خبر بيبي والمثل البلغاري.. هآرتس

الساعة 09:07 ص|14 سبتمبر 2012


بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: ان سلوك نتنياهو الذي يتحدى الرئيس الامريكي ويحاول ان يعمل في غير مصلحته في الانتخابات القريبة سيكون له أبلغ الضرر بعد الانتخابات اذا فاز اوباما - المصدر).

تخطى بيبي الخط الاحمر باساءة علاقته بالرئيس الامريكي. فقد تظاهر بأنه يستطيع ان يلوي يد اوباما وبهذا تخطى الحد في كل ما يتعلق بالتقليد الاسرائيلي وهو عدم التدخل في انتخابات الرئاسة في امريكا. فاذا تبين حقا أننا انحرفنا عن الموقف الذي فحواه انه لا يهم من يُنتخب رئيسا وأننا سنتعاون معه فسيضر بنا ذلك ضررا شديدا. ان رئيسا لا يريد ان يضع خطوطا حمراء لايران كما يريد بيبي، هو على حق. فالقوة من القوى العظمى تحتفظ بالغموض كي تكون عندها حرية عمل. ويعلم الجميع أنها قادرة على استعمال القوة – ومن المؤكد أنها تملك من الوسائل أكثر مما نملك – ولا يجب عليها ان تعلن عن ذلك على رؤوس الأشهاد. ومن المؤكد انه لا يجب عليها ان تعزف بحسب نوتة بيبي. فيكفي ان يرى احمدي نجاد حاملات الطائرات في الخليج الفارسي كي يدرك ان الولايات المتحدة ستختار الوقت وصورة العمل اذا احتاج الامر حتى من غير الذعر الذي يوحي به بيبي. يُصور اوباما على أنه "حمامة"، لكنه الرئيس الذي أنفق مليارات على تصيد ابن لادن والقضاء عليه.

في ايام جنوب افريقية الفصل العنصري قال لي واحد من كبار مسؤولي السلطة هناك انه "لو كان لنا خمسة ملايين افريقي في امريكا لما خضعنا أبدا". وهذه هي الفكرة المجنونة التي تحث متطرفي اليمين وناس ارض اسرائيل الكاملة الذين يؤيدون بيبي. ان سلوكه مع اوباما قد يتم تفسيره بيقين بأنه يتآمر من وراء ستار على انتخابه لولاية ثانية.

لم يغب عن نظر مساعدي اوباما الظاهرة المسماة شلدون ادلسون الذي ينفق عشرات ملايين الدولارات ليهزم الرئيس الحالي لمصلحة المرشح الجمهوري. وهو نفس الرجل الذي ينفق على صحيفة "اسرائيل اليوم" التي تؤيد نتنياهو وآراءه، وهو مسؤول بصورة غير مباشرة عن الازمة في الصحافة الاسرائيلية. ويوجد قدر كاف من الاصدقاء ومستشاري الرئيس الذين يهمسون في أذنه بأن بيبي يحرض يهود امريكا عليه.

لا أحد في العالم سعيد لتسلح ايران بسلاح ذري، فليست هذه مشكلة اسرائيل وحدها. فايران تبني صواريخ بعيدة المدى تغطي اوروبا. وعند رؤساء الدول الاوروبية سبب للقلق فهم يخشون ان تفضي المبادرة الاسرائيلية الى جنون قادة ايران وتجعلهم يطلقون الصواريخ في كل جهة باسم الله. ويُحذر رؤساء حكومات المانيا وبريطانيا وفرنسا ولن نتحدث عن رئيس هيئة الاركان العامة للولايات المتحدة، يُحذرون بيبي وبحق بلغة لا لبس فيها ألا يعمل وألا يعرض على ايران انذارا.

بصورة على مدى صفحة كاملة في احدى الصحف ظهر الادميرال جيمس وينفيلد نائب رئيس هيئة الاركان العامة الامريكي، يشير لبيبي الذي يتبسم الى خريطة تشمل الجزائر وتونس ومصر والسودان وايران والسعودية والعراق واليمن وتركيا وفيها اسرائيل الصغيرة. ولو وُجد محرر أخبار ذو حس فكاهة قوي لتوج الصورة بعنوان: أنظروا كم أنتم صغار في داخل العالم الاسلامي الضخم.

ليس اهود باراك جبانا. لكن يتبين في المدة الاخيرة بخلاف انطباع انه هو الذي يقود بيبي الى المعركة، يتبين انه البالغ ذو المسؤولية، فهو لا يتحمس للانذار الذي يعرضه بيبي. "ان القوى العظمى لا تحب الانذارات". وهو يرى في مجرد اثارة الشأن الايراني في برنامج العمل العالمي انجازا. ويرى باراك ان وضعنا كان سيكون أفضل لو حدث تقدم في الشأن الفلسطيني. ويقول باراك ايضا بخلاف رأي بيبي انه كان يمكن منذ زمن اعادة العلاقات بتركيا الى ما كانت عليه لولا ان اسرائيل أصرت على عدم الاعتذار.

ان زعم باراك بحسب اشاعة غير مصدقة هو ان مسيرة السلام مع الفلسطينيين لم تكن موجودة في اربع سني اوباما. وقد كان شيء ما عند كل رئيس في الماضي: اوسلو الثانية عند كلينتون، وخريطة الطريق وأنابوليس عند جورج بوش، ومؤتمر مدريد عند بوش الأب، ويمكن ان يكون هنا نقد خفي على بيبي؟ ربما. اذا التقى اوباما مع كل ذلك بيبي في امريكا فلن يكون هناك حب كبير. حينما وقف رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف الى جانب بيبي في زيارته الرسمية هنا تذكر المثل البلغاري الذي يقول: "حينما يريد الله ان يعاقب شخصا ما فانه يسلبه العقل قبل كل شيء".