خبر بركة: « يهودية الدولة » خنجر موجه لصدورنا ووجودنا

الساعة 06:16 م|28 سبتمبر 2012

وكالات

قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الجمعة، إن تعريف اسرائيل على أنها "دولة يهودية" هو خنجر موجه لصدورنا ووجودنا كفلسطينيين في وطننا فهذه المسألة ليست قضية قانونية وحقوقية، بل إنها بالنسبة لنا وجودية في وطننا.

وجاء هذا في الندوة التي عقدت ضمن مؤتمر مركز "مساواة" اليوم الجمعة في مدينة الناصرة، حول مكانة المواطنين الفلسطينيين في اسرائيل، في ظل تعريف "يهودية الدولة"، وشارك في الندوة إلى جانب النائب بركة، النائب أحمد طيبي، والدكتور في الحقوق يوسف تيسير جبارين، والرئيس السابق لنقابة المحامين شلومو كوهين، وأدار الجلسة الصحفي جاكي خوري.

كيف باتت يهودية

وفي رد على سؤال، ما إذا "أسرعنا" في الحكم على "يهودية الدولة"، قال النائب بركة، إننا لم نسرع ولم نتأخر في الرد على هذا التعريف، منذ أن ظهر لأول مرّة نصّاً، وقبل ذلك حينما كان يطبق على الأرض، من خلال سياسة التمييز العنصري.

وقال بركة، إن "يهودية الدولة" خنجر موجه لصدورنا ووجودنا، فهذه ليست قضية قانونية أو حقوقية، بل هي قضية وجودية بالنسبة لكل الفلسطينيين في البلاد خاصة، والشعب الفلسطيني عامة، والسؤال الذي يجب أن يسأل، كيف اصبحت اسرائيل "دولة يهودية"؟، والجواب، أنها طردت شعب هذه البلاد من وطنه، واستقدمت ابناء الديانة اليهودية من الخارج على اسس صهيونية، فهل يُطلب منا نحن الشعب الضحية أن نقر ونعترف بمصطلح كهذا.

ماذا تعني يهودية

وتابع بركة قائلا، إن "يهودية الدولة" تعني أننا نحن كفلسطينيين خارج المواطنة الكاملة، وخارج الحق في البقاء في وطننا، لأن هناك من يضع افضلية لليهود، وهناك من يحدد نسبة وجودنا هنا، وعلينا ان لا نتجاوزها، والأهم، أن هذا التعريف يعني شطب حق عودة اللاجئين كليا إلى وطنهم، فهل مطلوب منا أن نقبل بهذا التعريف.

وشدد بركة على أن هذا الطرح هو شكل من القهر الجديد، الذي لا يمكننا أن نقبل به، وأكد أن هذا الطرح الذي بدأت به تسيبي ليفني وطوره بنيامين نتنياهو ليكون أخطر، جاء ليجهض الحل السياسي للقضية الفلسطينية.

ولفت بركة إلى ما قاله الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة بأن اسرائيل تعد لنكبة ثانية لشعبنا الفلسطيني، ومن يعتقد أن هذه النكبة ستكون من نصيب أهلنا في الضفة والقطاع فقط فهو مخطئ، بل نكبة لنا ايضا من خلال تعريف "يهودية الدولة".

وقال بركة، إن شعارنا السياسي في مواجهة هذا التعريف يجب ان يحمل أمرين مركزيين، مطلب المساواة الكاملة لنا كمواطنين، والحرية والاستقلال لشعبنا الفلسطيني، فنحن نملك موقعا مختلفا ولكن نساهم في معركة التحرر لشعبنا، وعلينا واجب وطني وأخلاقي وسياسي للمشاركة في هذا النضال، بمعنى أننا نريد أن نؤدي دورنا من خلال موقعنا.

نحن لسنا مهاجرون

ورفض بركة خلال الندوة، تشبيه القوانين العنصرية التي يسنها الكنيست، خاصة في السنوات الأخيرة، وحتى الادعاء انها لم تصل بعد إلى مستوى ما يتم اعداده في اوروبا، وقال بركة، إننا نرفض كل اشكال العنصرية أينما كانت، وطبعا ضد المهاجرين في اوروبا، ولكننا لسنا هنا مهاجرين من شمال افريقيا وآسيا، بل نحن هنا ابناء الوطن وجاء الينا مهاجرون من كل انحاء العالم، وحقنا هنا بالمواطن مربوط اساسا بحقنا في وطننا وطن الآباء والأجداد.

الدولة الواحدة كارثة

ورد بركة في مداخلته على طرح "الدولة الواحدة" بدلا من حل الدولتين، وأكد أن حل الدولة الواحدة يعني أولا تشريع الاستيطان، طالما انها دولة واحدة، ثانيا دولة كهذه ستكون دولة أبرتهايد واخضاع الشعب الفلسطيني كله تحت سياسة التمييز، فلا يتوهم أحد أن قادة الصهيونية سيقدمون الدولة على طبق ويقبلون بدولة ثنائية القومية.

أول من واجه يهودية الدولة

وفي مداخلته، أشار الدكتور الحقوقي يوسف تيسير جبارين إلى تاريخية طرح نص "يهودية الدولة" حينما ظهر هذا في قانون في الكنيست في العام 1985، بهدف عرقلة دخول الكتل العربية إلى الكنيست، ويومها واجه هذا القانون عضو الكنيست الراحل توفيق طوبي، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في حينه، وقال إن هذا القانون يأخذ اسرائيل إلى دولة الأبرتهايد، إننا نريدها دولة لجميع مواطنيها العرب واليهود متساوي الحقوق

وفي كلمته طرح النائب طيبي مقولة "دولة كل قومياتها" من أجل ضمان الحقوق المجتمعية والقومية، وتحدث عن جوانب التمييز وتضييق جميع مجالات الحياة للمواطنين العرب.

وقال المحامي شلومو كوهين، إن تعريف "يهودية الدولة" يحظى باجماع صهيوني، ودافع عنه، بزعم انها ستكون دولة "يهودية وديمقراطية" حسب تعبيره.