خبر احد مهندسي أوسلو: لم يبقى من الاتفاقية إلا ما تريده « إسرائيل »

الساعة 04:37 م|13 سبتمبر 2012

غزة - متابعة

اعترف عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح و أحد مهندسي اتفاق أوسلو، نبيل عمرو، انه لا يمكن الحديث الآن عن ايجابيات لاتفاقية أوسلو، و ذلك بعد الانهيار الكبير لهذه الفكرة.

و قال عمرو في سياق مقابلة تلفزيونية مساء اليوم الخميس: "اعتقدنا في حين توقيع الاتفاقية بأنها ستكون مدخلا لمستقبل جديد للشعب الفلسطيني، و اعتراف بحقوقه و أن ننتقل من خلالها نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، و لا سيما بعد أن وضعت القضايا الجوهرية "الحدود و القدس و اللاجئين" على جدول أعمال مفاوضات الوضع الدائم".

و أوضح أنه لم يبقى من اتفاقية أوسلو اليوم إلا ما تريده "إسرائيل"، لافتاً الى أنه لا يمكن الحديث عن مزايا للاتفاقية إلا إذا عاد الحديث عن حوار جاد حول الحل الدائم، و هذا ما لا نراه محتمل في الوقت الراهن.

و أضاف: "رغم أنني كنت من فريق أوسلو و شاركت بفعالية في الأنشطة التي أدت إليها، و لكنها كانت تجربة سيئة، لأننا عندما فاوضنا في أوسلو لم نكن معنيين بجواز سفر و لا عودة لبضعة آلاف من اللاجئين، بل إن ما حصلنا عليه لا يمكن أن يؤهلنا إلى دولة مستقلة".

و في معرض رده على سؤال حول إمكانية إلغاء اتفاقية أوسلو من جانب السلطة قال عمرو: "إن إلغاء الاتفاقية دون بناء البنية الأساسية لذلك أمر لا نستطيع فعله، إلا إذا تحمل الكل الفلسطيني مسؤولياته و جلس لمناقشة الخطوات اللازم القيام بها لاتخاذ هذا القرار، و لا سيما و أننا نعيش في ظل انقسام وطن و ليس انقسام سياسي.

و أكد أن هناك انهيار في المشروع السياسي و لذلك علينا أن نجد مخرجاً من أجل فلسطين و أن نبلور موقف فلسطيني موحد لكي نأخذ القرار بهذا الشأن، لأننا كفلسطينيين لا يمكننا تحمل ردود الفعل في العالم إذا بادرنا بالإعلان عن إلغاء أوسلو، على الرغم من أن "إسرائيل" قالت مرارا و تكراراً أن الاتفاقية ماتت، و لكن القرار في العالم ضد إلغائها أو التنصل منها و ستكون ردة فعل قوية تجاه الجهة التي ستبادر و تعلن التنصل من أوسلو.

و أشار عمرو إلى أن اتفاقية أوسلو ليست قدراً لنا كفلسطينيين، و لذلك لا بد من إيجاد مخرج وطني بإنهاء الانقسام و اتخاذ قرار يتسم بالإجماع من قبل الكل الفلسطيني.

و يشار إلى أن اتفاقية أوسلو وقعت عام 1993 عبر مفاوضات قادها الرئيس الراحل ياسر عرفات دون إجماع وطني، و يرى المراقبون بأنها لم تخدم سوى الاحتلال و لم تعد على الفلسطينيين إلا بمزيد من مصادرة الأراضي و الاعتداءات و الانتهاكات الإسرائيلية، كما أنها كرست حالة الانقسام بين أطياف الشعب الفلسطيني.