خبر شكرا لك يا اوباما- هآرتس

الساعة 02:46 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

شكرا لك يا اوباما- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: يبدو ان صرامة الرئيس الامريكي اوباما قد حالت دون هجوم اسرائيل على ايران ولهذا يستطيع اوباما ان يقوم بعمل أعظم كأن يُنهي الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية المحتلة - المصدر).

نُرسل من تل ابيب الصغيرة البعيدة الشكر من أعماق القلب الى رئيس الولايات المتحدة براك اوباما. فقد تبين في أواخر ولايته الاولى، آخر الامر أنه صديق حقيقي لاسرائيل، وفي الوقت الذي قنطنا منه قام لينقذ حليفته المغامرة في الشرق الاوسط. فبعد نحو من اربع سنين من عدم العمل والعقم في الشرق الاوسط، يفعل الآن فعل زعامة وصداقة من الطراز الاول بأن ينقذ اسرائيل من نفسها. ويفترض ان يشكره كل اسرائيلي نزيه على ذلك.

بدأ ضباب المعركة التي لم تكن، ينقشع، وينجلي معه العلم بأن اسرائيل لن تهاجم ايران كما يبدو بفضل ذلك الرجل في البيت الابيض فقط. وكلمة "كما يبدو" ما تزال واجبة: مع افتراض ان لاسرائيل في الحقيقة قيادة عقلانية، وهو افتراض لا يصمد دائما لامتحان الواقع. الآن وقد أصبح الموقف الرئاسي حازم جدا بل سافرا احيانا، لم يعد يوجد من يخطر بباله ان تتجرأ اسرائيل على ان تهاجم مخالفة بذلك موقف رئيس الولايات المتحدة وموقف العالم مخالفة سافرة جدا.

هل نحن شعب يسكن وحده؟ يوجد حد حتى لهذه السخافة. ان الشعب يسكن وحده فقط حينما يختار ان يفعل ذلك. ان الصورة حادة تقول انه لم يعد أي تأييد لهجوم اسرائيلي من واشنطن الى بجين ومن الهند الى الحبشة، وأصبح مختلفا فيه في هذا البلد ايضا. وبلا اجماع في الداخل وبلا دعم امريكي لا يتجرأ أي سياسي اسرائيلي منطقي على الخروج في مغامرة كهذه أو هكذا ينبغي ان نعتقد على الأقل.

الآن وقد أصبح يبدو أننا تخلصنا من هذه العقوبة ينبغي ان نستخلص دروس القضية. ان اوباما الذي ينبغي ان نتمنى فوزه في الانتخابات لئلا تسقط اسرائيل (والولايات المتحدة بالطبع) تحت اطارات الحافلة الجمهورية والمحافظة والساحقة – يجب ان يستخلص درسه من سلوك اسرائيل وسلوكه هو. وعليه في استعداده لولايته الثانية ان يدرس فصل ايران، فحينما يريد رئيس الولايات المتحدة لا يطلق النار كناس اسرائيلي ايضا. نجح هذا في مواجهة جنون قصف ايران ويمكن ان ينجح ايضا في مجالات أكثر مصيرية. واذا كان كل شيء شخصيا فقد يأتينا الخير من إبغاض نتنياهو وإنكار اسرائيل للجميل.

قد تكون تلك سخرية التاريخ الكبرى، وهو ان ما يبدو الآن أشد ازمة مع الولايات المتحدة قد يلد تطورات ايجابية مدوية في العلاقات بينهما اذا تبين ان اوباما الثاني أكثر تصميما من اوباما الأول.

ان اوباما الأول تردد وحاول ويئس سريعا من انهاء الاحتلال الاسرائيلي اللعين الخبيث. وربما يتبين ان اوباما الثاني في أعقاب نجاحه في منع هجوم على ايران يفهم دوره وقوته في الأساس. اذا استثنينا جيمي كارتر فاننا نشك في أنه كان للولايات المتحدة رئيس كان أفضل ادراكا من اوباما لأضرار الاحتلال الاسرائيلي العالمية ولعدم أخلاقيته وقدرته على البقاء. وينبغي ان نأمل ان يستنتج الاستنتاجات العملية الصحيحة ايضا.

اذا نجحت يا سيدي الرئيس في ان تمنع اسرائيل عن قصف ايران فربما تفهم أنك تستطيع ايضا. اجل تستطيع ايضا ان تصنع أمورا اخرى أعظم لمصلحة العالم ولمصلحة الحليفة العاصية. اذا ثبت لديك ان اسرائيل تخشى ضغطا حقيقيا فيجب ان يكون الاستنتاج ان تستعمله من اجل حاجات أبعد مدى. ويجب ان يكون منع هجوم اسرائيلي على ايران هو مقدمة الطعام فقط ولا يجوز ان يتأخر مجيء الوجبة الرئيسة.

ان انتخابك يا سيدي الرئيس قد أشاع في الشرق الاوسط في حينه أملا عظيما، وتحول ذلك سريعا الى لفظ للأنفاس. فقد تبين أنك لا تملك ما يكفي من التصميم حتى من اجل ان تخطو خطوة قصيرة كتجميد المستوطنات. لكن مخاض رئيس الولايات المتحدة ايضا أمر مفهوم. وفي الاستعداد لولايتك الثانية مع ثقة أكبر بالنفس وغضب مقدس على المستخفين بك ومضلليك في القدس برز الأمل مرة اخرى في انه قد يحدث ذلك الآن. وفي الاثناء نرسل اليك الشكر من تل ابيب لأنك أنقذتنا ولو من الهجوم على ايران.