خبر جدال هائل في ايران -هآرتس

الساعة 10:24 ص|10 سبتمبر 2012

جدال هائل في ايران -هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: يحتمل أن يأتي التغيير في وقت مبكر أكثر، اذا ما قرر خمينئي، كما يقترح أحد المحللين الايرانيين من المعارضة، "ان يتناول كأس المر ويعلن عن تجميد برنامج التخصيب"، كي يتمكن المواطنون الايرانيون من العيش – المصدر).

        تهديد الاتحاد الاوروبي بفرض دفعة أخرى من العقوبات على ايران، واعلان كندا قطع العلاقات مع ايران، أسفرت، كما كان متوقعا، عن ردود فعل غاضبة في ايران. وقد اتهمت كندا بانها تعمل حسب املاء "امريكي – صهيوني"، وأنها "دولة عنصرية"، بل وكان هناك من اعتقد بان اغلاق السفارة الكندية نبع من "مصاعب اقتصادية لدى كندا".

        وضد التهديدات بالهجوم على ايران أيضا استنجد كالمعتاد بقادة عسكريين كبار. فنائب قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامة، حذر من أنه "اذا تعرضت ايران للهجوم، فانها ستنقل الحرب الى أرض العدو".

        ولكن بينما هي التصريحات العلنية للنظام والمعارضة، عن سياسة النووي الايراني، موحدة الى هذا الحد أو ذاك، يوجد خلاف هائل حول تأثير العقوبات الاقتصادية وعجز الحكومة عن إدارة اقتصاد الدولة. محمد رضا مهدوي – كاني، رئيس مجلس الخبراء، من الهيئات الهامة في ايران- المسؤول ضمن أمور اخرى عن انتخاب الزعيم الاعلى – قال مؤخرا ان "الثورة الاسلامية لم تأتي فقط كي يكون الناس أكثر تدينا. فهذا العالم، مثل العالم القادم، هام لحياة المواطنين".

        مهدوي – كاني تناول نية الحكومة تطبيق المرحلة الثانية من خطة الغاء الدعم الحكومي للغذاء المتبع منذ 1980. خطة الالغاء، التي تم تبنيها في 2010 في البرلمان بتشجيع من علي خمينئي، أدت منذ الان الى ارتفاع الاسعار والى تضخم مالي يصل رسميا الى 23 في المائة. تقدير خبراء الاقتصاد الايرانيين، الذين توجهوا برسالة تحذير الى خمينئي هو أنه اذا طبقت المرحلة الثانية من الغاء الدعم الحكومة، فمن شأن التضخم المالي ان يرتفع الى نحو 60 في المائة. وجاءت خطة الالغاء لتشكل سورا واقيا ضد العقوبات الاقتصادية. والان، عندما يعد وزير الاقتصاد الايراني أيضا بان المرحلة الثانية من الغاء الدعم الحكومي "ستبحث بتوسع"، بمعنى أنها ستؤجل، سيتعي على ايران أن تقدم جوابا آخر على مصاعبها المالية. وذلك، حين هبطت مداخيلها من النفط في الاشهر الاخيرة بنحو 50 في المائة وهي تقف أمام مشكلة عسيرة في تخزين فائض النفط الذي تنتجه.

        الانتقاد الشديد ضد سلوك نظام أحمدي نجاد لا يزال لا يضمن التغيير الحقيقي في برنامج تخصيب اليورانيوم. ولكن شدة الانتقاد، ولا سيما حين يأتي على لسان أناس من التيار الراديكالي والمحافظ، كفيل بان يسرع استعداد ايران لاستئناف المفاوضات مع مجموعة القوى العظمة الستة، التي توقفت بعد أن لم يكن لدى ايران اقتراحات جديدة.

        وايران هي الاخرى تدخل بكل القوة الى سنة الانتخابات للرئاسة. وهذه من المتوقع أن تجرى في شهر حزيران القريب القادم، وسيكون لهذا أيضا تأثير على سلوكها في الاشهر القريبة القادمة. استطلاع أجراه موقع "حبار أون لاين" المقرب من رئيس البرلمان لاريجاني – بمشاركة أكثر من عشرة الاف متصفح – يمنح أغلبية بالذات للرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني، خصم أحمدي نجاد المرير، والذي يعتبر في الغرب ذا مواقف معتدلة.

        هذا الاستطلاع المسبق لا يزال لا يمكنه أن يعرفنا على نتائج الانتخابات المحتملة، ولكنه يشهد على المزاج العام الذي ينبع من وضع ايران.

        على خلفية هذا المزاج والخلافات الشديدة في المسألة الاقتصادية، قدر هذا الاسبوع محلل ايراني منفي بان "القنبلة الايرانية لن تكون منوطة جدا بالانتخابات في الولايات المتحدة، بقدر ما ستكون منوطة بالانتخابات في ايران". وقال المحلل لـ "هآرتس" انه يبدو أن الغرب ينتظر ان يرى اذا كانت الانتخابات في ايران لن تغير فقط الرئيس، الذي لم يعد يمكنه على أي حال مواصلة ولايته بل ستغير السياسة النووية لايران. مشكوك أن يكون في الغرب استعداد للانتظار لتسعة أشهر اخرى لرؤية اذا كان سيطرأ تغيير في سياسة ايران.

        ولكن يحتمل أن يأتي التغيير في وقت مبكر أكثر، اذا ما قرر خمينئي، كما يقترح أحد المحللين الايرانيين من المعارضة، "ان يتناول كأس المر ويعلن عن تجميد برنامج التخصيب"، كي يتمكن المواطنون الايرانيون من العيش.