خبر السفن التي لن تصل-معاريف

الساعة 11:17 ص|02 أكتوبر 2012

السفن التي لن تصل-معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: حتى عندما يكون الاف الاطفال على الحدود التركية السورية يحتاجون الى عناية عاجلة – فانهم لن يحظوا بالاسناد الدولي لان اسرائيل غير مسؤولة عن وضعهم. هكذا بحيث أن النجاح المذهل للرواية الفلسطينية يصبح مشكلة - المصدر).

        تقدر الامم المتحدة بانه حتى نهاية السنة سيرتفع عدد اللاجئين السوريين الى نحو 750 ألف – شيء ما بحجم النكبة من ناحية عددية. غالبتهم يوجدون في الاردن، في تركيا وفي لبنان. ومثل السودان، توجد سوريا في مكانة مزدوجة. فهي احدى الدول الرائدة في استيعاب اللاجئين – قرابة مليون وصلوا من العراق في العقد الماضي؛ كما أنها الدولة التي توشك على الوصول الى قمة الدول التي تنتج اللاجئين. ويحتل الرقم القياسي الان افغانستان والعراق.

        ومؤخرا وصل الى اللاجئين طاقم من السي.ان.ان . ويتبين أن عشرات الالاف يوجدون على الحدود. وهم لا يزالون في سوريا. تركيا تمنعهم من الدخول. فلديها اكثر مما يكفي حتى الان. وحتى اولئك الذين تمكنوا من الدخول، لا يدخلون الى تركيا، بل يبقون في مخيمات محاذية للحدود. الوضع الانساني، على الاقل كما تشهد الصور، هو مثابة مصيبة. وفي أوساط عشرات الالاف الذين ينتظرون على الحدود يوجد الاف المصابين والمرضى بلا علاج. "فاين المؤسسات الدولية؟" سألت المذيعة من المركز في الولايات المتحدة. "يجدون صعوبة في الوصول"، أجابها المراسل في الميدان.

        الوضع، عمليا، أخطر بكثير مما يخيل من النظرة الاولى. فليست تركيا وحدها أغلقت الحدود، العراق ايضا أغلقه. والتقدير هو أنه اضافة الى ربع مليون لاجيء مسجلين، في وكالة الامم المتحدة للاجئين (UNHCR) يوجد نحو مليون ونصف نازح داخلي أيضا (IDP). بمعنى، عندما تربط فقط دول المنطقة، حتى بدون افغانستان، فان الحديث يدور عن مليوني لاجيء من انتاج العقد الاخير. معظمهم ينتقلون من دولة الى دولة. مئات الالاف، ولا سيما اولئك القادرين، يبحثون عن دول غاية جديدة. بعضهم ينجحون في اجتياز الحدود بين تركيا واليونان، على أمل أن يستوعبوا في اوروبا.

        وماذا يفعل العالم مع هذه الملايين بشكل عام، ومئات الالاف الذين يوجدون في ذروة أزمة انسانية؟ ليس اكثر مما ينبغي. لا يوجد اي مجموعة ضغط دولية تعنى بحقوقهم. لا توجد مئات الجمعيات التي ترتزق على حساب لاجئيهم، في ظل خلق عدد لا يحصى من المنشورات عن "التطهير العرقي". لا توجد مؤتمرات "اكاديمية" في الحرم الجامعي في أرجاء العالم لاسماع "روايتهم". مائة حالة من اللجوء هبطت على العالم. الفلسطينيون هم أقل من 1 في المائة منهم. ولكنه 99 في المائة من النشاط الانساني والاكاديمي من أجل اللاجئين في العالم تتركز في مجموعة واحدة، وضعها افضل، بكثير، ليس فقط من وضع كل جماعات اللاجئين في العالم، بل وأفضل من معظم سكان العالم. الواضح تماما هو أن موضوع اسبوع أو اسبوعين، فاذا بسفينة جديدة لـ "نشطاء حقوق الانسان" ستصل الى شواطيء قطاع حماس.

        عمليا، ليست واحدة فقط. اسطول آخر في طريقه الينا. سفينة واحدة منذ الان على الطريق، "استل"، مبادرة نشطاء من السويد، واثنتان أخريان، بمبادرة ايرانية، يوشكان على الانضمام اليها. خليط رائع. هذا هو الخليط الحقيقي. اسلاميون مع أغبياء استعماليين، لا يوحدهم أي شيء، باستثناء كراهية اسرائيل. "نشطاء الحوق" هؤلاء لم ينتبهوا الى أنه منذ الاسطول الاخير يسيطر الاخوان المسلمون على نحو مشترك في منطقة مصر والقطاع. لم ينتبهوا الى أن الحدود باتت مفتوحة ليس لان الحديث يدور ايضا عن كيان سياسي واحد، بل عن كيان ايديولوجي واحد. واذا كانت الحدود تغلق بين الحين والاخر، فان هذا يحصل لان الارهاب من انتاج مدرسة الاخوان يصبح ارهابا ايضا ضد الاخوان. فهذا هو طريق هذه الايديولوجيا. ليس لها حدود. وهي دوما تحتاج الى النشاط. وهي ستصفي ايضا زعماءها من يوم أمس، والاغبياء الاستعماليين دوما سيمنحوها التبرير والتفسير. توجد أزمة انسانية، يوجد نشطاء يحتاجون الى المساعدة. محظور نسيانهم. ولكن التشويه الاكبر يؤدي الى أنهم سينالون أساسا ضريبة لفظية. لان الطاقة الهائلة "لنشطاء الحقوق" توجد في مكان واحد فقط. الازمة الانسانية لا تعنيهم. كراهية اسرائيل تعنيهم. هذا هو المعيار لديهم. وحتى عندما يكون الاف الاطفال على الحدود التركية السورية يحتاجون الى عناية عاجلة – فانهم لن يحظوا بالاسناد الدولي لان اسرائيل غير مسؤولة عن وضعهم. هكذا بحيث أن النجاح المذهل للرواية الفلسطينية يصبح مشكلة. لقد تحول الى هوس. وهو ينسي المشاكل الحقيقية. وهنا فان اللاجئين الحقيقيين هم الذين يدفعون الثمن.