خبر ليبرمان: قلت للزعماء استعدوا لثورة في إيران- هآرتس

الساعة 09:38 ص|30 سبتمبر 2012

 

بقلم: باراك رابيد

يقدر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان النظام الايراني يقف أمام اضطرابات داخلية حادة كفيلة بأن تؤدي الى اسقاطه – كنتيجة للعقوبات الدولية والضرر الشديد الذي لحق بالاقتصاد الايراني. ففي مقابلة شاملة مع "هآرتس" يقدر ليبرمان بان الانتخابات للكنيست ستأتي مبكرا في الثلث الاول من العام 2013، ويصف خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في الجمعية العمومية بانه "اكثر من بصقة في الوجه".

هذه هي الجمعية العمومية الرابعة التي يأتي اليها ليبرمان كوزير خارجية اسرائيل منذ تسلم مهام منصبه. ومع أنه ينفي ذلك، الا ان شيئا ما فيه تغير. فقد بقيت مواقفه على حالها في معظم المواضيع، ولكن الاسلوب تغير قليلا. حماسة بداية الولاية خفت حدتها: الاجوبة التي اعطاها ليبرمان على بعض من الشؤون باتت دبلوماسية للغاية.

"لم أتغير"، يقول في غرفته في فندق ريجنسي بعد ثلاثة ايام من اللقاءات السياسية. "كل ما قلته قبل عشرين سنة، هو ما اقوله اليوم. ربما العمر. مع الكبر لا يعود لديك طاقة لنطح كل واحد".

في الاسابيع الاخيرة كان ليبرمان أحد العناصر الباعثة على الاعتدال في كل ما يتعلق بالتوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة. فقد اعتقد بانه ألحق ضررا بالدولتين. ومع أنه يمتنع عن انتقاد السبيل الذي اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضد الادارة في الاسابيع الاخيرة، الا انه يمكن الفهم من أقواله بانه يتحفظ على قسم منه على الاقل.

"لا يوجد بديل لحليف حقيقي وجدي مثل الولايات المتحدة"، يقول ليبرمان. "توجد خلافات في الرأي ولكن في النهاية يوجد ما هو مشترك أكثر مما هو مقسم. برأيي الحوار مع الامريكيين (في الموضوع الايراني) لا يجب أن يكون في وسائل الاعلام. اذا كانت توجد خلافات، فهناك العديد من المحافل والقنوات التي يمكن نقل الرسائل من خلالها. وعلى الادعاء بان رئيس الوزراء أدار هذا في وسائل الاعلام أجاب: "انا لست ناطقا بلسان بيبي. أنا فقط امثل موقفي. هذا يجب ان يكون في القنوات المناسبة".

من بين وزراء الحكومة الكبار في اسرائيل، فان موقف ليبرمان في موضوع الهجوم على منشآت النووي في ايران هو اكثرها إثارة للفضول. ففي اسبوع ما يضعونه في معسكر المؤيدين، وبعد اسبوع من ذلك في معسكر المعارضين. اما هو من ناحيته فيبقي على الغموض ويرفض الرد على اي سؤال في هذا الشأن.

وهو يفضل الحديث عن المعركة الدولية لعزل ايران وممارسة الضغط الاقتصادي عليها، كي تهجر برنامجها النووي. هذه معركة يوجد لوزارته فيها دور ذو مغزى. في بداية الاسبوع اطلعت "هآرتس" على وثيقة داخلية أعدتها شعبة الاستخبارات في وزارة الخارجية، وبموجبها أضرت العقوبات على ايران باقتصادها أكثر مما قدر حتى الان.

ويروي ليبرمان بانه الى جانب التقارير الاستخبارية والرسائل الدبلوماسية، فانه يتلقى غير قليل من المعلومات عما يجري في ايران من اصدقاء ومعارف شخصيين، يذهبون ويخرجون من والى الدولة بشكل دائم. بعضهم، رجال أعمال وآخرون دبلوماسيون أجانب، من أذربيجان، جورجيا، ارمينيا ودول اخرى في الاتحاد السوفييتي السابق.

"استمتع بالحديث مع من يزور هناك ويرى نفسه"، يروي فيقول. "الوضع في ايران واحساس رجل الشارع هو الكارثة الاقتصادية. ففي هذا الاسبوع فقط كان تخفيف اضافي في قيمة الريال الايراني. يوجد نقص في المنتجات الاساس، ارتفاع في الجريمة. الناس يحاولون الهرب من الدولة ويخرجون أموالهم منها".

"لم أجرِ استطلاعا، ولكن من محادثاتي مع من يزور ايران، لو كان اجري استفتاء شعبي على البرنامج النووي أو جودة الحياة، لاختار 70 – 80 في المائة من الناس الخيار الثاني. فهذا لا يعني أنهم ضد النووي، ولكنهم غير مستعدين لان يدفعوا هذه الاثمان المجنونة".

ويعتقد ليبرمان بان العقوبات على ايران تعطي ثمارها وأن تعاظمها في الاشهر القريبة القادمة، مع الانتخابات الرئاسية لايران في حزيران 2013، كفيلة بان تؤدي الى سقوط النظام. "مظاهرات المعارضة التي كانت في ايران، في حزيران 2009، ستعود، بشدة أكبر"، يقول. "برأيي ستكون ثورة تحرير باسلوب ايراني. فقد مل الجيل الشاب هناك ان يكون رهينة ويضحي بمستقبله".

في كل المحادثات التي اجراها مع وزراء الخارجية، على هامش الجمعية العمومية، حثهم ليبرمان على الاستعداد لاستئناف الاحتجاج الداخلي في ايران. اذا حصل هذا، قال لهم، على الغرب أن يكون مستعدا لتأييد المتظاهرين، سياسيا واقتصاديا أيضا. "أعتقد أن على الرئيس الامريكي ان يدعو الشباب في ايران الى الثورة"، يقول. "في المرة السابقة، لم يتوقع الغرب ذلك وكان محرجا. أما هذه المرة فيمكن لهذا أن يؤدي الى سقوط النظام. على اسرائيل الا تعرقل ذلك".

رغم الفوارق في النهج من المسألة الايرانية، بين ليبرمان ورئيس الوزراء نتنياهو يعتقد وزير الخارجية بان خطاب نتنياهو في الجمعية العمومية، بما في ذلك عرض القنبلة النووية الايرانية، كان أمرا صحيحا عمله. "يمكن الضحك، ولكن الجميع يتحدث عن الرسم وعن الخط الاحمر"، يقول. "الانجاز هو أن الموضوع رفع الى الوعي العالمي، أنت تشاهد التلفزيون فترى بان الجميع يبث ذلك. بعض الخطوات الدولية أيضا كانت لتهدئة اسرائيل، وبدون هذا أشك في أن العقوبات كانت ستفرض".

الفيلم عن النبي محمد والاعتداءات على السفارات الامريكية في الدول العربية احتلت أساس الانتباه في خطابات الزعماء في الجمعية العمومية، وعلى رأسهم الرئيس اوباما. واحاديث الرواق بين رؤساء الدول ووزراء الخارجية، عنيت أساس بالوضع الداخلي في الدول العربية. بعد ذلك بحثت الحرب الاهلية في سوريا والنووي الايراني. اما الموضوع الفلسطيني، الذي كان السنة الماضية في مركز اهتمام الجمعية العمومية، فقد دحر الى الزاوية.

خطاب ابو مازن في الجمعية وقع في يد ليبرمان كثمرة ناضجة.  فوزير الخارجية يدير منذ عدة اشهر حملة سلبية ضد رئيس السلطة، بل ودعا الى تغييره. في هذا الشأن، بقي فظا. حقيقة أن ابو مازن اتهم اسرائيل بـ "تطهير عرقي" في الضفة الغربية وبتخطيط "نكبة جديدة" ساعدت ليبرمان على عرضه كمن ليس شريكا للسلام"

"خطابه كان أكثر من بصقة في الوجه"، يقول. "هذه هي المرة الثانية التي ننقل له فيها سلفة تتيح له دفع الرواتب لكل موظفي السلطة الفلسطينية، وهو حتى لم يقل كلمة شكر واحدة. رويت لوزير الخارجية الفرنسي كل الامور التي فعلناها (لمساعدة السلطة الفلسطينية، ب. ر) في الاشهر الاخيرة وهو لم يكن على علم بذلك على الاطلاق. وقد فتح الجميع عيونهم"

ويدعي ايضا بان الدول العربية هي الاخرى ملت ابو مازن، وان السعوديين والقطريين توقفوا عن تحويل الاموال للسلطة لانهم غير مستعدين لان يرون المال يضيع هباءً. وعلى سؤال اذا لم يكن هناك خطر في أن ذهاب ابو مازن سيخلق فوضى تمر باسرائيل يجيب ليبرمان: "في هذه اللحظة توجد فوضى. ابو مازن يعرقل فقط. فهو يشل فعالية سلام فياض، لا يجبون الضرائب، توجد ميليشيات تعود للعمل في المدن الفلسطينية".

ويعتقد ليبرمان بان على اسرائيل ان توقف ما يسميه "التنفس الاصطناعي" لابو مازن، والذي يمنع نمو قيادة جديدة ويزيد خطر سيطرة حماس على الضفة الغربية ايضا.

ويروي ليبرمان بانه يقيم اتصال مع محافل فلسطينية تحذر امامه من أن حماس تخطط للاستيلاء على السلطة. ويرفض وزير الخارجية القول من هم اولئك الفلسطينيون، ولكن يمكن التقدير بان بعضهم على الاقل هم من المعارضة الداخلية لابو مازن، مثل مستشار عرفات السابق، محمد رشيد، وكبير فتح السابق، محمد دحلان.

"يوجد اليوم في السلطة ما يكفي من البدائل، التي هي ليست حماس"، يشدد. "انا اتحدث مع بعض هؤلاء الاشخاص وهم يقولون ان من يعزز ابو مازن هي اسرائيل والولايات المتحدة. أبو مازن ضائع. زمنه انقضى. لا حاجة للانتظار، الا اذا اريد نقل المفتاح مباشرة الى حماس".

ويدعي ليبرمان بان الاضطرابات الداخلية في السلطة ضد ابو مازن تتعاظم. "الشعب هناك يعرف كم هو يسافر الى الخارج. في السنة الاخيرة كان في باريس أكثر مما كان في قلقيلية. فليكشف عن حساباته البنكية وحسابات ابنائه وكل الاملاك. انظر ما يقوله دحلان ورشيد. لديهما مصلحة، فهما ليسا وليين. رشيد تحدث لساعتين في شبكة "العربية" ضد ابو مازن. هذه قناة سعودية. أحد في القصر الملكي أعطى لهذا "اوكي"".