خبر حرب ردع للولايات المتحدة -هآرتس

الساعة 10:00 ص|11 سبتمبر 2012

بقلم: عنار شيلو

        (المضمون: تجهد الادارة الاسرائيلية ورئيسها في إملاء سياسة على الولايات المتحدة ورئيسها لا توافق مصالح الولايات المتحدة - المصدر).

        ثارت الشبكة. فقد قالت الاشاعات ان الحرب كان يفترض ان تنشب وكان من ذكروا نهاية اسبوع ما، بل ذكروا حتى موعدا ما. وكان الموعد الاول من ايلول. صحيح أنه قد كانت من قبل حرب نشبت في هذا الموعد هي الحرب العالمية الثانية. أفلم يثبت أشباه تشرتشل بين قادتنا والمُنذرين بالمحرقة الثانية للاغراء؟.

        ومع ذلك كانت نهاية اسبوع الاول من ايلول هادئة في ظاهر الامر وكان الجو لطيفا ولم تُسجل أحداث شاذة. ولم يلاحظ أحد ان اعمال العداء قد بدأت. ولم يلاحظ أحد ان الهجوم الردعي الضخم قد انطلق في طريقه في الموعد المخطط له وان هدفه لا يقل عن تغيير نظام الحكم. تغيير نظام حكم معادٍ لاسرائيل وخطير ليصبح نظاما حتى لو كان يملك القدرة الذرية، فانه لا يعتبر تهديدا.

        نجح ترياق تضليل لامع أنتجه حلال الساعات باراك والساحر نتنياهو في الطمس تماما على هوية العدو الحقيقي. ان الثرثرة التي لا تنتهي عن ايران وجهت جميع الأنظار الى الشرق لكن سهام هجوم الخريف تحركت نحو الغرب خاصة.

        سُجل في يوم الاحد اصابة دقيقة لهدف نوعي هو رئيس اركان جيش العدو، الجنرال مارتن دامبسي، فقد وبخته عناصر سياسية رفيعة المستوى في القدس توبيخا شديدا. وتم تعريف تصريحه الذي قال فيه انه لا يريد المشاركة الآن في هجوم اسرائيلي على ايران بأنه نشاط معادٍ ولم يتأخر مجيء الانتقام. لا شك في ان التوبيخ المقدسي أضر بفخامة شأن رئيس هيئة اركان جيش العدو وصلاحياته، وسيؤدي عمله منذ الآن في أحسن الحالات مثل بطة عرجاء.

        في حلبة صراع اخرى واجه رئيس الوزراء نتنياهو سفير دولة العدو دان شبيرو واتهم الرئيس اوباما بأنه بدل ان يضغط على ايران يضغط على اسرائيل. وكان رد السفير بحسب تقارير اخبارية ما شديدا وزاد التوتر بين الدولتين وبلغ الى نقطة انفجار.

        وفي مقابل ذلك وفي عملية سرية أُرسلت قوات صاعقة خاصة برئاسة شلدون ادلسون الى ما وراء خطوط العدو لتمويل حلقات المعارضة وتثوير السكان المحليين على القيادة القائمة وتشجيع تغيير نظام الحكم في اسابيع معدودة.

        يصعب ان نزعم ان اجماع الرأي على الخروج للحرب لم يكن موزونا. وقد أُعطي الرئيس اوباما والولايات المتحدة ما لا يحصى من الفرص ليعودا الى الصراط المستقيم وليخضعا للاملاءات الاسرائيلية قبل ان يُهاجَما ولم يستغلاها. بل ان رئيس الوزراء طار الى الولايات المتحدة خصيصى في أيار 2011 وحضر الى البيت الابيض ليعطي الرئيس اوباما درسا خاصا في الصهيونية أصبح مسلسل تربية مُذلا بحضرة صحفيين لكن حتى هذه الخطوة من الارادة الخيّرة لم تؤدِ الى النتائج المأمولة ولم يُطع التلميذ العاصي استاذه وتجرأ على ذِكر حدود 1967. وإن رفض هيلاري كلينتون أمس تحديد خطوط حمراء لايران كما طلب نتنياهو نقض آخر للأوامر.

        والى ذلك فان الرسالة الاسرائيلية التي تقول ان السياسة المترددة نحو ايران ستضر بالامريكيين قبل الجميع تؤكد قلق اسرائيل الصادق على مرعيتها المنكرة للجميل وتؤكد إيثار قادتنا الذين يساعدون فقط الولايات المتحدة على انقاذ نفسها.

        ان الحديث اذا عن حرب لا خيار فيها للولايات المتحدة. أليس أنه اذا بقيت الادارة الامريكية الحالية على حالها بعد الانتخابات في تشرين الثاني فان اوباما المتحرر من ضغوط الصوت اليهودي قد ينزع القفازين ويفرض علينا تسوية سلمية مع الفلسطينيين والعياذ بالله. فهذه اذا حرب ردعية هدفها منع كارثة أكبر كثيرا هي السلام.