خبر « الشقاقي » كان معتقلاً حينها.. « الإعلام الحربي » يُبحر في ذاكرة مفجر ثورة السكاكين بذكرى عمليته الـ3

الساعة 07:52 ص|28 سبتمبر 2012

الاعلام الحربي

بين فكي الظلم والقهر وقع شعبنا الفلسطيني فريسة سائغة لهذا العدو الجبان، لم نكن نملك سوى سلاح الإرادة والصبر للبقاء على هذه الأرض أمام أعطى قوة همجية لا تعرف إلا لغة القتل والدم.

 
للذكريات العظيمة مكانة خالدة في نفوس من قام بها، وهي محط عزة وفخار لكل شعبنا وامتنا، وفي ظل هذه الأجواء الجهادية المشرفة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ومع إطلالة الذكرى الـ31 لتأسيس حركة الجهاد والانطلاقة الـ25، تزامناً مع الذكرى الـ17 لرحيل الأمين العام المؤسس فتحي الشقاقي، كان لا بد لـ"الإعلام الحربي" الا وان يقلب صفحات المجد والإباء في تلك الأيام المباركة، صفحات كتبها التاريخ لتصبح أياماً مشرقة في معركة الصراع المتواصلة بين الحق والباطل.

 
فكانت ثورة السكاكين الجهادية التي فجرتها وقادتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان على رأسها الأسير المحرر القائد خالد الجعيدي من سكان مدينة رفح الشقاقي، والقيادي بحركة الجهاد الإسلامي، الذي استرجع لـ"الإعلام الحربي" ذكرى تفاصيل عملية الطعن الثالثة التي نفذها في مثل أمس الموافق 27 – 9 والتي قتل فيها الجندي الصهيوني "حاييم دافيد غردان" بمدينة غزة.

 
تفاصيل العملية

حيث قال: "كان الموعد في الـ 27 من شهر سبتمبر والذي كانت فيه جميع الظروف تدفعني للقيام بعملية، وقد أعلن وزير الحرب الصهيوني في حينها المدعو "اسحق رابين" سياسة القبضة الحديدية على الشعب الفلسطيني في كل مواقعه، وهذا السبب هو ما دفعني بقوة لتنفيذ تلك العملية، ناهيك عن ممارسات الاحتلال التي كان يمارسها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وكافة المناطق المحتلة بفلسطين".


وأضاف المجاهد الجعيدي: "في  توقيت هذه العملية كان لي أخ أكبر مني يعتزم الزواج، وقد سألني في عن هديتي التي سأهديه إياها بتلك المناسبة، فأجبته بأنني سأهديه هدية لم يهدى مثلها لأحد من قبل، ويوم الفرح ذهبت إلى شارع عمر المختار بمدينة غزة، وأخذت أبحث عن هؤلاء الصهاينة وقدر الله أن أعاني الله على صلاة ركعتين قبل تنفيذ العملية، كما العمليات السابقة  فقد كنت أصلي ركعتين في المسجد العمري وأقوم بتنفيذ العملية، وفي ذلك اليوم ما أن انتهيت من الصلاة وخرجت من الباب الغربي واذ تقع عيناي على اثنين من الجنود الصهاينة على مدخل السوق، فقررت أن أقتل الاثنين وتوجهت في البداية مسرعاً إلى أحدهم ويدعى "حاييم دافيد غردان" وسألته باللغة العبرية حتى أتأكد من أنه يهودي، وعندما تأكدت من ذلك الوقت قمت بطعنه بالسكين طعنة واحدة في رقبته كانت كفيلة  لقتله على الفور، أما صاحبه  فقد فر هارباً خوفاً ورعباً من المكان".

 
وتابع حديثه لـ"الاعلام الحربي" قائلاً: "بعدها خرجت من مكان الحادث وكنت عندما أنفذ هذه العمليات أنفذها دون لثام على وجهي وأكون بين أهلي وشعبي ويحميني آلاف المواطنين الذين يتجولون في السوق خصوصاً وأنني كنت أختار يوم السبت لتنفيذ عملياتي وكان هذا اليوم الأشد إقتظاظاً بالصهاينة عن غيره من أيام الأسبوع في تلك المنطقة، كان يتمتع الجندي الصهيوني الذي قتلته في تلك العملية ببنية قوية وجسم رياضي وعمر لا يتجاوز الثلاثون عاماً، وما أود أن ذكره بأن جميع من قتلوا في عملياتي كانت لا تتجاوز أعمارهم عن ذلك العمر، أنهيت العملية ورجعت إلى بيتي بسلام هادئ البال ومعافى الجسد، بعدما قمت بما يمليه علي الواجب الإسلامي والجهادي والأخلاقي".

 
ردة الفعل الصهيونية

أما بالنسبة لردة الفعل الصهيونية في حينها قال المحرر الجعيدي: "بالنسبة للصهاينة كانت تحليلاتهم إلى حد ما تميل إلى الواقعية تارة وتميل إلى المبالغة والتهويل تارة أخرى، فكانت تحليلاتهم الواقعية تقول بان الذي يقوم بهذه العمليات هو شخص واحد، لأنني كنت لا أضرب إلا ضربة واحدة بالسكين، وكانت كافية لأن توقع القتلى في صفوفهم، وكان هذا دليلاً يؤكد على ان من يقوم بتلك العمليات هو شخص واحد وليست مجموعة".


وأضاف: "أما تحليلاتهم المبالغ فيها فكانت تقول بأن المجاهد الذي يقتل جنودهم قد تدرب في لبنان ما يزيد عن 6 أشهر على السكين، حتى وصل إلى حد الاحترافية في الأداء واختيار الفريسة، وما لم يعلمه الصهاينة، أن الدافع الأول والأخير لتنفيذ العمليات ضد هم هو دافع العقيدة وحب الجهاد والشهادة وهي تلك الأسباب التي دفعتني بشجاعة  للانقضاض على جنودهم وأوقع القتلى بين صفوفهم دون تخطيط ولا تدريب وإنما بتوفيق من الله عز وجل".

 
ذكرى الشقاقي

وفي هذا المطاف كان لا بد لـ"الإعلام الحربي" إلا وان يعرج في هذه المناسبة المباركة على الذكرى الـ17 لرحيل الشهيد المعلم فتحي الشقاقي مع مفجر ثورة السكاكين الجهادية المحرر الجعيدي، وما هي رسالته للشقاقي في ذكرى ارتقائه نحو علياء المجد والخلود. حيث قال: "كان الدكتور الشقاقي رحمه الله في تلك الفترة معتقلاً في سجن غزة المركزي، وكان يعلم وهو في داخل المعتقل بهذه العمليات ويعلم بأنني أقف وراء تنفيذها، وقد عشت معه في بعض مراحل الأسر حيث أذكر ليلة اعتقاله بأنني قد قضيتها معه، وفي بداية اعتقالي ودخولي السجن اجتمعنا في غرفة واحدة،  وقد أطلق علي في حينها اسم " خالد الاسلامبولي" وأذكر جيداً أول يوم قابلته فيه، حيث استقبلني وألقى كلمة ترحابية وشبه قتلي لليهود حينها بذبح الخراف.

 
ومضى يقول: " ذكرى معلمنا الشقاقي تطل علي اليوم وأنا خارج السجن، فأستذكر ذلك المجاهد الانسان والشاعر والأديب والمفكر، وأقول ما كان يقوله لنا دائماً رحمه الله (اقرأ حتى تنطفئ عينيك) ".


وزاد بالقول: "كان الشقاقي يوصي الجميع بأن يجعلوا علاقتهم مع الله قوية في تلك المرحلة بالذات والتي تمر بها الحركة الإسلامية من خلال تعميق التربية الإيمانية والوعي الجهادي".

 
وفي هذه المناسبة المجيدة أبرق المحرر خالد الجعيدي بالتحية الجهادية المباركة للأسرى الابطال الذين مازالوا يدفعون ضريبة انتمائهم لوطنهم وعقيدتهم زهرة أعمارهم خلف غياهب الزنازين والسجون الصهيونية. حيث قال لهم: "أقول لكم ايها الاحرار اصبروا وصابروا حتى يأتي وعد الله لكم وتتحرروا من تلك السجون الظالمة بإذن الله كما تحررنا بفضل الله اولاً ثم بفضل سواعد المجاهدين الابطال".