خبر دبلوماسية الخطوط- معاريف

الساعة 02:23 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

دبلوماسية الخطوط- معاريف

بقلم: د. تشيلو روزنبرغ

(المضمون: مع أو بدون خطوط حمراء، يجب ان لا ننسى أن الولايات المتحدة لا تزال هي المفتاح لتجنيد ائتلاف دولي سواء للعقوبات ام لعملية عسكرية في ايران - المصدر).

جولة المناوشة الاخرى بين رئيس الوزراء والرئيس اوباما انتهت في مكالمة هاتفية طويلة بين الزعيمين. من الصعب التقدير ما قيل فيها. فالبيان الرسمي يؤكد ما يقوله اوباما منذ فترة طويلة: "الالتزام المشترك بمنع ايران من نيل سلاح نووي". معقول الافتراض بان نتنياهو لم يصل الى رضاه، اي الى التزام رئاسي بوضع خطوط حمراء واضحة لايران اجتيازها يؤدي الى عمل عسكري أمريكي. من ناحية رئيس الوزراء، لا بد انه حق. ولكن المشكلة ليست  أحقية الحجة بل مسألة النتيجة. فقد أوضحت وزيرة الخارجية الامريكية جيدا بان بلادها لن تضع خطوطا حمراء، وبالتأكيد ليس علنا.

والمنطق بسيط: قوة عظمى لا يمكنها أن تضع خطوطا حمراء من شأنها أن تمس بها شديد المساس في الساحة الدولية. صعب جدا في الدبلوماسية وضع خطوط حمراء او خطوط بالوان اخرى. الحياة ليست مصنوعة من خطوط بهذا اللون أو ذاك. من جهة اخرى، فان التنسيق الوثيق، الودي جدا، وعلاقات الثقة بين الزعيمين هي صيغة افضل للنجاح بكثير. أما المناكفة على الشاشات فلن تؤدي الا الى الاثقال على تحقيق الهدف.

لو كانت اسرائيل والولايات المتحدة تقفان وحدهما أمام ايران وعملية عسكرية مشتركة تؤدي الى نتائج فورية كانت ممكنة، لكان ممكنا احتواء الانتقاد الاسرائيلي على الولايات المتحدة. المشكلة هي أن ليس هكذا هو الواقع. لا يجب الاستخفاف على الاطلاق بالتعهد الامريكي بمنع قدرة نووية عن ايران. لا يجب الاستخفاف بالالتزام الامريكي بأمن اسرائيل. ليس لاسرائيل أصدقاء كثيرون في العالم، على أقل تقدير. وعليه فيجب العمل بعقل ومراعاة الظروف.

توجد أهمية هائلة للطريقة التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن عملها تجاه ايران. فالولايات المتحدة لا يمكنها أن تتجاهل رسائلها، وكسب ثقة الدول القادرة ضمنيا على الانضمام الى الولايات المتحدة هي مسألة حرجة لتحقيق الهدف. فالولايات المتحدة لا تريد أن تتخذ صورة من تقف صامتة امام املاءات اسرائيل. اوباما يفهم بانه يوجد تأثير هائل على كل قول يقوله تجاه ايران. وحسب التقارير التي تصل الى الولايات المتحدة، فان الادارة لا تريد أن تكون الرسالة التي تلتقط في العالم هي أن الولايات المتحدة تتدخل في ما يجري داخل ايران كدولة سيادية.

ليس صدفة ان الولايات المتحدة غير مستعدة لان تقبل القول الاسرائيلي ان ايران على حافة قنبلة نووية وأنه يجب العمل فورا والان. برأي محافل التقدير الامريكية، لا يزال هناك مجال زمني معقول جدا الى أن تجتاز ايران حافة النووي. حتى ذلك الحين، بالنسبة لادارة اوباما، يعد النشاط الدبلوماسي لمنع النووي الايراني واسعا جدا.

فضلا عن ذلك، للولايات المتحدة مصلحة هائلة في تجنيد دول العالم، ولا سيما اوروبا الغربية، لاتخاذ اعمال اقتصادية كفيلة بالتأكيد لان تشل الاقتصاد الايراني. عمل دبلوماسي سري لا يحدث اصداء سلبية في العالم هو الصيغة الافضل، طالما لم نصل الى حافة الهوة التي تتطلب عملا عسكريا. انتبهوا الى الاقوال التالية على لسان دنيس روس، مثلما وجدت تعبيرها في كتابه "عن السياسة". فروس يتطرق الى مسألة تجنيد اوروبا واليابان ويدعي: "هل الاوروبيون واليابانيون سينضمون الينا في مثل هذا الجهد؟ خطوات أقل علنية للعين أسهل سياسيا على الاوروبيين. فالرأي العام هناك أكثر شكا تجاه كل شيء تنم عنه رائحة مواجهة محتملة من شأنها أن تضعهم على منحدر سلس يؤدي الى نزاع مع ايران".

مفهوم أن الحديث يدور هنا عن مخاوف اقتصادية هائلة، في الوقت الذي توجد فيه اوروبا في أزمة اقتصادية عسيرة جدا. تجنيد العربية السعودية ودول الخليج الى جهود اقناع اوروبا للانضمام الى العقوبات الاقتصادية سيؤدي الى نتائج أفضل بكثير. اقناع الدول الاوروبية، اليابان والصين للانضمام الى الولايات المتحدة وفرض عقوبات شالة كفيل بان يؤدي الى انهيار الاقتصاد الايراني بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. حسن تفعل اسرائيل اذا ما قادت خطوة دبلوماسية من هذا النوع، بهدوء ودون حماسة. الولايات المتحدة وحدها قادرة على ان تجند تأييد الاوروبيين والتأثير ايضا على الصين واليابان. واذا لم تنجح الدبلوماسية رغم ذلك، تبقى الولايات المتحدة المفتاح لتجنيد ائتلاف دولي لعمل عسكري في ايران.