بالصور يديعوت:معلومات ستُحرج مصر حول مقتل جندي صهيوني على الحدود

الساعة 07:48 ص|02 أكتوبر 2012

القدس المحتلة

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، تقريرا موسعا حول أحمد وجيه وابن عمه بهاء زقزوق،  اللذان نفذا العملية العسكرية على الحدود الإسرائيلية المصرية والتي أسفرت عن مصرع الجندي الإسرائيلي نتانئيل يهلومي.

التقرير اعتمد على جمع ما نشرته وسائل الإعلام والصحف المصرية المختلفة عنهما، في محاولة لرسم صورة "للإرهابي الجديد" على حد وصف الصحيفة. واستهل الموقع تقريره بالقول إنه : "خلافا للتقديرات  فإن الهجوم الذي أوقع بالجندي نتنائيل يهلومي، لم ينفذ من قبل بدو من سيناء، فالمنفذان اللذان تم التعرف على هويتيهما كانا شابين، من أسر ميسورة، تخرجا من كلية الآداب ولم يشك أحد بأنهما يؤيدان الجهاد. هذه هي صورة "المصري" الذي ستضطر مخابرات الرئيس مرسي، والجيش الإسرائيلي التعامل معه".

وكتب الموقع يقول: "ليسوا بدو بل عنصرين من النخبة المصرية. أحمد وجيه  31 عاما، كان موسيقيا وعازف في فرقة موسيقية  تخصص في الموسيقى الدينية، متزوج وأب لابنتين.

أما ابن عمه بهاء زقزوق ،21 عاما، فحاصل على اللقب الأول في الأدب، وأب لولد واحد، والده أكاديمي من "عائلة محترمة". ليسا من "البدو"، وجاء الاثنان من خلفية اجتماعية واقتصادية غنية. هؤلاء هم الذين شنوا الهجوم الفتاك قبل نحو 10 أيام وأسفر عن مصرع الجندي نتنئيل يهلومي. تبين أنهم مكثا عدة شهور في مسجد متطرف وتحدثا لأسرتيهما عن المشاركة في معسكر صيفي، ومن هناك خرجا ل "القتل".

وبحسب الموقع "الإسرائيلي"، فإن الصحف المصرية تبذل في الأيام الأخيرة جهودا كبيرة لإلقاء الضوء على هويتيهما، أما هوية الشخص الثالث في العملية فلم تعرف بعد، ومن شأن المعلومات المتراكمة أن تصدم جهاز المخابرات المصرية، وبدرجة لا تقل عن ذلك الأجهزة الإسرائيلية أيضا. فلا يدور الحديث عن بدو من صحراء سيناء، وإنما عن سكان الدلتا المصرية، ولكليهما أسرة وأولاد، وهما خريجا كلية الآداب ، وحالتهما الاقتصادية مستقرة، لدرجة أن أحدا من المحيطين بهما لم يلاحظ عليهما أي أثر لتطرف ديني قد يقودهما إلى شن هجوم كالذي قاما به".

ونشر الموقع تفاصيل عن هويتهما ومكان الإقامة، نقلا عن صحيفة "اليوم السابع" المصرية، حيث تبين أن الاثنين كانا قد غادرا بيتيهما منذ عدة أسابيع وأبلغ كل منهما زوجته أنه سيشارك في مخيم صيفي دون تقديم أية تفاصيل إضافية، فيما ظن أفراد عائلاتيهما أنهما يشاركان في القتال في سوريا.

وأشار الموقع إلى أن صحيفة الأهرام المصرية، سردت في الأسبوع الماضي في أحد أعدادها قصة حياة الاثنين، مشيرة إلى أن والد بهاء زقزوق هو أستاذ للغة الهندية في جامعة المنوفية في مصر، وأن إحدى شقيقاته متزوجة من داعية إسلامي معروف، بينما نشط زقزوق نفسه في حركة الإخوان المسلمين.، ثم انضم لحركة المرشح السلفي حازم إسماعيل.

أما ابن عمه احمد وجيه فقد كان موسيقيا وكان الابن البكر في عائلته ، يتمتع بموهبة موسيقية وتخصص في الإنشاد الديني في الحفلات والمناسبات الإسلامية المختلفة، وأنه خلافا لقريبه محمد زقزوق، كان وفقا لصفحته على الفيسبوك من الأنصار المتحمسين للرئيس المصري محمد مرسي.

ونقل الموقع أن أقرباءهما قالا إن الاثنين كانا ضحايا لأفكار دينية متطرفة وغير مقبولة، مع أن أحدا من معارفهما لم يرصد لديهما أية ميول عدوانية أو هجومية. وبحسب عم أحدهما، وهو مرسي عبد الحق فقد تم على ما يبدو تجنيدهما عبر شبكة الانترنت من قبل جماعة "أنصار بيت المقدس"، حيث تم بعد ذلك إيفادهما إلى مسجد يتبع لجماعة متطرفة في بلدة نصر في منطقة القاهرة، حيث مكث الاثنان في الأشهر التي سبقت تنفيذ الهجوم.

ويقول موقع "يديعوت"، إن مشروع تخليد ذكرى الاثنين يتواصل في هذه  الأيام في مصر على الشبكات الاجتماعية ، إذ لا تزال صفحة أحمد وجيه على الشبكة فعالة، ويبدو أن زوجته تواصل تفعيلها، ويمكن أن نجد في الصفحة كتابات مؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي. وتطالب زوجة أحمد وجيه أصدقائه بنشر القصائد عنه وتغيير صورة صفحاتهم على الفيسبوك ووضع صورته على هذه الصفحات.

وترى الصحيفة أن حقيقة كون الاثنين من مصر نفسها، وليس من صحراء سيناء، تشكل مصدر حرج للسلطات المصرية والنظام الجديد ومصدر قلق كبير لإسرائيل. وبحسب أستاذ التاريخ في جامعة بن غوريون ، يورام ميطال، فإنه يقع على عاتق المخابرات المصرية الآن واجب  العمل في عمق الدولة المصرية: " فمنذ سقوط نظام مبارك ، تهاوت أجهزة أمن الدولة والنظام العام في مصر، وأدى ذلك إلى نشوء عدة مجموعات تتبع لجماعات دينية متطرفة، لم يكن لها إطار قبل ذلك، باتت اليوم تجد حيزا من الحرية في العمل، فهناك عدد غير قليل من الدعاة الذين يعتنقون أفكارا متطرفة ويحظون بحرية منذ سقوط مبارك لأن الضغوط التي كانت من المخابرات المصرية قد خفت وولت تقريبا".

وبحسب ميطال فإن مرسي يحاول منذ انتخابه أن يبث رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الحكم هو الآن بأيدي إسلامية فأنه لا يعتزم منح الجماعات الجهادية حرية العمل. وتحاول المخابرات المصرية الآن أن تستعيد هيبتها وأن تستعيد السيطرة لكننا أمام معركة صعبة للغاية".

وكانت الجماعات الإسلامية في مصر تنشط إبان حكم مبارك، من خلال منظمات هرمية العمل، مثل منظمة "الجماعة الإسلامية"، ولكن منذ الثورة تحول ناشطون محليون في هذه الجماعات إلى استخدام خطاب جهادي، وعلى هذا الأساس، يقول البروفيسور يورام ميطال، ظهرت في مصر اليوم ظاهرة قيام أفراد بالعمل بشكل منفرد ، "فوجيه وزقزوق كان لهما أسر، وهما ليسا شابين في الثامنة عشر من العمر يعملان مدفوعين بحماس الشباب، لكن انهيار النظم القائمة يسهل على الأفراد ، أصحاب الأفكار المتطرفة، التحرك نحو العمل الفعلي ، وما نراه الآن هو ذيول لهذه الظاهرة".

أما كيف سيتعامل النظام المصري مع هذه الظاهرة؟ فيقول ميطال : أعتقد أننا سنرى اليوم وبدرجة أكبر انعكاسات لتناقض وتضارب المصالح بين ناشطي الجماعات الجهادية المحلية وبين النظام وحركة الأخوان المسلمين. ستكون هذه هي القصة الجديدة التي ستحاك فصولها في مصر ، لقد أعلنت منظمة أنصار الحق عن مسؤوليتها عن العملية على الحدود مع إسرائيل، لكننا لا نعرف في هذه المرحلة من الذي قام بتجنيد منفذي العملية، أي أنه لم تكن لهذه الجماعات في عملياتها الأخيرة ذراع تنظيمية هرمية أعلنت مسؤوليتها عن العمليات".