خبر لاجئو الدول العربية من اليهود أولا -اسرائيل اليوم

الساعة 04:07 م|27 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

بقلم: غيلا غملئيل

(المضمون: يجب على المؤسسة الاسرائيلية عامة ان تعمل في نشاط وجد لابراز قضية اللاجئين اليهود من الدول العربية وحقوقهم المغتصبة - المصدر).

بدأت بسبب الصراع العربي الاسرائيلي في ايام الدولة الاولى حملة شبه منهجية للقضاء على الوجود اليهودي في الدول العربية وايران واضطر يهود كثيرون الى ترك اماكن سكنهم في أعقاب معارضة الحكومات العربية الاجراءات التي قادتها الحركة الصهيونية في ارض اسرائيل.

عُقد في هذا الشهر مؤتمر دولي في شأن العدل للاجئين اليهود الآتين من الدول العربية وايران. ولهذا المؤتمر ولقضية اللاجئين اليهود أهمية قومية من الطراز الاول. ان واجب دولة اسرائيل التاريخي والاخلاقي هو ان تقود خطة استراتيجية تعيد العدل التاريخي لهؤلاء اليهود. ان الاعتراف الدولي بحقوقهم التاريخية شرط ضروري للتوصل الى سلام حقيقي مع الفلسطينيين لأن تناولا من طرف واحد مُحرفا لقضية اللاجئين لا يمكن ان يكون حلا حقيقيا عادلا في اطار الصراع. وتذكرون ان القرار 242 كُتب بهذا الهدي من غير تناول فقط للاجئين الفلسطينيين.

يجب ان يقوم الأساس المركزي للخطة الاستراتيجية على جمع معطيات وتوثيق أملاك اللاجئين الخاصة والجماعية ليهود الدول العربية وايران بصورة تُمكّن من تقديرها. ويجب على اسرائيل لذلك ان تنشيء جسما دوليا مستقلا. ولعنصر الزمن في هذه القضية أهمية حاسمة لأن جزءا مركزيا من هذا التوثيق يعتمد على الذاكرة وعلى شهادة اللاجئين حيث الحديث للأسف عن جيل أخذ يختفي بسبب عمرهم.

هناك عنصر مهم آخر في الخطة وهو الحاجة الى انشاء صندوق دولي بمقتضى مخطط كلينتون وروح المبادرة السعودية؛ وهو صندوق يؤدي الى نقض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ 58 والى منحهم الجنسيات في البلدان التي يسكنون فيها، ويُمكّن في نفس الوقت من تعويض يهود الدول العربية وايران عن الأملاك والمعاناة الكثيرة التي كانت أعلى كثيرا من أملاك الفلسطينيين ومعاناتهم.

وتوجد حاجة الى ذلك، الى انشاء متحف لتخليد مئات الجماعات اليهودية التي كانت تسكن في أنحاء شمال افريقية وفي الشرق الاوسط والخليج الفارسي مدة تزيد على ألفي سنة، أي قبل نشوء الاسلام والدول العربية بسنين طويلة. وهكذا يستطيع كل زعيم اجنبي يزور اسرائيل ويستطيع الطلاب في جهاز التربية ان يفهموا مصير اليهود جميعا فهما أفضل.

وفي نطاق التخليد ينبغي تحديد يوم ذكرى وطني يُخلد للأجيال الحقائق التاريخية ومعاناة اليهود من لاجئي الدول العربية ويعزز النشاط البحثي في مراكز البحث مثل "ياد بن – تسفي"، والجامعات، وبيت الجاليات وما أشبه.

وهناك عنصر مهم آخر هو الحاجة الى انشاء توازن في جهاز التربية في كل ما يتعلق بحكاية تاريخ يهود الدول العربية وايران في مقابل تاريخ يهود اوروبا. لماذا يدرس كل ولد في اسرائيل تقريبا اعمال التنكيل في كشينيف حيث قُتل 49 يهوديا لكنه لا يدرس ما حدث في فرهود أو اعمال التنكيل في عدن وطرابلس والمغرب واضطهادات كثيرة اخرى في العالم الاسلامي؟.

وللدعاية الدولية ايضا أهمية كبيرة وينبغي من اجل ذلك الدفع الى الأمام بنشاط في اطار وزارة الخارجية. ان ابراز قضية اللاجئين اليهود في برنامج العمل الوطني والدولي وتخليدهم والاصرار القوي على حقوق الشعب اليهودي ستكون ورقة مساومة مهمة لمواجهة حملة سلب اسرائيل شرعيتها باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية. وستقوي ايضا حقنا في ارض اسرائيل وتقوي احتمال سلام حقيقي على أساس اقليمي.