خبر هل هناك خلافات بين عباس والعرب ؟

الساعة 06:24 ص|22 سبتمبر 2012

رام الله

لم يعرف السبب وراء اختيار الرئيس محمود عباس العاصمة التركية أنقرة لتكون محطته للانطلاق منها مباشرة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، لتقديم طلب حصول دولة فلسطين على صفة 'دولة غير عضو'، بدلاً من أن يكون إقلاعه من احدى العواصم العربية المؤثرة، في ظل تحليلات وتسريبات تشير إلى وجود خلاف بسبب تبني دول عربية مواقف مغايرة لموقف السلطة القاضي بالتوجه للجمعية العامة من دون تردد، وامتناعها عن تحويل المساعدات المالية لخزينة السلطة.

فالرئيس عباس وفقا لصحيفة "القدس العربي" اكتفى بزيارته التي عقدها مع نظيره المصري محمد مرسي في الخامس من الشهر الجاري، على هامش اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الذي اتخذ جملة قرارات من بينها دعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، وقبلها عقد اجتماعا مع الملك الأردني عبدالله الثاني، تم خلاله التركيز على ملف الذهاب للأمم المتحدة الشهر الجاري، من دون أن يعرج على أي من العواصم العربية قبل التوجه لنيويورك، وأرسل وفداً رفيعا من حركة فتح للسعودية، مكتفياً بزيارته الأخيرة في 13 من الشهر الماضي، على عكس خطوته السابقة في ايلول (سبتمبر) الماضي، حين شرع بحملة زيارات دبلوماسية طالت دول المشرق والمغرب، وكان للدول العربية مركز الثقل حصة الأسد.

وأعلن عقب زيارة الوفد الفتحاوي الذي رأسه الدكتور نبيل شعث أنه حصل على دعم كامل من المملكة للقيادة في توجهها إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية لدولة فلسطين.

وكان الرئيس عباس انتقد دولاً عربية لم يسمها بوقف تقديم مساعداتها المالية لخزينة السلطة، وهو أمر كرره أحد وزرائه علناً، واتهم تلك الدول بالمساهمة في حصار الشعب وإحداث الأزمة الاقتصادية والمالية، التي جعلت من قدرة السلطة على دفع رواتب موظفيها محدودة.

وبحسب ما أعلن بشكل رسمي وقت الزيارات لمصر والأردن فقد ذكرت أن الطرفين ناقشا التحركات التي ستبذل لدعم توجه فلسطين للحصول على وضع دولة غير عضو بالأمم المتحدة في المرحلة القادمة.

وكانت هناك زيارتان لعباس قبل رحلته لنيويورك، الأولى إلى الهند، الدولة النووية والمؤثرة في القارة الآسيوية، والثانية لتركيا التي يزورها حالياً والتي تشهد علاقاتها بإسرائيل حالة هي الأسوأ، على خلفية قتل تسعة من رعاياها في البحر خلال ذهابهم لمساعدة غزة.

وبحث الرئيس عباس أمس في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العلاقات الفلسطينية التركية، وسبل تنميتها وتعزيزها، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، كما وضعه في صورة تحركات القيادة الفلسطينية للتوجه إلى الأمم المتحدة.

وقال مراقبون ان خطوات الرئيس عباس تشير إلى وجود حالة من الخلاف بين القيادة الفلسطينية وبعض العواصم العربية، بشأن قرار التوجه من جديد للأمم المتحدة، لكن هذه المرة لجمعيتها العامة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية.

ورغم إحجام القيادات الفلسطينية القريبة من الرئيس عباس عن الحديث عن وجود اي خلاف عربي، والإعلان بأن هناك توافقا عربيا للذهاب للأمم المتحدة، تشير رغم ذلك المعلومات المسربة الى أن هناك بعض الدول العربية تعارض ذهاب الفلسطينيين في هذا التوقيت للمنظمة الدولية، وأنهم طالبوا الرئيس عباس في الجلسات المغلقة بأن يؤجل الملف برمته إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية، وهو ما تم بالفعل، إذ تم التوصل لحل وسطي بين الرأيين يحفظ ماء الوجه، يقضي بتقديم الطلب، وتأجيل التصويت عليه لما بعد الانتخابات.

ويعد الاجتماع الأخير لعباس بالعرب هو ذلك الاجتماع الذي عقد بمقر الجامعة العربية، خلال انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب، الذي شهد التوافق على خطوة التوجه، القاضية بتقديم الطلب، بسبب التباين في المواقف.

ويؤكد السياسيون أن هناك فرقا كبيرا بين المواقف البروتوكولية المعلنة لبعض العواصم العربية، التي تظهر في البيانات الرسمية، وبين المواقف التي يبلغها الدبلوماسيين في الاجتماعات المغلقة.

وما يؤكد بوجود خلاف شديد في الموقف السياسي بين السلطة وبعض العواصم، هو إحجام العرب عدا السعودية دفع ما عليها من مستحقات مالية لخزينة السلطة، خلافاً لما نصت عليه قمة بغداد الأخيرة بتشكيل شبكة أمان عربية للسلطة بمبلغ شهري يصل لـ 100 مليون دولار، لمساعدتها على تجاوز أزمتها التي خلقها تخلف المانحين عن دفع ما عليهم من مستحقات، ولسيطرة إسرائيل على أموال الضرائب.

ولم يعرف في السياق ما هو السبب في تقنين الرئيس عباس لجولاته التي طالت معظم دول العالم في الشرق والغرب في ايلول (سبتمبر) الماضي قبل توجهه لمجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين، لكنه على ما يبدو استغل قمة دول المؤتمر الإسلامي وقمة دول عدم الانحياز التي أتاحت له عقد لقاءات مع العديد من الزعماء، من دون مجهودات إضافية للسفر.