خبر « المحررة » عبير عوده.. قصة قتل بدأت قبل 10 سنوات !

الساعة 06:28 ص|24 سبتمبر 2012

رام الله

 

بعد عام واحد من الاحتفاء بها و المئات من الأسرى و الأسيرات الفلسطينيين المحررين في إطار ما تعرف بـ"صفقة شاليط"، أعادت "المحررة" عبير عودة، يوم الخميس 20 أيلول الجاري ، تذكير الناس الفلسطينيين، بمن فيهم الوزراء و المحللين و منظمي المهرجانات و مسئولي المؤسسات التي تعنى بقضايا الأسرى – أعادت تذكيرهم بأن السجن لا يزال يسكنها و عشرات آخرين على نحو أكثر قسوة مما يتخيل البعض.

 

"المحررة" عبير عوده التي أمضت 9 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتهمة مقاومة الأخير( كانت اعتقلت في منتصف آذار عام 2003 – عمرها الآن 32 عاما )، بينها 5 سنوات و نصف السنة في العزل الانفرادي، كأنما أرادت بمحاولتها إضرام النار في نفسها على الملأ لفت الانتباه إلى أنها لا تزال على "قيد السجن" و تحتاج، من بين أشياء كثيرة، ما هو أكثر من مرتب شهري يؤمن لها كفاف يومها .

 

قال الشاب أحمد زويد الذي خطب المحررة "عوده" قبل أقل من الشهر لـ دوت كوم: أنها سألته عند خطبتها "ماذا تقول العروس لعريسها ؟!"، بينما واصلت منذ خروجها من السجن العيش بـ"روح معذبة"؛ جراء صنوف التعذيب الجسدي و النفسي الذي تعرضت له خلال سنوات الاعتقال، مشيرا إلى أن إحساسها بـ"الإهمال" ( يقصد عدم الانتباه إلى أهمية إعادة تأهيلها بعد السجن ) ومعاناتها بفعل أكثر من مرض و اضطرارها إلى تناول أنواع من الأدوية دون إشراف طبي، بينها أدوية مضادة للاكتئاب، إضافة إلى عدم قدرتها على شراء ما تحتاجه من أدوية ؛ كل ذلك ساهم في دفعها إلى الإقدام على محاولتها لإحراق نفسها في ميدان المنارة و سط رام الله / البيرة .

 

 في الإطار، عبر الشاب "زويد" ( 34 عاما) بمرارة حيال الطريقة التي تناولت بها و سائل إعلام مختلفة محاولة عبير إضرام النار في جسدها، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تلك، إضافة إلى "أوساط" اهتمت بإطلاق الفتاوي الشرعية كان يتوجب عليها تناول الظروف التي دفعت أسيرة مناضلة إلى حالة باتت ترى معها أن الموت أرحم من الحياة، موضحا في هذا المجال أن عبير لا تتمكن من مشاهدة والدتها الخاضعة لـ"الإقامة الجبرية" في بلدة رهط البدوية بمنطقة بئر السبع وراء "الداخل المحتل"، فيما يعيش أحد أشقائها الستة المحررين مثلها من سجون الإحتلال، وهو مصاب بإعاقة جسدية جراء إصابته برصاص الإحتلال - يعيش أوضاعا صعبة تستحق الإلتفات .

 

من جهتها، قالت محافظة رام الله و البيرة ليلى غنام لـ "لقدس" دوت كوم ، أن "حالة التعذيب المستمرة" التي تعيشها الأسيرة عبير عوده ليست إستثنائية، مشيرة إلى أن كل الأسرى و الأسيرات الفلسطينيين العائدين من عتمة السجون الإسرائيلية يحتاجون إلى عناية صحية دائمة و إعادة تأهيل لمساعدتهم على الإندماج مجددا في الحياة المجتمعية، وهو واجب – كما قالت – يقع على عاتق مؤسسات السلطة الوطنية و المؤسسات الأهلية و غير الحكومية التي تتقاضى أموالا غير قليلة لأجل ذلك .

 

يشار إلى أن الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، كان أصدر تعليماته بمتابعة أوضاع الأسيرة المحررة عبير عوده و تقديم كل ما يلزمها في المجال الصحي أو لجهة المساهمة في إعادة إندماجها في الحياة الإعتيادية .