محدث بعد اشتباكات واعتقالات..المصلون ينجحون بطرد المستوطنين من « الأقصى »

الساعة 06:17 ص|02 أكتوبر 2012

القدس المحتلة

نجح المصلون قبل ظهر اليوم الثلاثاء، بطرد عشرات المتطرفين اليهود وعلى رأسهم المتطرف "فيجلن" وبعض "الحاخامات" من المسجد الأقصى المبارك وإخراجهم من بواباته، وأجبروا شرطة الاحتلال على وقف اقتحامات المستوطنين والسياح الأجانب للمسجد وسط تكبيرات تعالت في باحات المسجد المبارك.

جاءت عملية الطرد بعد اشتباكات وعراك بالأيدي بين المصلين مع أفراد القوات الخاصة بشرطة الاحتلال والتي انتهت باعتقال عدد من المصلين.

ونظم المصلون في هذه الأثناء مسيرة في المسجد الأقصى وتتعالى الأصوات بالتهليلات والتكبيرات.

وقد اندلعت اشتباكات وعراك بالأيدي بين المصلين وعناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال التي توفّر الحماية والحراسة للمستوطنين وتشرف على اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وتدنيسه بشعائر وطقوس تلمودية.

وقال أحد العاملين في الأقصى لمراسلنا بأن شرطة الاحتلال تستخدم العصي الكهربائية ضد المصلين ومعظمهم من كبار السن بعد طرد المصلين الذين تقل أعمارهم عن الـ 45 عاما.

جاءت هذه الاشتباكات بعد أداء المتطرف فيجلن والمستوطنين وبعض الحاخامات طقوسا تلمودية في باحات المسجد الأقصى لمناسبة عيد المظلة أو العُرش اليهودي.

وما زال المسجد الأقصى وبواباته الخارجية ومحيطه يشهد أجواء شديدة التوتر في ظل الاقتحامات المتتالية للمستوطنين والتضييق على دخول المصلين للمسجد المبارك.

وقد قامت عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، في هذه الأثناء بإخراج الشبان والشابات من المسجد الاقصى المبارك ممن تقل أعمارهم عن الـ 45 عاما، في الوقت الذي اعتقلت منهم 11 مواطناً من بينهم  4 صحفيين ومصور تلفزيوني واحدى الفتيات من داخل المسجد الاقصى.

وقال أحد العاملين بالمسجد المبارك لمراسلنا بأن حالة من التوتر الشديد تسود المسجد الاقصى منذ ساعات فجر اليوم وسط انتشار كبير لعناصر القوات الخاصة بشرطة الاحتلال في كافة أنحاء المسجد وعلى بواباته الخارجية والشوارع والطرقات المؤدية إليه، في ظل منع تفرضه هذه القوات على دخول الشبان للمسجد المبارك.

وكانت قيادات المستوطنين دعت أنصارها إلى التجمع اليوم الثلاثاء في باحة حائط البراق للانطلاق بمسيرة كبرى تنتهي باجتياح المسجد الاقصى لإقامة طقوس وشعائر تلمودية خاصة بعيد المظلة أو العُرش اليهودي في باحاته.

في الوقت نفسه، بدأت مجموعات المستوطنين (مجموعها الكلي حتى الان 30 عنصرا) بالتجوال في باحات المسجد الاقصى بحراسات شرطية معززة.

من جهة ثانية، تشهد بعض بوابات المسجد الاقصى الخارجية تجمهرا كبيرا للمواطنين من سكان وتجار القدس القديمة وسط مشادات كلامية مع قوات الاحتلال التي تحاول منعهم من دخول المسجد، ومرشحة للتصعيد في كل لحظة.

الى ذلك، فرضت قوات الاحتلال طوقا عسكريا محكما على البلدة القديمة ووضعت حواجز طيارة في شوارع وطرقات البلدة المؤدية الى المسجد الاقصى، كما نشرت أعدادا كبيرة من عناصر حرس الحدود والشرطة في كافة انحاء البلدة وخاصة على بواباتها ومحيطها.

وحذرت الجهات الفلسطينية من دعوات وإعلانات نشرتها منظمة يهودية تدعى 'قيادة يهودية- منهيجوت يهوديت'، يقودها موشيه فيجلين، وهي جناح من حزب الليكود، تدعو إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الثلاثاء.

وحمّل المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، سلطات الاحتلال التي ترعى هذه الجماعات المتطرفة، من عواقب التهديدات المستمرة باقتحام المسجد الأقصى لفرض واقع جديد في المسجد، داعيا حراس المسجد وسدنته والمصلين فيه إلى الالتزام بواجبهم في حماية مسرى نبيهم، وحث كل من يستطيع الوصول إلى المسجد من مدينة القدس وما حولها وفلسطينيي 48 إلى شد الرحال إليه والمرابطة فيه وإعماره بالصلاة لتفويت الفرصة على من يريدون اقتحامه وتدنيسه.

وطالب المفتي منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد اجتماع عاجل لبحث سبل حماية المقدسات الفلسطينية خاصة في ظل الصمت الدولي تجاه ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها للمقدسات والحقوق العربية في الأراضي الفلسطينية وبخاصة في مدينة القدس.

ومن جهته استهجن رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس، الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال ضد المقدسات في مدينة القدس، محذرا في الوقت ذاته من ارتكاب مجزرة في المدينة، وباحات المسجد الأقصى، بعد الدعوات التي أطلقتها الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحامه اليوم.

ودعا ادعيس ابناء الشعب الفلسطيني وبالأخص ابناء مدينة القدس والأراضي المحتلة عام 1948 الى المرابطة في المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال اليه.

وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، في بيان لها، من مغبة اقتحام المسجد الأقصى، معتبرة الدعوات العلنية لاقتحامه وتدنيس باحاته ومصلياته خطوة بغاية الخطورة، تعكس مدى التطرف الإسرائيلي، والفكر الصهيوني الداعي إلى انتهاك حرمة الأديان، والاعتداء على المقدسات ودور العبادة، دون اكتراث لحرمة هذه الأماكن الدينية المقدسة، وكافة القوانين والأعراف الدولية، الداعية لحماية وصون هذه الأماكن.

ومن ناحيتها حذرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان لها من تبعات الاقتحام، منوهة الى المنظمة اليهودية التي دعت للاقتحام أشارت في اعلانها والخبر المرفق إلى أن الاقتحام سيبدأ الساعة السابعة والنصف صباح اليوم الثلاثاء وستتخلله شروح يقدمها موشيه فيجلين من حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو.

أكدت مؤسسة الاقصى أن المسجد الاقصى حق خالص للمسلمين، ولا حق لغيرهم ولو بذرة تراب واحدة منه، وان تدنيس الاحتلال للاقصى او وجوده هو وجود باطل وهو زائل عما قريب.

وقالت المؤسسة في بيانها إن المسجد الاقصى يمر في هذه الايام بمخاطر داهمة، بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي، وهو الخطر الاساس عليه، وهذه الاقتحامات والتدنيسات التي تتصاعد على شكل محاولات تأدية شعائر تلمودية مزعومة في الاقصى، هي وجه من وجوه الاحتلال البغيض.