بمن لم ينتقدوا ليبرمان ولم يُنبهوه ان يفحصوا عن الامكانية العكسية.