خبر الاسلاميون لا يجادلون بل يقتلون- اسرائيل اليوم

الساعة 02:20 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

الاسلاميون لا يجادلون بل يقتلون- اسرائيل اليوم

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: لا يمكن فهم سلوك امريكا في الشرق الاوسط ووعدها بدعم نظم الحكم الجديدة التي نشأت بعد الربيع العربي حتى بعد قتل السفير الامريكي في بنغازي - المصدر).

يعتقد الباحثون في الأديان أن التوحيد جلب الى التاريخ الانساني التطرف الديني. فانه ما كان البشر يؤمنون بحماقتهم بأن الدمية أو الطوطم الذي علقوه على جدار البيت هو الله، كانوا معتادين أن أنواعا مختلفة من هذه الأصناف تسكن متجاورة في بيت واحد، فكان الاله قرب الاله متعايشين. لكن الله الواحد الذي لا شريك له هو في جوهره إله متطرف لا مثيل له.

وعلى مر التاريخ قل التطرف الديني بقدر ما. فقد تطور عند اليهود تصور "اللطف والرحمة والحنان"، ودعا يسوع الناصري الى ادارة الخد الثاني وإن يكن العنصر المركزي في اعتقاد اليهود والنصارى والمسلمين قد بقي متطرفا صارما.

كانت في اسرائيل مجموعة قلة من الحاخامين الذين تسلوا بوهم أنهم اذا التقوا فقط أئمة مسلمين ذوي ارادة طيبة فسيستطيعون التوصل الى مصالحة سياسية في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. ونضجت محاولة التحادث من غير ان تؤتي أُكلاً. ان حرية الكلام هي في الحقيقة قيمة عليا في الديمقراطية لكن التشهير بأنبياء الدين الخصم يلاقي ردا عنيفا في حالات كثيرة، فهم لا يجادلون بل يقتلون. والذي يتجرأ على إهانة النبي محمد يضطر الى الاختفاء والى ان يدفع حياته ثمنا لذلك احيانا. وفي حالة سلمان رشدي شهد العالم نوعا من "حكم المطارِد" الاسلامي الداخلي.

من هذه الجهة فان الواقعة المأساوية المخيفة في ليبيا ليست أكثر من حلقة اخرى من سلسلة رد عنيف يميز المتطرفين في العالم العربي. ان فيلما تافها، هو في الحقيقة لا داعي له ومتحرش ويستحق عقوبة جنائية توقع على منتجه الذي يُحدث اضطرابا بين الجمهور، هو فقط سبب الهياج الموجه على الولايات المتحدة. وحقيقة انه يوجد من ورائه مخرج مجهول يعرض نفسه بأنه اسرائيلي سابق تثير الشك في ان كل شيء ملفق، وستتبين الامور في خلال الاسابيع القريبة.

ان ما يمكن ان يُفعل زيادة على الحماية المقاتلة من نشاط الارهابيين المتدينين الذين لا يرحمون هو محاولة اقناع منتجي السينما بأن يدعوا الأديان الخصم ومؤسسيها وقادتها في حالهم. فهذه دائما قضية حساسة تثير ردا عنيفا ما، ويجدر ان يتم النضال من اجل الاصلاح في داخل كل منظومة دينية لا على أيدي ناس من الخارج.

ان الرد الامريكي في هذا السياق مقلق. لأن براك اوباما منذ بدأ الربيع العربي يستقبله بالتهنئة ويساعده ويخيب أمله مرة بعد اخرى ابتداءا برحلته المتسرعة الى القاهرة واعلان ما يؤمن به في شأن عظمة الاسلام وانتهاءا الى واقعة أمس في بنغازي التي برهنت امريكا فيها على أنها لا تفهم السلوك في الشرق الاوسط؛ وأنها لا تعلم أنه يمكن بحسب الشيفرة الثقافية والسياسية للمنطقة التعاون على شأن والطعن بسكين في الظهر في شأن آخر في نفس الوقت. ان حقيقة ان شخصا ما يشكر امريكا على المساعدة المالية لا تضمن ألا يخونها في فرصة اخرى.

"لا أفهم"، قالت أمس هيلاري كلينتون وذكرت مرة بعد مرة تأييد ادارتها للثورة الليبية التي خلعت معمر القذافي الى ان قُتل. "لا أفهم"، واستمرت تعِد بتأييد نظم الحكم التي نشأت على أثر الربيع العربي حتى بعد قتل السفير في بنغازي، ولا يوجد اسرائيلي واحد يمكن ان يفهم، ان يفهم امريكا.