خبر مصري يعتمر لأجل أسير فلسطيني

الساعة 03:30 م|11 سبتمبر 2012

غزة

لطالما كان الشعب المصري من أكثر الشعوب العربية اهتماما بالقضية الفلسطينية رغم عدم قدرته على التعبير عن هذا الاهتمام في عهد الرئيس السابق، ومع تنوع أساليب تضامن العرب مع الشعب الفلسطيني لفتَت انتباهي صورة لشاب مصري متابع لصفحتي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وهو دائم السؤال عن القضية الفلسطينية وعن الأسرى، هذه الصورة ألتُقِطَت من داخل المسجد الحرام بجانب الكعبة، فيها لافتة مكتوب عليها "هذه العُمرة عن الأسير الفلسطيني حسن الصفدي".

محمود قطب شابٌ مصري مُلتزم، لم ينسى إخوانهِ في سجون الاحتلال، وهو متابع بشكل يومي لأخبارهم وخاصة أخبار الأسرى المضربين عن الطعام، قرر وأثناء وجوده في مكة المكرمة لأداء شعائر العمرة أن يهدي واحدة للأسير حسن الصفدي المضرب عن الطعام منذ 82 يوما، داعيا لكل الأسرى بالفرج العاجل.

يقول محمود :"أنا كأي مواطن مصري قلبه على دينهِ وأمته، أقدس القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية الأسرى بشكل خاص، فهم أبطال سجنوا لأجل أقصانا، وقيامي بأداء مناسك العمرة عن الأسير حسن الصفدي أقل واجب يمكن أن أقدمهُ لهؤلاء الأبطال، وأسأل الله أن يقدرني على أداء عمرة عن كل أسير مضرب عن الطعام، وقد استفتيت أهل العلم وأفتوا بجواز أداء مناسك العمرة عن الأسير".

كل ما يرجوه محمود أن يخرج الأسرى بالسلامة ليحرروا ما ضاع من وطنهم، معتبرا مصر وفلسطين أرض واحدة، متأملا بالنهوض لتحرير القدس بعدما طفح الكيل وتمادى الظالم في ظلمه، قائلا :" فلسطين ليست حكاية الفلسطينيين فقط، بل هي حكاية كل المسلمين، وحكاية كل العالم، وأنا أعتبرها وطني، تماما كمصر، والأسرى هم الأمل ليتحرك الصامتون في كل مكان".

وعن متابعة الشباب المصري بشكل عام للقضية الفلسطينية ولقضية الأسرى يقول محمود:" الشباب المصري يحمل فلسطين بداخل قلبه، ويتوجع من أنين الأقصى الدائم، وبفضل الله لم ننساهم في ربيعنا العربي المصري وكانت هناك مليونية حاشدة للأقصى".

ويضيف:" كُنا في ثورة 25 يناير نحمل الأعلام الفلسطينية جنبا إلى جنب مع العلم المصري، ولا يخفى على أحد الأحداث التي حصلت أمام السفارة الإسرائيلية وغضب الشباب المصري من وجودهم المُستفز، وقضية الأسرى جزء لا يتجزأ من اهتمام شباب مصر، ولكن يبقى أن تقف الحكومات العربية وقفة جدية، ونأمل خيرا في الرئيس المصري الجديد محمد مُرسي، ومع كل المستجدات التي تحصل على الساحة الفلسطينية ستبقى فلسطين في قلب كل مصري حر، وسنظل ندعم قضية الأسرى حتى النهاية".

في نهاية حديثي مع محمود، اعتذر عن تقصيره بحق الأسرى، وأراد أن يوصل رسالة لهم من خلال تضامنهِ معهم بهذا الشكل قائلا :" مهما طال الليل لا بُد من طلوع فجر يتحرر فيه الأسرى، فاليصبروا ويأخذوا من قصة سيدنا يوسف عبرة، فهو المظلوم المكلوم الذي قضى سنينا في السجن لذنبٍ لم يقترفه، لكنه بالنهاية أصبح حاكما ذا شأن "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ "، ولا يجب أن يغيب عن بال الأسرى الرئيس محمد مرسي الذي سُجِنَ في زنازين الحكومة المصرية الظالمة وخرج ليصبح المسجون رئيسا والرئيس سجينا، وشتان بين أسباب الأسر".

ويتابع:" رسالتي أولا وأخيرا لأمهات الأسرى الصامدات، فالأم هي الأمل وهي التي تبث في صدور أبناءها الصبر، فلا يجب أن ينقطعن عن الدعاء لهم، وبصبرهن سيكون ثباتهم ومخرجهم بإذن الله".

محمود قطب نموذج للشاب العربي المصري الذي يعتبر القضية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من همومهِ اليومية، وبطريقة تضامنهِ هذه عَبرَ عن مشاعره تجاه فلسطين، في الوقت الذي يتناسى بعض الشباب من فلسطين الاعتناء بقضيتهم، والصمود في وطنهم رغم كل الصعاب.

 

 

المصدر: الجزيرة توك