خبر يعضون اليد المطعمة - يديعوت

الساعة 03:07 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

يعضون اليد المطعمة - يديعوت

بقلم: غي بخور

"هكذا تسخر مني انجازاتي"، لخص هاملت بطل شكسبير المُعذب في شعور بالمرارة وخيبة الأمل. اجل ان اخفاقات براك اوباما في الشرق الاوسط لا تكف عن امتداحه، وقد حدث آخرها أول أمس في الذكرى السنوية للحادي عشر من ايلول الرمزي: فقد أحدق آلاف السلفيين بالمفوضيتين الدبلوماسيتين للولايات المتحدة في ليبيا ومصر ولو استطاعوا لهدموهما تماما. وكانت الرسالة إذهبوا من هنا ولا تعودوا.

في بنغازي في ليبيا دخلت الجموع الى داخل المبنى وقتلوا بالصواريخ السفير الامريكي وعددا من مساعديه. وفي القاهرة شاغب آلاف السلفيين وأحاطوا بالسفارة وتسلقوا سورها وأحرقوا العلم الامريكي، ولو مكّنوهم لاخترقوها الى الداخل ايضا. وقد أُحيط المبنى بالمركبات المدرعة بشرطة الامن المصري وبعشرات سيارات الشرطة. واستمر الشغب ساعات.

تمهلوا لحظة، لكنها ليبيا حيث ساعد اوباما وحلف شمال الاطلسي المتمردين مساعدة مباشرة بالسلاح وبقصف القذافي ونظام حكمه. فكيف يهاجم اولئك "المتمردون" الآن من "حرروهم"؟.

ان هؤلاء المتمردين هم عشرات المجموعات الاسلامية المسلحة يتصل بعضها بمنظمة القاعدة من اولئك الذين صدهم القذافي ولم يعد يوجد من يفعل هذا الآن. وهم يحارب بعضهم بعضا ويهاجمون الامريكيين ايضا. ولا يخفي السلفيون هؤلاء رغبتهم في أن ينصرف الغربيون – وفي مقدمتهم الامريكيون – عن الشرق الاوسط.

وفي القاهرة حيث سمح نظام محمد مرسي لآلاف بأن يشاغبوا طوال الليل كله أمام السفارة الامريكية في حي غاردن سيتي مع تحقير واحراق العلم الامريكي الذي ارتفع هناك؛ ألم يكن الامريكيون هم الذين ضغطوا من اجل انشاء "ديمقراطية اسلامية" في مصر؟ والذين كان لهم اتصال ايضا بالاخوان المسلمين وبالسلفيين ايضا؟.

لم يكن ذلك عملا ارهابيا لأفراد بل كان اشارة من آلاف أنهم لا يريدون الامريكيين عندهم. وهكذا يطمحون الى طرد الامريكيين الذين تولوا الحكم بمساعدتهم. اجل يريدون تحريف الانجازات.

كما أنهى الرئيس السابق جيمي كارتر ولايته الوحيدة باختطاف الدبلوماسيين الامريكيين في طهران، يواجه اوباما الآن انهيار سياسة تأييد المنظمات الاسلامية مثل اخفاق التخلي عن السفارات ايضا. حينما هاجم السلفيون السفارة الاسرائيلية في القاهرة كان رئيس الوزراء نتنياهو طول الليل على الخط مع الامريكيين ومع المصريين لتحريرهم قبل ان يكون ذلك متأخرا. فأين كانت الادارة الامريكية في الليلة التي قُتل فيها سفير امريكي في ليبيا؟ ألم يكن انقاذه ممكنا؟.

أسقطت السنتان الاخيرتان لادارة اوباما في الشرق الاوسط نظم الحكم القومية القديمة مهما تكن مكروهة، وجعلتا الدول العربية مثل افغانستان: مصابة بالعصابات المسلحة، والجماعات المتطرفة المسلحة والعنف الشديد، وكل ذلك برعاية الديمقراطية المقدسة. وهل يوجد شك بأنه اذا نشأت "دولة" فلسطينية فستصبح مصدر خطر وجودي على جارتيها اسرائيل والاردن؟ وحصنا سلفيا آخر لا يمكن التحكم به؟ ألا نرى ما يحدث في غزة التي يجري عليها هي نفسها تحول الى السلفية؟.

قد تُتم ادارة اوباما الآن العمل بابعاد بشار الاسد وجعل سوريا ايضا افغانستان جديدة، وفريسة سهلة لعصابات مسلحة طائفية وعصابات مسلحة بالارهاب والفوضى واليأس.