اعتقلت حتى صباح اليوم اكثر من 100 حمساوي

خبر قادة حماس يوضحون سبب حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة بالضفة أمس

الساعة 05:49 ص|20 سبتمبر 2012

رام الله

أعلنت حركة حماس، اليوم الخميس، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف كوادرها ومؤيديها بالضفة الغربية، مشيرة إلى أن عدد المعتقلين ارتفع إلى أكثر من 100 خلال يومين.

وقالت الحركة في بيان لها وصل"فلسطين اليوم"، " ارتفع عدد المعتقلين السياسيين من عناصر وكوادر حركة "حماس" الذين اعتقلتهم أجهزة أمن السلطة خلال اليومين الماضيين إلى أكثر من 100 أسير، بعدما تم توثيق اعتقال 40 اسماً جديداً لأسرى اعتقلتهم أجهزة السلطة الليلة الماضية وفجر اليوم".

وكانت حماس اتهمت أمس أمن السلطة باعتقال 60 من كوادرها في حملة وصفت بأنها الأوسع خلال الأشهر الأخيرة.

وأدانت مؤسسات حقوقية فلسطينية عمليات الاعتقال الواسعة، وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إنه وثق حتى ظهر أمس اعتقال 72 كادرا من حماس في كافة أرجاء الضفة.

وكانت حركة «حماس» هاجمت السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس على خلفية ما قالت إنه حملة اعتقالات شنتها قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية مساء أمس الأربعاء، وطاولت العشرات من أنصار الحركة، من بينهم ناشطو حقوق إنسان وأئمة مساجد وأسرى محررون من السجون الإسرائيلية، مضيفة أن عدداً من المعتقلين شرع في الإضراب عن الطعام فور اعتقاله.

وقال النائب عن «حماس» أحمد عطون لـ «الحياة» في رام الله إن الاعتقالات جاءت على خلفية استقبال اسماعيل هنية رسمياً في القاهرة كرئيس للحكومة، وتحسباً لوقوع احتجاجات في الضفة على خلفية ارتفاع الأسعار وغيرها. وأوضح أن حملة الاعتقالات شملت 61 شخصاً، وأن قوات الأمن فشلت في اعتقال آخرين لأنها لم تعثر عليهم في بيوتهم.

وفي غزة، جاء أشد الانتقادات لعباس على لسان القيادي في «حماس»، نائب رئيس كتلتها البرلمانية اسماعيل الأشقر الذي دعا «الفصائل وقوى الشعب» الى «نبذ الرئيس ومحاكمته على أفعاله غير الوطنية»، وقال: «تارة يتنصل من المصالحة وينكث بالعهود والمواثيق والاتفاقات الوطنية ويتنكر لما تم التوافق عليه في مصر ... وتارة أخرى يقول إن إسرائيل وجدت لتبقى في محاولة لاسترضاء العدو الصهيوني».

كما اعتبر القيادي في «حماس» صلاح البردويل أن الاعتقالات التي قال انها طاولت 100 من ناشطي الحركة «تأتي متزامنة مع حُمى هاجس التمثيل الفلسطيني الذي يدعيه عباس لنفسه ويلغيه عمن سواه في الوطن، خصوصاً بعد الزيارة الناجحة التي قام بها هنية لمصر بدعوة من رئيس وزرائها». وشدد على أن «هذه التصرفات غير المحسوبة مدخل للفعل وردّ الفعل»، في إشارة إلى احتمال شن حملة اعتقالات ضد ناشطي «فتح» في غزة.

 

ويأتي التصعيد الجديد في وقت تعاني فيه السلطة من أزمة مالية طاحنة، وغليان شعبي في الضفة بسبب ارتفاع الأسعار، إضافة الى انسداد الأفق السياسي، وتوتر في العلاقات مع القاهرة.

وكان استقبال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لهنية كرئيس للوزراء أثار استياء واسعاً لدى السلطة في رام الله، وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت ان الرئيس عباس وجه رسالة احتجاج الى القيادة المصرية، معتبراً أن استقبال هنية يضر بوحدانية التمثيل الفلسطيني، كما يعزز الانقسام ويحيل مسؤولية قطاع غزة على مصر تكريساً للفصل التام بين شقيْ فلسطين.

 

ويزور القاهرة وفد كبير من المكتب السياسي لحركة «حماس» في الخارج والداخل برئاسة خالد مشعل. وقال السفير المصري في رام الله ياسر عثمان إن اللقاءات التي تعقد مع قيادة «حماس» في القاهرة جزء من سلسلة لقاءات ستعقدها القيادة المصرية مع الفصائل الفلسطينية بحثاً عن «خريطة طريق» جديدة للمصالحة.

 

في هذا السياق، قال مصدر مصري رفيع لـ «الحياة» في القاهرة: «نريد عنواناً واحداً للفلسطينيين، وسنظل مستمرين في مساعينا وفي طرح مقترحاتنا حتى... استرداد اللحمة الفلسطينية». ولفت الى أن «المصالحة الآن في المرحلة الأكثر تعقيداً بل إنها في مأزق»، عازياً ذلك الى «تعقيدات وظروف سياسية كثيرة أدت إلى هذه التعقيدات»، مشيراً إلى «تعطيل حماس عمل لجنة الانتخابات في قطاع غزة»، وقال: «أدعو حماس الى بلورة إجراءات سريعة والسماح للجنة الانتخابات ببدء عملها في غزة»، معتبراً أن هذا سبب تعطيل المصالحة، وأن حسم هذه المسألة من شأنه أن يشكل اختراقاً كبيراً للمصالحة. في الوقت نفسه، حمّل جميع الأطراف مسؤولية الانقسام، وقال إن إسرائيل المستفيد منه.