خبر العودة الى أخطاء1973- هآرتس

الساعة 11:06 ص|24 سبتمبر 2012

العودة الى أخطاء1973- هآرتس

بقلم: يهودا بن مئير

(المضمون: تريد القيادة الاسرائيلية الحالية ودوائر اليمين الاسرائيلي بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه الى الأبد وهذا غير ممكن - المصدر).

        أُصيب الجمهور في اسرائيل بزعزعة وبحق بسبب الكشوف التي أثارتها في الاسبوع الماضي الشهادات التي أُدلي بها أمام لجنة اغرينات عما سبق حرب يوم الغفران. وتصور الشهادات صورة قاسية لسكون وتجاهل من قبل المستوى المدني والامني، وغفلة عن كل التحذيرات مما كان يوشك ان يحدث. ويمكن ان نتفهم الدهشة التي أصابت الجمهور بازاء الكسوف وعلاج القادة الفاشل الذين كانوا يحظون في ذلك الزمان بثقة كبيرة جدا من الشعب – وهو كسوف سبّب مأساة فظيعة وزعزع أساطين الدولة.

        ذكرني الشعور القاسي بالصدمة الشعورية التي مرت بي حينما قرأت إذ كنت عضوا في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، الجزء السري من تقرير لجنة اغرينات – وهو لا يُصدَق ببساطة. وخطر ببالي كلمات سفر المزامير: "لهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها".

        لكن السؤال المهم الذي يجب ان نشغل أنفسنا به هو كيف حدث ذلك، فالحديث عن ناس حكماء وذوي مسؤولية وذوي شعور وطني مشحونين بشعور بالرسالة، ويلتزمون ضمان أمن اسرائيل. كيف رفضوا وأخفوا مسيرة سياسية امريكية مصرية ربما كانت تستطيع منع الحرب، وكيف لم يروا الخطر المقترب. هناك من يحاولون تفسير ذلك بالصلف والتكبر والثقة المفرطة بالنفس. وليس هذا هو الجواب وليس هو بالتأكيد الجواب الكامل. فغولدا مئير وموشيه ديان ودافيد (دادو) اليعيزر وتسفي زمير لم تكن هذه الصفات تميزهم بصورة خاصة. فالجواب أعمق ويكمن فيه درس حيوي لايامنا هذه.

        تكمن المأساة في الأساس في وهْم الوضع الراهن. ان احدى لعنات الجنس البشري القاسية هي الميل الى عشق الوضع الراهن الذي يكون آسرا جدا احيانا ودافئا جدا ولذيذا جدا ومريحا جدا، وأن ينسى الوضع الراهن بحسب تعريفه هو راهن، أي صحيح الآن ولا يمكن ان يبقى الى الأبد. وكانت خطيئة القيادة عشية حرب الغفران أنها كانت سجينة وهْم الوضع الراهن "الجيد" وآمنت بأنه سيبقى الى الأبد.

        يصعب ان نقول إننا استخلصنا الدرس، لأنه يوجد بيننا اليوم ايضا كثيرون يعشقون الوضع الراهن ويُعلقون ثقتهم به. كان يكفي ان نرى فرح حلقات اليمين وحماستها لتصريح ميت رومني بأنه لا أمل في تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين وأنه لا أساس لحل دولتين للشعبين. اذا تجاوزنا سؤال هل ما يقوله رومني عشية انتخابات لجماعة من اليهود الأثرياء في فلوريدا يمكن ان يدل حقا على ما ستكون سياسته عليه في المستقبل، واذا تجاوزنا حقيقة ان احتمالات انتخابه ضعيفة – هل هذه هي البشرى التي يتمناها شعب اسرائيل؟ وهل تستطيع دولة اسرائيل ان تبقى دولة يهودية في الوضع الحالي؟.

        صحيح ان اسرائيل ليست المذنبة في جمود المسيرة السياسية فالمسؤولية عن ذلك ملقاة في أكثرها على القيادة الفلسطينية. لكن هل يجب علينا ان نجعل الجمود وضعا مثاليا أم أنه يجب ان نعمل بما أوتينا من قوة كي نكسره؟ ان الذي يقدس الوضع الراهن ويتخلى عن مبدأ دولتين للشعبين الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ايضا يفضي بالضرورة الى دولة ثنائية القومية وبهذا ينتهي حلم عمره ألفا سنة ان نكون شعبا حرا في ارضنا - وإن لم يكن ذلك فيها كلها – مع أكثرية يهودية صلبة الى الأبد.

        يقول موسى ابن ميمون ان رسالة البوق هي: "استيقظوا أيها النيام من نومكم وانتبهوا أيها الغافون من غفوتكم". ويحسن ان نصغي الى صوت البوق.