خبر الشرق المتوحش - معاريف

الساعة 02:48 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

الشرق المتوحش - معاريف

بقلم: يوئيل جوجنسكي

(المضمون: تهريب السلاح ليس سوى عرض واحد من أعراض ضعف الحكم المركزي في كثير من الدول في المنطقة - المصدر).

الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي، والذي في أثنائه قتل السفير الامريكي في ليبيا، لا ينبغي أن يكون مفاجئا. فأول صيف بعد اسقاط القذافي تميز بسلسلة هجمات ارهابية على اهداف غربية. في حزيران من هذا العام تعرضت للاعتداء سيارة السفير البريطاني في الدولة بقذائف هاون. ووقع الاعتداء بعد عدة أيام من انفجار كان موجها ضد ممثلية الولايات المتحدة نفسها في بنغازي. وفي مسبق من نفس الشهر هاجمت ميليشيا مسلحة المطار الدولي في طرابلس واستولت على المطار المركزي في الدولة على مدى نحو يوم كامل، دون أي مقاومة ذات مغزى.

من المثير للاهتمام أن عشية الهجوم دعا رئيس منظمة القاعدة مؤيديه للثأر على موت رجل المنظمة الذي قتل. فهل هذه صدفة؟ ربما. ولكن الاحداث تلقي الضوء على مسألة أوسع تتعلق بالاتجاه الذي تسير نحوه ليبيا، ومعها باقي الدول التي تحررت من أنظمتها القمعية. الانباء من ليبيا لا تصل الى العناوين الرئيسة في اسرائيل. اما نحن، الاسرائيليين، فنوصي لانفسنا ان نبقي عينا مفتوحة على التطورات في هذه الدولة. فهذه قد توفر لنا فهما للتحديات الامنية التي بانتظار دولة اسرائيل في أعقاب الهزة التي تشهدها المنطقة العربية.

مع أنه في شهر تموز من هذا العام، جرت في ليبيا لاول مرة انتخابات ديمقراطية للبرلمان، الا أن الدولة تغرق عمليا في وضع من الفوضى المستمرة. أقسام واسعة من الدولة وقعت في أيدي منظمات ميليشيا محلية، بعضها ذات توجه متطرف، هذه المنظمات تسلحت بالسلاح والذخيرة التي بقيت في المخازن العسكرية الليبية في أثناء الحرب السنة الماضية، ولكن أيضا بالسلاح الذي وصل من خارج ليبيا، بعضه من دول الخليج التي ساعدة في اسقاط نظام القذافي. والان نفس الميليشيات، تتصرف في مناطق واسعة من الدولة وكأنها خاصة بها. والى جانب هذه الميليشيات، تعمل جملة واسعة من المنظمات السلفية المعنية بتصميم جدول أعمال اسلامي. عدم الاستقرار هذا أدى، ضمن أمور اخرى الى تهريب السلاح الى اراضي سيناء وقطاع غزة.

غير أن تهريب السلاح ليس سوى عرض واحد من أعراض ضعف الحكم المركزي في كثير من الدول في المنطقة. في الدول التي شهدت تغييرا للحكم كنتيجة للربيع العربي يوجد ازدهار في نشاط محافل الارهاب التي تستغل ضعف الحكم المركزي وتثبت نفسها في المناطق المطرفة. اليمن، تعرف كدولة تقدم التهديد الارهابي الاكبر على الولايات المتحدة، والاخيرة زادت في السنة الماضية بشكل دراماتيكي الاستخدام للطائرات بدون طيار لاحباط الاعمال الارهابية. ولن يكون مفاجأة اذا رأينا في المستقبل غير البعيد استخداما لهذه الوسائل في ليبيا ايضا في حالة عدم تمكن قوات الامن الليبية من منع أعمال الميليشيات المسلحة.