درس للوالدان من أجل متابعة أبنائهم...

خبر شهد .. أنا استحق أكثر من ذلك

الساعة 12:42 م|18 سبتمبر 2012

غزة

"الله يسامحك يا أبي الله يسامحك يا أمي"... بهذه الكلمات بدأت "شهد" –اسم مستعار- حديثها..

تقول "شهد" نشأت في أسرة عادية وترعرعت على كل ما هو مباح، لم يرفض لي طلب ولم يقل لي كلمة "عيب"، كان أبي مشغولاً في تجارته، وأمي شغلها البيت وأعبائه عن الاهتمام بنا... كان همها كيف تظهر ملابسنا أمام الضيوف لتتباها وتتفاخر بها.

أنهيت دراستي في المدرسة بمعدل مقبول، التحقت بالجامعة وهنا كانت نقطة التحول... كانت جامعتي مختلطة بين الشباب والفتيات، كنت أشاهد بعض الفتيات وهن يجلسن مع الشباب... كانت صداقة جميلة في نظري!

بدأت الدراسة وبدأ بعض الشباب التقرب مني، كنت اهتم بملابسي لكي ألفت أنظار من حولي، هذا ما ربتني عليه أمي!، إلى أن "علقت الصنارة" كما يقال، تعرفت على شاب أكبر مني عمراً جذبني إليه بوسامته و"خفة دمه"، تعرفنا على بعض بدأت العلاقة تقوى يوماً بعد يوم، تبادلنا أرقام الهواتف وأصبحت هناك اتصالات في ساعات متأخرة، إلى أن وصل بي الحال إلى التقاط صور لنا في أوضاع مختلفة، وكان منها صوراً "مخزية" !! مع العلم أنه لم يكن هناك حديث عن زواج أو خطبة كانت مجرد صداقة "بريئة" !!!

أنهى صديقي دراسته الجامعية وحصل على فرصة عمل خارجية اضطرته إلى السفر وتركي هنا في الجامعة على أمل العودة... أصبحت أتواصل معه عبر الإنترنت إلا أن فترت علاقتنا تماماً، ووجدت نفسي وحيدة، فجددت بحثي عن صديق...

تتابع "شهد" تقربت من أحد الزملاء في الدراسة ونسجت معه علاقة صداقة جديدة، لم يكن يهمني كثيراً فقط للتسلية وقتل الوقت!

بعد فترة من العلاقة مع صديقي الجديد، اتصل بي ذات ليلة طالباً مني فتح بريدي الإلكتروني، أسرعت إلى جهاز الحاسوب وفتحت البريد لأصدم مما رأيت!!

رأيت بريداً إلكتروني من صديقي الجديد يحتوي على صور التي التقطت مع صديقي السابق... صوراً كانت حرجة جداً لم أكن أتوقعها بهذه القسوة عندما كان يلتقطها لي.

اتصلت بصديقي الجديد والذي أخذ ينعتني بألفاظ سوقية ويصفني بالعاهرة، ثم ختم حديثه معي "سأعلمك كيف تخفي شيئا كهذا عني"... توسلت إليه أن يسمعني لكنه أغلق الهاتف في وجهي وتركني... أعدت الاتصال مراراً به لكنه أغلق هاتفه...

أسرعت إلى جهاز الحاسوب ابحث عن صديقي القديم في برنامج المحادثة لكن لم أجده، أرسلت إليه بريداً استفسر عن مصدر الصور وإلى الآن لم أتلقى الرد!!

بعد ثلاثة أيام، اتصل بي رقم غريب، أجبته فعرفني بنفسه وأنه يعرفني جيداً وطلب مقابلتي في الجامعة؟ استهجنت طلبه، لكنه أجابني "الموضوع بخصوص صورك الجميلة.. أنا محتاج مثلهم كمان"، صعقت مما قال وأغلقت الهاتف وأصابتني حالة من الدهشة والحيرة لا أدري ما اصنع !! إلى أن قطع حبل أفكاري صوت هاتفي يخبرني بوصول رسالة SMS، فتحت الرسالة وكان نصها "إذا لم تحضري خلال ساعة سأنشر صورك على الإنترنت" وكانت من نفس الرقم الذي اتصل بي...

تتابع "شهد" وقد امتلأت مقلتيها بالدموع، وأسرعت إلى الجامعة وقابلت الشاب وقد سارعت في توبيخه ونعته بألفاظ قاسية، لكنه كان هادئاً جداً وطلب مني خفض صوتي وإلا... وكان يشير بيده إلى هاتفه المحمول وقد عرض أحدى الصور... حينها خررت جالسة على احد المقاعد ... وخفضت رأسي وكدت أبكي أمامه إلى أني تماسكت نفسي وصمت...

قلت له ماذا تريد؟ فكان جواب الشاب أريد مالاً !! نظرت إليه بدهشة .. وكم تريد؟  أجاب ثمن الصور، سألته وكم ثمن الصور؟ فأجاب؟ أنت التي تقدرين، تخيلي أن أقوم ببيع هذه الصور لهؤلاء الشباب ورقم هاتفك هدية فكم سأكسب من المال؟؟

صدمت مما قال وحينها لم أمتلك نفسي وبدأت في البكاء، وأخذت أترجاه بأن يرحمني ويتركني لكنه قام من مقعده وقال لي "سانتظرك هنا بعد يومين وأتمنى أن تكوني قد اشتريت الصور"

تتابع "شهد" يومين كاملين لم أنم فيهما وأنا أفكر في مصيري لو فضح أمري، وكنت أسأل نفسي ما الذي يضمن لي أن لا توجد نسخة أخرى من الصور؟ بصقت على نفسي ألف مرة، وضربت وجهي ألف مرة.. لكن هذا لن يجدي ...

بعد يومين توجهت إلى الجامعة بعد الاتصال بالشاب وجمعي مبلغا كبيرا نسبياً من المال، استحلفته بالله أن يمسح الصور وأن لا ينشرها، وقد وعدني وأقسم لي بأن يمسحها وأن لا ينشرها... وأخذ المال وتركني...

أيام قليلة وبدأت تصلني رسائل قصيرة على جوالي تحتوي على نصوص "وقحة" ودعوات إلى التعرف بعد مشاهدة الصور !! في الحقيقة كنت أتوقع هذا ... فلا وعود ولا أقسام لدى هؤلاء الذئاب..

بعدها بفترة قصيرة وصلني إخطار من الجامعة بتشكيل لجنة تحقيق حول الصور والتي قررت فصلي من الدراسة وإخبار والدي بالحقيقة، إلى أن وصلت الأمور إلى الشرطة والتي حاولت السيطرة على انتشار الصور لكن ... هيهات لهم !

الجدير بالذكر أن صديقي الذي صورني لم أكن اعرف اسمه بالكامل، وكانت الدولة المسافر لها غير حقيقية!!

أنا استحق أكثر من ذلك ... هكذا ختمت "شهد"

نقلاً عن موقع مجد نحو وعي أمني..