خبر عباس يسأل سؤالين: انتخابات ... وإلغاء «أوسلو»؟

الساعة 06:12 ص|17 سبتمبر 2012

حلمي موسى

في ضوء الوضع المتوتر في أرجاء السلطة الفلسطينية وتباعد الآمال بإمكانية تحقيق مصالحة وطنية، عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول، اجتماعا لـ«القيادة الفلسطينية». وضم الاجتماع كالعادة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكذلك الأمناء العامون لفصائل المنظمة وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح. وبحسب أحد الحاضرين في الاجتماع فإن الرئيس محمود عباس كان عصبيا على غير العادة وحاول تركيز الحوار في الإجابة على سؤالين عرضهما.
وتمثل السؤال الأول بموقف الحضور من إعلان إجراء الانتخابات الفلسطينية في كل من الضفة والقطاع بمعزل عن موافقة أو اعتراض حركة حماس. وبديهي أن الأمر عنى للحضور إجراء الانتخابات في الضفة الغربية فقط بذريعة منع حماس إجراء الانتخابات في القطاع. أما السؤال الثاني فتعلق بموقف الحضور من فكرة طلب عقد اجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بقصد إبلاغه إلغاء الجانب الفلسطيني من طرف واحد لاتفاقيات أوسلو.
وكان رد الفعل الأولي من جانب الحضور على السؤالين هو إبداء المفاجأة وتقديم مساجلات أولية، حيث بدا أن الحضور يعترض على فكرة إجراء الانتخابات في الضفة الغربية من دون القطاع لما لذلك من أثر على ترسيم الانقسام.
أما بخصوص الإجابة عن السؤال الثاني فعرض أحدهم تساؤل عن سبب ربط إلغاء الاتفاق بإجراء اجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وعموما تم التوافق على رفع النقاش في هذين السؤالين إلى ليلة أمس، حيث طلب من الجميع إعداد ردودهم.
ويرى مراقبون أن عصبية أبو مازن تعود إلى التوتر الذي تعيشه السلطة الفلسطينية في ظل انسداد أفق التسوية من جهة وتزايد التذمر الاجتماعي لأسباب اقتصادية وانعدام فرص حل الأزمة المعيشية في الضفة الغربية. ومعروف أن مناطق السلطة شهدت احتجاجات واسعة وكانت هناك تخوفات من احتمال تحولها إلى انتفاضة عارمة. وسارعت إسرائيل إلى تقديم سلفة من العائدات الضريبية بحوالي 60 مليون دولار للمساهمة في حل أزمة الرواتب. ولكن المشكلة أعمق من أن تحل بهكذا طرق في ظل الافتقار لمقدمات التنمية من ناحية والافتقار إلى مساهمات الدول المانحة من ناحية أخرى.
وفيما يرى بعض المتابعين للشأن الفلسطيني أن موقف أبو مازن وتساؤلاته جدية خصوصا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم التفكير فيها بإلغاء اتفاقيات أوسلو وحل السلطة، يرى آخرون أن هذا قد يكون مجرد وسيلة لإثارة سجال داخلي وخارجي حول وجود السلطة. وقد يكون عباس يريد بذلك تحميل الفصائل الفلسطينية عبء التفكير بحلول جدية للخروج من الوضع القائم. كما أنه قد يريد إيصال رسالة لكل من إسرائيل والعرب والغرب وأميركا بأنه يفكر جديا في اختراق حاجز الجمود القائم في الحلبة السياسية مع كل من حماس داخليا (انعدام المصالحة) ومع إسرائيل عبر جمود التسوية بل وتراجعها. ومن غير المستبعد أن تكون هذه الخطوة نوع من الرد على ما يحاول أفيغدور ليبرمان بلورته كسياسة إسرائيلية جديدة تقوم على أساس نسف اتفاقيات أوسلو.