على شرف الذكرى الأولى لاستشهاد الفنان رماح الحسني

بالصور بالصور: ازدحام كبير .. معرض للوحات الفنية يجمع الماضي بالمعاصر

الساعة 11:04 م|24 سبتمبر 2012

غزة- (خاص)

"ازدحام شديد لم يسبق له مثيل.. ومثقفون يتجولون في مساحة ضيقة للتعرف على ما يعرض.. وزوايا مقسمة بشكل هندسي رائع.. صورة شخص تظهر تجاعيد الكبر على وجنتيه ويحمل بين يديه طابو أرض.. وأطفال ينظرون خلفهم لمشاهدة حدث ما وخلفيتهم عبارة عن جرائد منوعة.. وغيرها الكثير من الصور المعبرة.."

هذا جانب من المعرض التشكيلي الذي نظمته مجموعة جذور الفنية على شرف الذكرى الأولى لاستشهاد الفنان التشكيلي رماح الحسني تحت عنوان "ملامح وتحدي" حيث يحتوي المعرض على جانب خاص في أعمال رماح النفية المكتملة والغير مكتملة.

الاحتلال يحارب الفن

والد الشهيد رماح فايز الحسني المسئول عن مجموعة جذور الفنية قال :"إن هذه الأعمال هي لمسة وفاء من الفنانين لروح الشهيد رماح في الذكرى الأولى لاستشهاده على يد الاحتلال الصهيوني.

وأضاف الحسني لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، :"الشهيد رماح غاب عنا جسداً ولكن الاحتلال الصهيوني لم يستطيع أن يغيب روح الشهيد رماح وكل الشهداء من خلال الأعمال الفنية التي جسدها رماح.

وأوضح بان رماح صاحب ريشة رائعة ومتميزة في الفن التشكيلي فهو يعبر عن مأساة الشعب الفلسطيني من اللجوء إلى الاعتقال إلى الحصار إلى المعاناة اليومية التي يعانيها المواطن الفلسطيني.

وشدد الحسني على أن ما يميز المعرض هو الحضور اللافت من أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد والمشاركة المميزة بأكبر عدد من الفنانين قائلاً :"لأول مرة يشارك 48 فنان في معرض تشكيلي بغزة".

وعن بعض اللوحات الفنية أكد الحسني على أن الفنان الفلسطيني مبدع في أعماله خاصة أنه يعبر عما يشعر به وعما يعانيه الشعب الفلسطيني من معاناة وواقع مرير لمخاطبة العالم بأن الشعب الفلسطيني موجود بأرضه ولن يتنازل عنها.

كما أكد على أن الفنان الفلسطيني لم يترك المعاصرة أبداً بل هو مزيج بين المعاصرة وبين الماضي فهو حضارتنا العريقة، متابعاً قوله :"الفنان يكون له رسائل وأهداف ومضامين من خلال لوحته الفنية بغض النظر عن التوجهات لبعض الفنانين المعاصرين الذين يتمسكون بالفن الغربي دون النظر بالفن الفلسطيني العريق من خلال النكبة والنكسة والاعتقال والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني كل يوم.

شرح لوحات فنية

ففي زاوية أخرى من المعرض يقف أحد الفنانين يشرح للحضور عن رسوماته ويوضح لهم المضمون الذي تحتويه لوحته.. "بلوزة بيضاء اللون تعتلي سلم وتريد الصعود إلى السماء" هكذا هي اللوحة باختصار.

وللتعرف عن مضمون هذه اللوحة قال الفنان محمد مغاري صاحب تلك اللوحة الفنية لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :"إن هذه اللوحة تعبر عن صعود روح الإنسان إلى السماء"، مؤكداً بأن الصعود صعب حتى في مسألة الموت فلا بد أن  يكون هناك صعوبات، مضيفاً اخترت اللون الأبيض "للبلوزة" للتعبير عن الكفن وهو روح الشهيد عندما تصعد إلى السماء العلى".

أما عن لوحته الأخرى وهي عبارة عن رجل تظهر عليه تجاعيد الكبر قال :"هذه اللوحة تذكرني بالماضي في النكبة الفلسطينية والطابوا الذي يحمله هذا الرجل مكتوب عليه القدس ويافا وحيفا وعكا وكل الأراضي الفلسطينية كناية عن أن الأرض ليست للبيع.

أما قصة اللوحة الفنية التي يظهر فيها الأطفال على دراجتهم وهم عائدون من المدرسة للبيت فقد أكد الفنان محمد الحاج والذي أعد تلك اللوحة الفنية :"على أن لوحته تعكس مظاهر غير مباشرة تظهر فجأة أمام الأطفال وهم عائدون إلى بيوتهم من زحمة السيارات ومشاكل المواطنين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عن طريق الجرائد".

يدلل على وعي الشباب

فيما عبر الناشط الثقافي عصام الشوا عن سعادته للمعرض التشكيلي وعما احتواه من لوحات فنية تعبر عن المأساة التي يعيشها المواطن الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، قائلاً :"هذه اللوحات تعبر عن الدمار والخراب والأفراح والأحزان والمقاومة والأسير.

وأكد لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية عن أن للمعرض يدلل على أن الشاب الفلسطيني أصبح لديه فكر ووعي ثقافي بأن للثقافة والفن التشكيلي دوراً كبيراً في إبراز القضية الفلسطينية على الساحة العربية والإقليمية والدولية.

وتمنى الناشط الثقافي الشوا، أن تنتشر هذه الأعمال الفنية الجميلة إلى الدول العربية والغربية حتى يتعرفوا على أن الشعب الفلسطيني له دولة وأن شعب غزة محاصر ويريد دولة فلسطينية.

عرس فني حقيقي

فيما قال الفنان التشكيلي باسل العطاولة، :"هذا عرس فني حقيقي لأول مرة تشهده مدينة غزة بهذا الحجم من الفنانين الممزوجين بين المخضرمين وبين المعاصرين ومن اللوحات الفنية الجميلة المتنوعة

وأكد العطاولة لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، بأن كافة اللوحات الفنية متناغمة وتدلل على وجود حركة فنية حقيقية ونهضة موجودة بغزة تبشر بالخير وبمستقبل مشرق جميل للفن الفلسطيني بغزة، مشيراً، إلى أن هناك احساس عميق في الوعي واللاوعي عند الفنان الفلسطيني وخاصة في غزة فهناك تعبير جميل عن التراجيدية الفن الفلسطيني.


معرض للفن
معرض للفن
معرض للفن
معرض للفن
معرض للفن
معرض للفن
معرض للفن