خبر امتحان الجنرال- يديعوت

الساعة 10:35 ص|23 سبتمبر 2012

بقلم: سمدار بيري

ان جدلا آسرا يحتل الاعلام المصري الآن حول اجراء أداء رئيس الاستخبارات الجديد الجنرال محمد رأفت شحادة ليمين الولاء. ان صورة المسؤول الجديد منقوشة نقشا قويا في ذاكرتنا، فقد كان ممسكا بذراع جلعاد شليط وقاده الى البيت الى الحرية، ووجهه مستتر وراء نظارتين قاتمتي اللون.

ان شحادة ذو تجربة غنية في الجهاز وهو معروف جيدا لنظرائه عندنا منذ الايام التي كان مسؤولا فيها عن "ملف غزة" ورُفع الى منصب المدير العام للاستخبارات ونائب رئيس الاستخبارات مراد موافي. وقد عُزل هذا الاخير قبل شهرين توا بعد "حادثة رفح" التي قتل فيها 16 جنديا وشرطيا مصريا.

ان موافي الذي شعر ان الارض تحترق تحت قدميه حطم الأدوات في ضجيج كبير حينما أعلن ان "الاسرائيليين نقلوا الينا تحذيرات عن عملية مخطط لها ولم يستخلص أحد عندنا الاستنتاجات على الارض". وفتح العزل الصاخب صندوقا أسود وأُبعد رئيس المجلس العسكري الأعلى الطنطاوي وفي الفرصة نفسها تخلص مرسي من رئيس هيئة الاركان ومن حكام محافظات ومن مسؤولين كبار في اجهزة الامن.

لكن خبراء أمن قدماء في القاهرة لا يحبون مراسم التعيين وهم يتحفظون ايضا من الكشف عن الاسم الكامل لـ "مدير المخابرات" ولا يتثاقلون عن توجيه انتقاد على الزيادة التي أُدخلت الى صيغة أداء اليمين. في فيلم قصير نُقل الى وسائل الاعلام ظهر الرئيس مرسي أمام شحادة ويده اليمنى فوق المصحف وهو يقول الكلمات التالية: "أُقسم بالله وبكتابه هذا ان أكون مخلصا لمصر وللرئيس ولجهاز المخابرات وأنا ألتزم بالحفاظ على أسرار العمل والتعاون مع قادتي ومرؤوسي وأن أبذل كل ما لي – روحي ودمي – للحفاظ على طهارة الجهاز وسلامته".

اذا نظرنا متنحين فان الحقيقة في ان الجدل الكبير بأنه هل يجب على الجنرال شحادة ان يُقسم يمين ولاء للرئيس أو لا يجب لم تقتطعه الرقابة كما في ايام خلت هي علامة سلامة. ان الخبراء الغاضبين خصوصا يبدو ان زمنهم قد مضى وان مرسي يحشد لنفسه نقاطا بالشفافية التي وعد بها، ولو أنه عاند لكان يستطيع ان يغلق أفواه المنتقدين بسهولة.

ان الصورة التي نشرت بعد ترفيع شحادة فورا كانت ترمي الى الاشارة الى منزلته المتميزة وعظم المسؤولية. فقد احتاج مبارك مثلا الى أكثر من عشر سنين للكشف عن مدير المخابرات. وبعد ان أنقذه الجنرال عمر سليمان من اغتيال في أديس أبابا فقط كُشف عن اسمه لأول مرة. ويجب ان نذكر ان اسم رئيس الموساد عندنا ايضا يُقال همسا من فم الى أذن واضطر قُراء الصحف الى الاكتفاء بأول حرف من اسمه. وقد استقر رأي رابين على ان يفاجيء رئيس الموساد افرايم هليفي أمام صحفيين اسرائيليين. وقد أشار رابين الى أ. بعد ان أُتم اتفاق السلام مع الاردن فقط وكان كل ذلك بفضله.

تدخل مصر الآن "الخريف العربي". ويصعب ان يصدق مع ايقاع الأحداث انه لم يمر حتى سنتان: فالمظاهرات في التحرير والطرد من القصر والجنود بازاء الشباب الغاضبين ومبارك على سرير المرضى و15 تفجيرا لانبوب الغاز والثقب الاسود للارهاب في سيناء، واختراق سفارة اسرائيل والهرب الدراماتي للحراس وانتخابات الرئاسة والمنافس الخاسر الذي هرب الى دبي وبحر نُقب في شوارع مصر ومرسي "يرجح" الوعد باحترام اتفاقات السلام.

ان حادثة تتلو حادثة. وأوراق اللعب بعد أقل من يوم من المراسم في القصر مفتوحة: ان اسرائيل غير راضية عن ايقاع "عملية النسر" المصرية ولا تستطيع ان تعمل في سيناء بقواها الذاتية. وينبغي ألا نُخرج من نطاق الامكان ان انذارا ساخنا وأنفاقا لم يسدها البدو هي بمثابة نبوءة تحقق نفسها، فمن الغد عملت على حدود غزة خلية ارهاب وقُتل ضابط الصف نتان ايل يهلومي وجرح جندي آخر. لكن التنسيق الامني يعمل وقوات شحادة نزلت الى الميدان.