خبر مسؤول يطالب بالتحقيق مع « السنوسي » باغتيال ابو اياد وابو الهول والشقاقي

الساعة 06:08 ص|17 سبتمبر 2012

القدس العربي

دعا عاطف ابو بكر السفير الفلسطيني الاسبق والقيادي السابق في مجموعة ابو نضال الى التحقيق مع الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الليبية في عهد معمر القذافي عبد الله السنوسي في اغتيال الامين العام للجهاد الاسلامي فتحي الشقاقي في مالطا والقياديين الفلسطينيين عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح صلاح خلف (ابو اياد) وهايل عبد الحمنيد (ابو الهول) في تونس.

وكانت السلطات الموريتانية سلمت عبد الله السنوسي بداية ايلول (سبتمبر) الجاري للسلطات الليبية.

وناشد ابو بكر في مقال ارسله لـصحيفة 'القدس العربي' قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، ان تبادرا لاستثمار فرصة اعتقال السنوسي والسعي لدى العدالة الليبية لكشف ملابسات ملف هذه الاغتيالات، كما اهاب بعشرات العائلات التي اختفى اثر ابنائها في مواقع جماعة ابي نضال في معسكر يفرن ومزرعة السواني وبعلم السلطات الليبية السابقة، ان تهب وتسارع برفع الشكاوى للجهات المعنية للكشف عن مصير ابنائها.

وقال بكر في مقال ارسله لـ'القدس العربي' يتردد دائما ان عبدالله السنوسي يمثل الصندوق الاسود لأسرار معمر القذافي وهذا صحيح بمعنى اسرار الجرائم والمال والسلوك الشاذ والاسرار الشخصية والعائلية وما شابه من رشوات لاطراف وبلدان ومجموعات مأجورة فهو عديله وليس صهره كما يتردد وهو اداته الطيعة في تنفيذ كل شذوذه الجرائمي والسلوكي والسنوسي لم يكن يوما جهبذا في كفاءاته او قدراته وكل مؤهلاته انه العديل والاداة الطيعة الموثوقة والمنفذ الذي لا يقول لا لسيده'.

وقال ابو بكر انه من المفيد التذكير والتأكيد بأن 'السنوسي قد استخدم في مرات عدة، مرتزقة ابو نضال في مثل هذه المهمات القذرة' يقصد عشرات الاغتيالات للمعارضين الليبيين بالخارج)، وعرض مثلين على ذلك، هما 'الدور المباشر للجماعة في اغتيال الشهيد الليبي احمد رفيق البراني في قبرص 1985 واصابة الليبي محمد البورقيني في روما ايضا اضافة لأدوار مماثلة في عواصم اوروبية اخرى وكذلك التصفيات التي لا حصر لها في الداخل الليبي على امتداد اربعة عقود ونيف ولوكربي واخواتها كالطائرة الفرنسية يوتا 1989 والمصرية المختطفة لمالطا 1985، ومقتل الامام الصدر ورفيقيه ومحاولة اغتيال بعض الملوك والرؤساء العرب واخرها الامير عبدالله (العاهل السعودي الحالي) ودور النظام االمقبور بعمليات مطاري روما وفينا 1985، والطائرة الامريكية بكراتشي وتفجير ملهى ليبل برلين الليلى 1986 وهذه العمليات التي ذكرتها هي بعض الامثلة وليس كلها على العمليات التي كانت تتم بالتشارك الكامل بين السنوسي ونظامه والبندقية المؤجرة (ابو نضال)'.

وقال انه من ابرز الملفات الدموية التي تلطخت ايدي الطرفين بها هي ملف اغتيال الشهيد الكبير ابو اياد ورفيقيه (ابو الهول وابو محمد العمري)، و'جريمة تسهيل اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي والتي مثلت فاتورة حسن سلوك مقدمة للعدو الصهيوني واسياده، فاتورة واضحة كل الوضوح'. وقال ان الشقاقي 'كان مدعوا لليبيا ويحمل جوازها ولا يعلم بحركته سوى مضيفيه، فقدموه على طبق من فضة لاعدائه'. وقال انه كفلسطيني يناشد 'الاخوة في الجهاد الاسلامي ان لا يتوانوا في الالحاح على السلطات الليبية الجديدة في فتح ذلك الملف'.

وقال انه 'فيما يتعلق بالشهيد ابو اياد، فلم يكن عداء وحقد العقيد القذافي عليه بخاف على احد، ويكفي الاستشهاد بما قاله السيد عبد المنعم الهوني رفيق القذافي السابق في انقلاب 1969 والذي انشق عنه 1975 لجريدة الحياة في شباط 2012، من ان الشهيد ابو اياد جابه القذافي حينما طلب منه تبني الكتاب الاخضر، بأنه ليس اكثر من خرابيش صبيان، واضاف انه كان لا يجامله بل يجابهه، اما ما قاله السيد عبدالرحمن شلغم وزير خارجية القذافي السابق حول الشهيد ابو اياد في كتابه (رجال حول القذافي) بأن الشهيد كان يمتلك شجاعة وجرأة عالية في مواجهة القذافي، وانه كان شاهدا على مواجهات عديدة بينهما واضاف انه كان يواجهه ولا يجامله كالآخرين'.

وقال 'أن القذافي عندما طالب وبرعونة المحاصرين في بيروت بأن ينتحروا اجابه الشهيد بأن يأتي لينتحر معنا وكفانا دروسا صبيانية، كل ذلك واكثر يدل على النوايا المبيتة للقذافي تجاهه، هذه النوايا تقاطعت مع حلقات اخرى من بينها البندقية المؤجرة (ابو نضال)، والذي بدوره قام بمحاولات عام 1978 و1980 واخرى بالكويت لإغتيال الشهيد نظرا لمعرفتة بأن الشهيد هو اول وابرز من كان يحاول وأد مجموعته وجرائمه في مهدها، فشكل في النهاية اداة تنفيذ الجريمة، وفي ذات الوقت كانت حلقات امبريالية تحاول من خلال اختراقاتها للامن التونسي، زرع اجهزة تنصت في بيت الشهيد ومكتبه ومحاولة معرفة سماكة تصفيح سيارته، وتفاصيل اخرى هامة، فتقاطعت هذه الاطراف والادق تعاونت لتصل الى ذات الهدف.

وعرض ابو بكر بعض التفاصيل حول القاتل (حمزة ابو زيد) وقال انه 'كان قد التقط من قبل الموساد فترة غيابه لأشهر عن حركة فتح وتنقله في اوروبا الشرقية، ووضع في متناول (جماعة ابو نضال) في بولندا، ثم ارسلوه ليوغسلافيا لإعداده للجريمة، ومنها للفلبين ضمن مجموعة من الجماعة، وهناك لاحظ مسؤول هذه المجموعة ان للمجرم حمزة صلات مريبة بسفارة العدو وان ملتقطا اخر من المجموعة يجري لقاءات بفندقه مع شخص شك انه اسرائيلي، فأعاد حمزة لبلغراد فطرابلس والآخر للجزائر، وارسل لجماعته تقارير حولهما، فاعترف الثاني ودون عناء بعمالته، ولكن (ابو نضال) حماه وبرأه ليستخدمه في مهمات قذرة قادمة، او ليتقبل هدية الموساد شاكرا، اما حمزة فقد قطع ابو نضال صلاته بمن شككوا به، ووضعه في شقة في ميدان السويحلي بطرابلس، كان يلتقيه فيها بمشاركة السنوسي، الى ان تم اعداده للجريمة المعروفة'.

وقال 'نفذ حمزة جريمته بعد فترة قصيرة من صلته بالجماعة، وهذا يعني انه لم يكن مرتبطا عضويا بها او متورطا بجرائمها ولا يستطيع التراجع، كما انه بانتقاله لتونس قد اتيحت له فرصة الافلات من المهمة القذرة ومن الجماعة، وكشف الامر للشهيد ابو الهول الذي اواه. فلماذا لم يفعل؟ لأن الكنترول الذي كان بيد ابو نضال وارتباطاته الاخرى كان اقوى من اي وازع لديه ان كان لديه ذرة من ضمير. ومشغلوه كانوا يعلمون ذلك، فكان امام خيارين: ان يموت جاسوسا او قاتلا'.