خبر الإعلام باعتباره خللا استراتيجيا- إسرائيل اليوم

الساعة 09:43 ص|30 سبتمبر 2012

 

بقلم: درور إيدار

اليكم الحساب: يكاد الجميع يتفقون على ان ايران الذرية هي خط احمر ينبغي ألا يتم اجتيازه. بيد أن بنيامين نتنياهو لا يعمل على مواجهة ايران وحده؛ فمقابله تقوم وسائل الاعلام الليبرالية وصحف اليسار في البلاد وفي العالم وتشوش على جهود اسرائيل.

بازاء دعاية اليسار في الغرب خط نتنياهو خطا أحمر سيطر على جميع نشرات الاخبار في العالم بما أفضى الى امتعاض محللينا المنفوخين ونظرائهم في وسائل الاعلام الليبرالية في العالم. وهب هؤلاء من اجل جعل الرسالة سخيفة بقولهم: "ألعاب صغار"، و"بيبي بوم" وسائر الخضراوات الخلاقة من مستودع الحقيقة التي اختصت النخبة الاعلامية بادخالها في الوعي العام تحت غطاء "الصحافة الحرة" (وهذا اسم شيفري للصحف التي تؤيد نهجا حزبيا واحدا معروفا).

يوصى الجميع بعدم الاعتماد على الوساطة المعادية لـ "المحللين" بل ان يشاهدوا الخطبة كلها ويصوغوا فيها رأيا جيدا ومن اجل الخير. ويحسن بعد المشاهدة ان يُسأل هل أضاف المحللون شيئا ما لم نستطع ان نفهمه بأنفسنا. والحقيقة هي ان المحللين لم يُبينوا شيئا بل جادلوا نتنياهو. بل يبدو ان فريقا منهم حاربوه. ولا يجب على احمدي نجاد ان يرهق ذهنه بسؤال، بماذا يجيب نتنياهو؛ فكل ما يحتاجه ان يجمع مؤتمرا صحفيا ويتلو مقتبسات مختارة من وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وهناك مع كل ذلك نقطة يحسن الانتباه اليها وهي ان نتنياهو لم يبدأ خطبته بحديث عن الأمن بل عن حقوق الشعب اليهودي التاريخية والدينية في ارضه، قبل ان يسمع العالم بالاسلام بـ 1500 سنة.

ليس الخط الاحمر وحده هو الذي يتحدث الى العالم بل الكتاب المقدس والتاريخ ايضا. ان الاسلامية الفاشية تعتمد على محو الصلة بين اليهود وارضهم (وكذلك اليسار المتطرف) وبهذا تريد ان تنشيء شرعية لابادة "الكيان الصهيوني" الذي "اغتصب" ارضا ليست له. ومنذ كانت اوسلو عملت آلة ضغط الوعي على محو خطاب الحقوق اليهودي. وقد أعاد نتنياهو هذا الكلام ايضا الى مركز الخطاب. وكان الأخيران اللذان فعلا ذلك هما مناحيم بيغن واسحق شمير. ولا يعرف فريق من "المحللين" المنفوخين هذا الخطاب ويعارضه فريق منهم. فهم يرون ان الحقوق هي للفلسطينيين فقط.

نقول بالمناسبة ان واحدا من مُسخفي خطبة نتنياهو وهو ناحوم برنياع خصص في موازاة ذلك مكانا لتبييض فساد اهود اولمرت بفضل مقترحاته السياسية الفاسدة على أبو مازن فقط. اذا كان برنياع قد تحفظ في الماضي من "أُترجة" أمنون ابراموفيتش فقد جاء العمود الصحفي الأخير وبيّن ان التحفظ كان من الصياغة اللاذعة فقط. سيتابع برنياع الحديث كثيرا عن الأكذوبة المستكبرة وكأن ما يفعله هو ورفاقه هو "صحافة حرة"، في حين يُسمع بالفعل صوت أسياده في "يديعوت" ممن يرى ان كل واحد منهم أفضل من نتنياهو حتى لو كان رئيس وزراء تلقى أغلفة مالية سمينة ولوث السلطة في اسرائيل.