خبر يصعب عليه فهم الشرق الاوسط- اسرائيل اليوم

الساعة 02:21 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

يصعب عليه فهم الشرق الاوسط- اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: تشير أحداث السنين الاخيرة في العالم العربي والاسلامي الى ان الرئيس الامريكي اوباما يصعب عليه ان يفهم الامور فيهما حقا أو أنه يفهم الواقع بصورة مختلفة لكن ذلك يدفع ثمنه اسرائيل خاصة والعالم عامة - المصدر).

كان من المحرج كثيرا ان نرى أمس كم يصعب على رئيس الولايات المتحدة التي ما تزال أعظم قوة في العالم ان يفهم المادة. وعد الرئيس الامريكي في واشنطن حقا بأن يدفع مُغتالو السفير الامريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز ثمن أفعالهم، لكن الكلام جاء بعد ان نشرت سفارة الولايات المتحدة في القاهرة قبل ذلك ردا ضعيفا نددت فيه بالهجوم على السفارة – وبالاساءة للعقائد الدينية ايضا – وكأنه يوجد تناسب بين العملية وانتاج فيلم دعائي معاد للمسلمين ذي نوعية هابطة.

ان ما نُشر قبل كلام الرئيس في واقع الامر يؤيد اعمال الارهاب الموجهة على أهداف امريكية حتى لو كان ذلك غير مباشر وغير متعمد – بعد يوم واحد من تذكر الولايات المتحدة لمرور 11 سنة على عمليات الحادي عشر من ايلول. وهذا مدهش.

اذا فاز براك اوباما في الانتخابات القادمة فلن يكون ذلك بيقين بفضل العلاقات الخارجية للولايات المتحدة في السنين الاربعة الاخيرة. فاوباما لم يستطع ان يفهم ما حدث في ايران في حزيران 2009 (الاحتجاج الاخضر)، وتخلى عن مبارك وأيد الاخوان المسلمين في مصر، وترك لبريطانيا وفرنسا ان تؤديا الى التغيير الديمقراطي في ليبيا مع تجاهل تهديد القاعدة، وغاب الفائز بجائزة نوبل للسلام غيابا كاملا عن سوريا، في الأساس. وفيما يتعلق بايران ما يزال يؤمن بشدة بالحوار مع نظام ايراني "عقلاني" حتى لو كان ذلك على حساب آلات طرد مركزي تدور. ان الرئيس اوباما يؤمن حقا بأن امريكا في فترته ستصالح العالم الاسلامي كله. ولفعل ذلك يؤمن بأنه توجد خطوط حمراء لمدى ما يستطيع الوصول اليه.

لكن قتل سفير وهجوما ارهابيا على سفارة امريكية يقتضيان ردا حازما وأصبحوا يتحدثون عن ارسال 50 مقاتلا من المارينز الى ليبيا. فما الذي يوحي به اوباما للعالم اليوم؟ يوحي بالاستكانة. فما العجب من أنهم تظاهروا أمس على الولايات المتحدة في المغرب وتونس ومصر وافغانستان.

يجب على اوباما ان يفهم ان العالم ربما يتغير لكنه لا يتغير دائما كما نريد. وبرغم تأييده للاخوان المسلمين (ولا يمكن ان نُعرف ذلك بصورة مختلفة) لم يمنعهم ذلك الى الآن في مصر من تهديد استمرار العلاقات بالامريكيين. تخيلوا وضعا يطلب فيه متحدث الاخوان المسلمين في مصر اعتذارا من واشنطن عن فيلم لمنتج/ مخرج هاذٍ مجهول. وهذا بالضبط ما كان أمس. لكن اوباما لا يفهم أنه لا توجد صلة بين الأشياء.

كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان ادارة اوباما تشك في ان الهجوم في ليبيا الذي أفضى الى موت اربعة دبلوماسيين امريكيين خُطط له سلفا وهو لا يشبه ألبتة الشغب التلقائي في مصر وتونس.

لم يعد الشرق الاوسط مكانا أكثر أمنا اليوم مما كان قبل اربع سنين، والعالم يتغير الى اسوأ. ويؤمن اوباما بأن اربع سنين اخرى في البيت الابيض ستُمكّنه من إتمام المهمة. ويُذكرنا هذا شيئا ما بفكاهة أننا على شفا الهاوية لكننا سنخطو في السنة القادمة خطوة واسعة الى الأمام.

يجب على اوباما ان يفهم أنه برغم التأييد والكلمات الطيبة منه عن مصر وليبيا "الجديدتين"، لم يُمنع احراق العلم في القاهرة وقتل السفير في بنغازي. وربما لا يصعب على اوباما فهم المادة اذا أعدنا التفكير لأنه يرى العالم مختلفا شيئا ما، ببساطة. والمشكلة هي أنه مخطيء كما يبدو لكن ثمن أخطائه يدفعه العالم وندفعه نحن.