خبر « هل أصبح خيار الإبعاد هو خيارنا بعد كل معاناة ؟؟ »بقلم المحرر بلال ذياب

الساعة 04:06 م|17 سبتمبر 2012

رام الله

مقال الأسير المحرر وأحد أبطال معركة الأمعاء الخاوية بلال ذياب، حول قضية إبعاد الأسير المضرب عن الطعام سامر البرق

"هل أصبح خيار الإبعاد هو خيارنا بعد كل معاناة ؟؟"

بعد 117 يوماً من الإضراب لم يبق أمام سامر البرق خيار غير الانسلاخ عن الوطن أو انتظار الشهادة وهو في زنازين السجن ,, لكن , هل لهذا الحد و صلنا ؟ ان تضيق الخيارات أمام أبطالنا المضربين عن الطعام ليكون الإبعاد مصيرهم و النفي خيارهم ؟؟؟؟؟؟؟؟

هل سيكون مصير حسن الصفدي وأيمن الشراونة وسامر العيساوي الانسلاخ عن الوطن ؟؟؟؟ سؤال أصبح يؤرق عقولنا و يجهد أجسادنا التي لم تستطع التحمل أكثر وأكثر و لم تعد تقوى حتى على الحركة حتى أصبحت أطرافنا تتوقف عن الحياة ...

إذا كل هذا الصمت الرهيب و التقصير المؤلم و الحراك الباهت في دعم صمود أبطالنا المضربين عن الطعام في الشارع الفلسطيني ؟؟ ...لم نعتد على هكذا صمت وسكوت بل سأسميه تخاذلاً عن نصرة من ضحوا بزهرات شبابهم و ريحانة أعمارهم في السجون من اجل ان تبقى فلسطين عزيزة ..

الهذا الحد لم يعد هناك إحساس داخل الشارع الفلسطيني ؟؟؟ هل انشغل العالم العربي والإسلامي بثوراتهم ضد طغاتهم و نسوا شعب فلسطين و أسراه التي كانت ثوراتهم عنوانا لشرارة هذه الثورات ؟؟؟ ..بل أين العالم الغربي المتشدق بحقوق الإنسان بل الداعي إلى حقوق الحيوان ؟؟؟؟ لم يعد لقيمة الإنسان في اعرفاهم شئ ,, تبلدت مشاعرهم و عمى الحقد أبصارهم و صنعت بهم تقاليد الفكر البالي ما صنعت من تخاذل بحق الإنسانية و الأخلاق ..

يا أيها الغرب ,, يا أيها العالم كل العالم , أي إنسانية في قلوبكم ؟؟؟ أي إنسانية حتى أصبحتم جمادا لا يحرك إلا ما يرضي إسرائيل و أمها أمريكا ؟؟؟؟؟ أي أخلاق تنادون بها و الأخلاق هنا تقتل بدم بارد ؟؟؟ سننتم القوانين و التشريعات و المواثيق التي ترفض سياسة الإبعاد القسري أو تحت التهديد ,, فأين هي مواثيقكم من أبناء شعبنا ؟؟؟ أم أننا في أعرافكم لا نعد من بني البشر...

سامر البرق يا سادة لم يخض الإضراب من اجل تحقيق رقم قياسي للإضراب ولم يخضه من اجل نزهة ... سامر خاض الإضراب لتحقيق حريته التي سلبت منه غصباً و قسراً و عنوة ,, أراد ان ينتزعها من عدو غاصب لا يعرف للإنسانية معنىً ...لكنكم خذلتموه ...ولم يبق هناك أي خيار لسامر ...حتى كان قرار الانسلاخ عن الوطن... لا تستغربوا هذا القرار ولا تزاودوا على سامر وتضحياته ... سامر تحمل ما لم تتحمله الجبال...ان كان هناك من محاسبة فيها لنحاسب أنفسنا قبل أي شئ , لأننا بإهمالنا و تقصيرنا نحن من أصدرنا قرار الإبعاد بحق سامر قبل ان يصدره العدو بحقه ..أصدرنا هذا القرار بخذلاننا له ولكل الأسرى المضربين والأسرى بالعموم... إن لم نفق ونصحو من غفلتنا ومما أردوا ان يشغلونا به عن قضية أسرانا ... فلنتوقع ان يكون مصير الشراونة والعيساوي والصفدي نفس القرار بل علينا ان نتوقع ما هو أسوء إذا بقي حالنا كما هو ....

واأسفاه على شعب ضيع أسراه ,,, اليوم لم نعد نشاهد بالشارع الفلسطيني غير أعداد قليلة من أصحاب الضمائر الحية بالإضافة إلى ذوي الأسرى المضربين , فهل أصبحت القضية فقط تعني ثلة و قلة من أبناء هذا الشعب ؟؟؟ هل أصبحنا من كوكب أخر أم أصبح لب القضية و أساسها الأسرى الذين ضحوا بزهرات أعمارهم وحريتهم من اجل حريتنا لا تعني لنا شيئاً....؟؟؟

وأنا هنا أتساءل , أين دور السلطة الوطنية التي طالما تغنت بتحرير الأسرى وان قضيتهم هي في سلم الأولويات ؟؟؟ أين هي تلك الفصائل التي تجمع الألوف لمهرجاناتها و لا تحشد لقضية الأسرى ؟؟؟؟ أين نواب التشريعي ؟؟ أين وزراء الحكومتين ؟؟؟ أين هم اليوم من إبعاد سامر البرق ...أين هم من معانات الصفدي والشراونة والعيساوي و كل الأسرى ؟؟... أين كانوا من كل هذا وذاك ..و أسرانا يتجرعون مرارة الألم والموت في كل لحظة ؟؟؟ الم يشفع لسامر البرق 117 يوماً من الجوع و العطش و الحرمان و التقييد حتى تتحرك ضمائرهم ..ان كان هناك بقاء لذرة ضمير !!!

أين دور الوسيط المصري .. ؟؟ الذي عولنا عليه كثيرا ً و شكرناه شهوراً و تبجحنا بدوره الكبير ؟؟؟؟ أين هم الآن من إضراب البرق والصفدي والشراونة والعيساوي ؟؟؟ مصر التي طالما تطلعنا نحوها ببارقة الأمل , مصر التي كان لها الدور البارز في قضية شاليط وتحرير الأسرى الذي تعهد العدو بعدم التعرض لهم حيث لم يلتزم بنو صهيون بتلك التعهدات ووضعوا مصر في موقف محرج أمام الفصائل الخاطفة لشاليط ... خرقوا المعاهدات و أعادوا اعتقال عدد كبير من هؤلاء الأسرى مثل أيمن الشراونة و سامر العيساوي الذين يدخلون يومهم 70 في الإضراب من اجل انتزاع حريتهم .. أين دوركم الرائد والريادي في الإفراج عنهم ؟؟؟ ماذا فعلتم من أجل سامر البرق الذي سيبعد على أرضكم وهو الذي خاض أطول إضراب عرفه التاريخ من اجل انتزاع حريته ؟؟؟؟ و هل ستنتظرون حتى يكون مصير الشراونة والصفدي والعيساوي هكذا ... هل ستقبلون بما سيكتب التاريخ عنكم في هذه الجزئية من هذا الزمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟