ستستمر لمدة ثلاثة أعوام

تقرير المنحة القطرية.. فرصة عمل للخريجين والعاطلين

الساعة 09:08 ص|29 سبتمبر 2012

غزة (خاص)

 

فتحت مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، التي أعلنت قطر عن البدء بتنفيذها بعد إنهاء الترتيبات الأولية اللازمة، شهية الخريجين والعمال العاطلين، للعمل ضمن المشاريع القطرية التي سيستمر العمل بها على مدار 3 أعوام.

وتتضمن منحة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني التي تقدر بقيمة 254 مليون دولار أمريكي، تنفيذ مشاريع تتعلق بالبنية التحتية ومدارس ومستشفيات ومساكن، وبناء مستشفى للأطراف الصناعية وتأهيل مصابي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008-2009، بالإضافة لبناء مدينة الشيخ حمد السكنية بقيمة 30 مليون دولار أمريكي، وإصلاح طريق صلاح الدين الذي يمتد على مسافة 42 كم من أقصى جنوب قطاع غزة إلى أقصى شماله.

وكانت "إسرائيل" قد حرباً على قطاع غزة نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2008 استمرت 21 يوماً دمرت إسرائيل خلالها أكثر من 5000 منزل بصورة كلية وجزئية بالإضافة لتدمير 16 مصنعاً ممتدة على الشريط الحدودي الشرقي للقطاع .

 

تقليص البطالة

المواطن أبو محمد السعيدني (56 عاماً) من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، طالب عبر "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الحكومة الفلسطينية بغزة والمسؤولين عن المشاريع القطرية، بضرورة إشراك الشباب الخريجين والعاطلين عن العمل في هذه المشاريع، منوهاً إلى أن هذه المشاريع قد تحل أزمة اقتصادية خانقة يمر بها قطاع غزة.

وقال المواطن السعيدني:" تخرج ابنان لي من الجامعات منذ 4 سنوات وحتى الآن لم يعمل أحدهما في أي وظيفة، ومازلت أصرف عليهما، بعد أن صرفت عليهما خلال دراستهما في الجامعات"، مبيناً، أنه من الأولى أن تعمل الأيدي العاملة الفلسطينية العاطلة عن العمل في هذه المشاريع لحل أزمة العاطلين عن العمل.

أما الشاب عامر عطاونة (28 عاماً) من مدينة غزة، فيوضح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه تخرج من الجامعة قبل ستة أعوام من قسم المحاسبة، ولكنه لم يحصل على وظيفة حتى الآن وكل مايقوم به هو التدريب داخل مكاتب للمحاسبة، عله يحصل على وظيفة فيه ولكنه يصدم في نهاية المطاف بعدم حاجة المكتب لموظفين جدد.

وأشار عطاونة، إلى أن المشاريع القطرية يمكنها أن تساعد في حل أزمة الخريجين وتقليص معدلات البطالة، ولو لسنوات قلائل، مطالباً الحكومة بضرورة عمل إحصاءات وبيانات حول العاطلين عن العمل وتشغيل الأولويات منهم.

مستنقع الفقر

من جهتها، رأت المواطنة سحر القطرواي (30 عاماً) والخريجة من إحدى الجامعات بتخصص إدارة الأعمال، في حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن قلة فرص العمل لدى الشبان خاصةً جعلت لديهم أوقات فراغ، ومنهم من يتجه للسلوكيات الخاطئة، مطالبة الحكومة بغزة بضرورة إنقاذ الشباب من هذا المستنقع الذي يعيشون فيه.

وناشدت بضرورة أن يكون العاملين في هذه المشاريع، هم من الشباب الفلسطيني، وأن تكون كافة المنتجات والمواد والاحتياجات لهذه المشاريع كذلك فلسطينية، للمساهمة في خلق تنمية ذاتية تساعد في تحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني.

لن تحل المشكلة

المحلل الاقتصادي محسن أبو رمضان أكد في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أي منحة أو مشروع يُقام في قطاع غزة، يساهم في التصدي لعلاج مشكلة البطالة والفقر في القطاع، منوهاً إلى أن القطاع يعاني من بطالة عالية بلغت نسبتها 30% من حجم القوة العاملة.

وأوضح أبو رمضان، أن مشاركة الخريجين والعاطلين عن العمل، في المشاريع التي ستقام من خلال المنحة القطرية، يساهم في تقليص نسبة البطالة ولكن لا تحل المشكلة، خاصةً مع وجود 30 ألف خريج سنوياً بحاجة للعمل.

وأضاف أبو رمضان، أن أزمة خريجي الجامعات العاطلين عن العمل تتجاوز إمكانيات مشروع، حيث بحاجة لأكثر من مليار دولار نظراً لحجم الخريجين المتزايد، والأعداد المكتظة بهم، فضلاً عن ضعف سوق العمل، وعدم وجود فرص عمل جيدة.  

أيدي وخبرات ومنتجات فلسطينية

وكان علي الحايك رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين بقطاع غزة قد دعا خلال لقاءٍ بالوفد القطري المشرف على مشاريع إعادة اعمار قطاع غزة إلى أعطاء الأولوية للأيدي والخبرات والمنتجات الفلسطينية المحلية في عملية الإعمار من اجل دفع عجلة التنمية إلى الأمام ومواجهة الأوضاع الاقتصادية السائدة والبطالة والحصار.

وشدد الحايك، على ضرورة أن تكون الأولوية في تنفيذ المشاريع للمقاول الفلسطيني المحلي وللصناعات الوطنية والأيدي الفنية والعاملة في قطاع غزة.

جدير بالذكر، أن معدلات البطالة ارتفعت نسبياً في الأرض الفلسطينية خلال العام الحالي، عن العام الماضي، حيث بلغت 222 ألف عاطل عن العمل.