خبر صفر توقعات -هآرتس

الساعة 10:18 ص|16 سبتمبر 2012

صفر توقعات -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير      

في جلسة الحكومة عشية رأس السنة عدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انجازاته في كل شهر عبري من السنة الماضية: من اعادة جلعاد شليط في شهر تشري، عبر الخطاب في مؤتمر ايباك في شهر ادار وحتى شهر نيسان، الذي قرر فيه بنك اسرائيل بان الاقتصاد الاسرائيلي نما بمعدل 4.7 في المائة في "السنة الماضية". والى جانب الانجازات الحقيقية مثل اقامة الجدار على الحدود المصرية والاصلاحات في السوق الخلوية – فان معظم الانجازات التي احصاها نتنياهو هي في المجال التصريحي، بما في ذلك "اطلاق حملة دولية في مجال حماية البيئة".

وبرز في هذا الاستطلاع غياب أي انجاز في المجال السياسي، وليس صدفة. وذلك لانه حتى الانجاز السياسي الاهم لحكومة نتنياهو – تجنيد العالم ضد التحول النووي لايران - بدأ يتضعضع مع نهاية السنة بسبب جملة مميزة من العدوانية، ادعاء الضحية، الهستيريا والاعتداد بالنفس. فالخطابة الحماسية التي لا تنقطع لنتنياهو بدأت في مرحلة معينة تعمل كالسهم المرتد، وتدخله الفظ في حملة الانتخابات الامريكية أدت الى أزمة غير مسبوقة مع البيت الابيض.

وأنهى نتنياهو قائمة انجازاته بحدود السنة العبرية الماضية. ولكن في نظر بانورامية اكثر – مثلا الى استعراض التمنيات والاماني بمناسبة السنة الجديدة في السنوات الاربعة الاخيرة – تبين بوضوح انجازه الاكبر: تخفيض التوقعات. وبالفعل، فان الرسم البياني لامل الاسرائيليين في هذه الفترة يمكن وصفها كخط منخفض على نحو ثابت: الاحاديث عن "حل الدولتين" تبددت، زخم الاستيطان مستمر، الازمة الاقتصادية العالمية بدأت تنهش باسرائيل ايضا. الربيع العربي تحول الى شتاء اسلامي متكدر و "التهديد الايراني" تعاظم فقط. دق طبول الحرب حل محل اصوات حركة الاحتجاج التي ثارت في بداية السنة. ولا غرو أن التمنيات بـ "سنة طيبة" مع أمل بالسلام والامن تقلصت هذه السنة الى صلاة الا تقع على رأسنا كارثة.

اسرائيل وقيادتها ليستا مذنبة في كل هذه التطورات. ولكن الاسرائيليين من حقهم ان يطالبوا بقيادة تعطي أيضا الامل، وليس فقط تدق على طبول "قلنا لكم" وتتفاخر في ان توقعاتها السوداء تحققت.