خبر الديمقراطيون والأكاذيب الصغيرة- اسرائيل اليوم

الساعة 04:10 م|27 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

الديمقراطيون والأكاذيب الصغيرة- اسرائيل اليوم

بقلم: دانيال بايبيس

(المضمون: لم يعد الديمقراطيون في امريكا قادرين على اخفاء برود علاقتهم باسرائيل برغم انكارهم ذلك - المصدر).

نشب في المدة الاخيرة اختلاف يتصل بالقدس في المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي يعطي في سياق أحداث فهما مهما لابتعاد الحزب السري عن اسرائيل. أبلغت صحيفة "واشنطن بري بيكون" ان "القدس لم تُذكر" في برنامج الحزب الديمقراطي الجديد، ويعتبر هذا أمرا جديدا لأنه منذ قُرر القانون الامريكي في 1995 وهو انه يجب ان يُعترف بأن القدس عاصمة دولة اسرائيل، عادت هذه النقطة وكُررت في جميع برامج الحزبين الكبيرين الانتخابية. ان برنامج الحزب الجمهوري هذه السنة مثلا يتناول "اسرائيل وعاصمتها القدس".

جاءت الردود على صمت الديمقراطيين فورا. فقد سمّت جنيفر روبين ذلك في صحيفة "واشنطن بوست" "اعلان السياسة غير المؤيدة لاسرائيل بأكثر الصور ثورية على يد حزب كبير منذ نشأت دولة اسرائيل". ووجد نتان ديامنت من المنظمة اليهودية الارثوذكسية، يونيون (أو يو) ذلك الشيء "مخيبا للآمال جدا"، وسمى بول ريان هذا الحذف "مأساويا"، وعبر ميت رومني عن أسف لأن الحزب الديمقراطي كله احتضن "رفض اوباما المخجل للاعتراف بأن القدس هي عاصمة اسرائيل".

ورد الديمقراطيون بسرعة لا تقل عن ذلك. فقد قيل للنواب في المؤتمر الوطني الديمقراطي ان "الرئيس اوباما يعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ويجب على برنامجنا الحزبي ان يعترف بذلك ايضا". وطلب رئيس بلدية لوس انجلوس، انطونيو فيلريا جوسا، إليهم ان يصوتوا بنسبة 2: 1 لاجازة تعديل البرنامج بحسب الخطوط المذكورة آنفا. بيد أنه في اللحظة الاخيرة غير الموثقة للمؤتمر سُمعت "اللاءات" في التصويت عالية مثل "نعم" إن لم تكن أعلى منها، وطلب فيلريا جوسا الذي بدا مبلبلا تصويتا آخر وحصل على النتيجة نفسها. وأمرته عضو البرلمان هيلن مكبادن قائلة: "يجب عليك ان تفصل وان تدعهم يفعلون ما يفعلون". وطلب فلريا جوسا المطيع تصويتا ثالثا وكانت "اللاءات" مرة اخرى مثل "نعم" على الأقل. لكن فلريا جوسا هذه المرة قضى بأن "الرئيس يرى ان الثلثين صوتوا مؤيدين وقُبل الاقتراح". وإذ شعر النواب المعادون لاسرائيل بأنهم خُدعوا صاحوا صيحات الاستنكار.

أبطل آلن دارشوفيتس من هارفارد صيحات الاحتقار هذه التي كأنما تعبر عنها "جهات عاصية". وأعلن السناتور تشارلز شومير (وهو ديمقراطي من نيويورك) أن "الجميع يعلمون" أن "الأكثرية الكبرى الحاسمة" من الديمقراطيين ترى ان القدس هي عاصمة اسرائيل الكاملة. وأعلن في مقابلهم النشيط المعادي لاسرائيل جيمس زغبي انتصار طرفه. من منهما على حق؟ لا أحد. ان دارشوفيتس وشومير مخطئان بانكارهما ان قوى معادية لاسرائيل تقوى في الحزب الذي أخذ يُسخن العلاقة بالاسلاميين ويفخر برئيس فهمه للشرق الاوسط يشبه فهم ادوارد سعيد أكثر من ان يشبه فهم برنارد لويس كما صاغت ذلك "الناشيونال ريفيو". فمن الحقائق ان الآراء في شمل القدس قد اختلفت بصورة متساوية بين نواب الحزب. لكن بعكس رأي الزغبي فان حاجة اوباما الى التدخل بصورة شخصية وتغيير برنامج الحزب تشير الى مبلغ سعة تأييد الجمهور الامريكي لاسرائيل والى أن برود العلاقة باسرائيل يضر بالانتخابات القطرية.

ان الشيء المنطقي والاخلاقي الذي كان يجب على مكبادن ان تفعله هو ان توجه فلريا جوسا الى الحكم بأن اقتراح التعديل قد رُفض أكثر من ان تأمره بأن يتجاهل عددا من النواب ويُجيز بالقوة التعديل الموالي لاسرائيل. ومن المؤسف جدا ان هذا العرض السخيف يلائم نموذجا أكبر من التلون في الحزب الديمقراطي فيما يتعلق باسرائيل. واليكم مثلا ثلاث وقائع:

اتهمت رئيسة المؤتمر الوطني الديمقراطي دابي فيسرمان – شولتز صحيفة "واشنطن اغزمينر" في الفترة الاخيرة باقتباس غير صحيح من كلامها "على عمد" إذ قالت ان السفير الاسرائيلي زعم ان الجمهوريين "خطيرون على اسرائيل" وهي في واقع الامر كذبت في تصريحين – تصريح السفير ثم انكارها ما قالته فيه هي نفسها.

ومثال آخر هو فيلم المجلس الديمقراطي اليهودي الوطني القصير – "ما الذي يعتقده الاسرائيليون في اوباما؟" – الذي "عالج" حقا التصريحات المضادة للرئيس التي صدرت عن اسرائيليين وحولها الى تصريحات مؤيدة له.

وأخيرا صنّف البيت الابيض من جديد صورا في موقعه الرسمي على الانترنت في السنة الماضية وحذف تعبيرات "تمس بالمشاعر" ومنها "القدس، اسرائيل".

يتظاهر الديمقراطيون بأنهم موالون لاسرائيل (لاسباب انتخابية) في حين أنهم باردون في علاقتهم بالدولة اليهودية (لاسباب عقائدية). وتصبح تحريفاتهم غير ناجعة أكثر فأكثر، ولاذعة ومُنفرة.